"المتهم" زياد الرحباني: لم أورّط فيروز بل قاطعتها!

"المتهم" زياد الرحباني: لم أورّط فيروز بل قاطعتها!

Nawa3em by 11 Years Ago

تمرّ الأيام ويبقى لاسم زياد الرحباني وقعٌ خاص، فهو نجم خارج حدود النجومية والمألوف، متواضع حتى الرمق الأخير، يأسرك بلامبالاته ويجذبك بصراحته المؤلمة وسخريته اللاذعة...

زياد الرحباني، الذي كانت استضافته خلال فترة طويلة تراود أحلام وطموحات الكثيرين في عالم الإعلام، بات يطلّ أخيرًا عبر المؤسّسات الإعلامية المختلفة الأمر الذي أثار استغراب محبّيه ومتابعيه ودهشتهم وسخطهم عليه وعلى المحاوِر أحيانًا... لكن كلمة حق تُقال فإن مجرّد معرفتنا بحلوله ضيفًا على برنامج "المتهم" مع الإعلاميّين رجا ناصر الدين ورودولف هلال، أثارت حشريتنا وانتظارنا لما ستخرج به الحلقة، خاصة أن رجا ورودولف يتمتعان بأسلوب ساخر ولاذع، وإن كان مختلفًا شكلًا ومضمونًا عن الرحباني.

المؤلّف الموسيقي الفنّان زياد الرحباني حلّ ضيفًا على البرنامج في حلقة قُسّمت إلى جزأين، عُرض الأول منها مساء أمس الأحد عبر محطتي "LBCI" الأرضية و"LDC" الفضائيّة.

وبهدوئه المعتاد وأسلوبه الساخر الذي يثير حيرة الشاهد فيضيع معه تركيزه حول ما إذا كان يتهكّم أو يمازح أو حتى يقول الحقيقة، أقسم الرحباني على قول الحقيقة، وأجاب على الاتهامات بالدفاع والتوضيح حينًا وبالاعتراف وإطلاق التصريحات أحيانًا.

مقدّما البرنامج، كالعادة، طرحا بداية مجموعة من الأسئلة التعريفية السريعة عن المتهم:

الاسم الثلاثي: زياد عاصي الرحباني
الوضع الاجتماعي: أعزب، مطلّق
المهنة: موسيقي
مكان السكن: شارع ليون، ومنطقة الجوار.
الانتماء السياسي: لا جواب.

وبرّر الرحباني ذكره لأكثر من مكان يقيم به، بأنه بالفعل ينتقل ما بين المناطق نظرًا للوضع العام الذي يفرض عليه عدم الثبات في مكان محدّد، معلنًا بسخرية أنه يمتلك 14 "ركوة" للقهوة على الرغم من أنه لا يشربها بل يستخدمها للضيافة.

ردًّا على اتهامه بالتمرّد على الموسيقى العربية واختياره للجاز، أكد زياد الرحباني أنّه في عالم الموسيقى لا يمكن للشخص أن يختار، واعترف بارتكابه هفوة عام 1985 عندما وضع على بوستر لحفلة في الجامعة الأميركية Oriental Jazz، مشيرًا إلى أنه يستمع إلى كلّ أنواع الموسيقى، الكرديّة، والأرمنية والبلقانيّة عمومًا، وغيرها.

ورفض مقولة "كل مواطن مخبر" على اعتبار أنها تفيد شركات الهاتف فقط، مؤكدًا أن ما يُقال عن تخوّف الجمهور من الاقتراب منه أو إلقاء التحيّة عليه، ما هو إلا نتيجة لـ"كميّة أخبار سلبيّة كثيرة تشاع عنّي".
ولدى اتّهامه بالتقصير في تقديم الأعمال المسرحيّة، التي كان آخرها عامي 1993 و1994 من خلال "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" و"لولا فسحة الأمل"، أعاد زياد السبب إلى صدمة الإعلام بهذا النوع من الأعمال الذي كان يشكّل مشروع فيلم على المسرح بإمكانيّات تقنيّة كبيرة، لكنّ الإعلام "بَرَشه" أي انتقده بطريقة قاسية، فيما أنصفه الطلاّب.

وأكد الرحباني أن ما شيء أثر به في الفن أكثر من رحيل الفنّان جوزف صقر، قائلًا: "هو الشخص الوحيد الذي كنت أتعاون معه، بعيدًا من الست فيروز، نظرًا الى أنّ جزءًا كبيرًا من كلمات بعض الأغنيات لم تكن لتؤدّيها السيّدة فيروز لاعتبارات عدة، على الرغم من عدم ممانعتها تقديم هذا النوع من الأغنيات، ومؤكدًا بالقول: "كانت فكرة فيروز أن تغنّي مقطعًا من أغنية "تلفن عياش" في مهرجان بيت الدين. لا أحد يورّط فيروز في بعض الأغنيات كما كتبت الصحافة حينها، خاصة بعد أدائها أغنية "ع هدير البوسطة" التي اعتبرت بعض المطبوعات أن عبارة "شو بشعة مرته" دليل على الخيانة"، وتابع ساخرًا: "فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، كانت تغلق السفارة وتغادر".

