على مرمى خطوات من قلب ميونيخ النابض بالحياة والحركة، يقف فندق "بايريشرهوف"