وعن اتّهامه بالتقصير في نشر أعماله خارج لبنان كمصر ودول الخليج، قال زياد: "تكوّنت لديّ فكرة في السابق أنّه في مصر يصعب فهم اللهجة اللبنانيّة، وخاصّة أنّ أعمالي أكتبها "بالدارج" أي اللهجة العاميّة اللبنانيّة، ولكن اكتشفت أنني بنيت فكرة خاطئة عن الموضوع"، ولدى استطراد رجا وقوله إن للسيّدة فيروز شعبيّة كبيرة في مصر، أجاب زياد أنه قبل الحرب اللبنانيّة، لم تكن أغنيات السيّدة فيروز تُبثّ في الإذاعة المصريّة، قائلًا: "ظننت لفترة طويلة أنه إذا كانت أعمال الرحابنة غير معروفة في مصر في وقتها، فماذا عن أعمالي؟ أعترف بأنني بنيت نظرة خاطئة عن الموضوع"، ومشيدًا بمشاركته الأخيرة في مهرجان القاهرة الناجح للجاز.

وعن اتّهامه بتلميع صورة الديكتاتور، تساءل زياد كيف بشخص يحمل فكرًا اشتراكيًّا أن يُتّهم بذلك، معتبرًا أنه مع الهرميّة في كلّ شيء. ولدى سؤاله عن أنه مع ديكتاتوريّة النظام، أوضح أنّ كلّ فرقة بحاجة إلى Conductor، وشبّه الموضوع بفرقة عازفين تحتاج إلى قائد لتنجح.

أمّا عن تهمة إفشائه أسرار السيّدة فيروز وقوله إنها تحبّ المقاومة، قال زياد: "المقاومة كلمة ليست مستحدثة في لبنان، فهي موجودة منذ نكبة فلسطين، لكن اليوم وبسبب انقسام لبنان بين 8 و14 آذار، أصبح الأمر وكأن المقاومة مستحدثة بالنسبة إلى فكر 14 آذار. المقاومة بدأت منذ ما عُرف بفتح لاند، وهي المنطقة التي كانت تُشنّ عمليّات منها ضدّ إسرائيل، والراحل بيار الجميّل كان أول من وافق على ذلك، وحتّى اتفاق نيسان 1996 وافق من خلاله الرئيس الراحل رفيق الحريري على قيام حزب الله من منطقة محدّدة بالردّ على إسرائيل".

وفي معرض ردّه على موضوع إقحام والدته في السياسة، أوضح زياد أن الحديث الذي أجراه كان لموقع إلكتروني تابع لحزب الله اسمه "العهد"، وهو موقع يزوره مناصرو الحزب بالإجمال، ولكنّ الموضوع أثار ضجّة كبيرة بعدما أعادت نشره قناة الـ"LBCI" لكونها أقوى القنوات مشاهدة في لبنان كما قال.

ونفى خلافه مع الإعلامية ديما صادق، مشيرًا إلى أنها قدّمت حفل انتخاب ملكة جمال لبنان ولا يعلم لمَ لم يُصَر إلى انتخابها.

وعن علاقته بوالدته وشقيقته ريما، تحدّث زياد عن قطيعة شبه تامّة معهما بسبب صفحة على موقع الفايسبوك، يعتقد شخصيًا بأنّ ريما، أو أحد المقرّبين منها، يديرها وتُعرض عليها أغنيات منها أغنية من ألحانه وكتابته من دون استشارته، وأضاف: "من خلال هذه الحلقة سأوجّه رسالة إلى محاميهما أطلب بموجبها احترام الحقوق والواجبات ضمن هذه الصفحة على الفايسبوك". كذلك تحدّث زياد عن إدارة خاطئة لأعمال والدته الفنيّة، "برأيي، الناس اللي عم يستلموا ويديروا إنتاج وأعمال والدتي الفنيّة، الله يطوّل بعمرها، غلط"، ولدى سؤال رجا عن كيفيّة معرفته بذلك بما أنه على قطيعة مع والدته منذ 7 أشهر، ردّ بالقول: "فيروز ليست مرتاحة من طريقة إدارة أعمالها منذ أكثر من سبعة أشهر، بل منذ سنوات".

زياد الرحباني رفض التعليق على موضوع تقليد الفنان باسم فغالي له وللنجمة مايا دياب. وردًّا على إعلان النجمة مي حريري أن تعاونًا فنّيًا وزواجًا سيجمعها بزياد، وذلك في إحدى حلقات برنامج "المتّهم"، التي ستُعرض قريبًا، قال: "أنا معجب بمي كإنسانة، ما قالته مي قريب للقلب، بيتْفكّر فيه، شو سألتوها حتّى اضطرّت لقول الحقيقة؟".

وفي فقرة اتهامات الضيف، أجاب زياد ردًّا على الأسماء التي ذكرها مقدّما البرنامج، فقال إنه يتّهم النجمة كارمن لبّس بأنها خسرت الكثير لأنها تركته، فيما قال عن عاصي زياد الرحباني: "ما طلع إبني، هو وأنا... ضحيّة الأم". أما عن شقيقته ريما، فعلّق بالقول: "يجب أن تعطي الخبز للخبّاز"، واتهم السيّدة ماجدة الرومي بأنها "لا تتقبّل ملاحظة من أحد"، واكتفى بالقول "الله يطوّل بعمرها" للشحرورة صباح، فيما طالب السيّدة فيروز "بضرورة عدم مرور وقت كبير بين إطلاق عمل وآخر، لأنّ الناس ينتظرون أعمالها بفارغ الصبر".

"المتهم" من إعداد وتقديم: رجا ناصر الدين ورودولف هلال، رئيسة التحرير فاطمة داوود، ويشارك في الإعداد علاء مرعب، فيما يُعرض عبر محطتي الـLBC الأرضية اللبنانية وLDC الفضائية. ويُذكر أنّ الجزء الثاني من حلقة زياد الرحباني سيُعرض الأحد المقبل، وذلك بالتزامن مع حفلتين له في 5 و6 نيسان في كازينو لبنان.

 

كلمات مفتاحيّة برنامج المتهم ، زياد الرحباني،

إضافة التعليقات

.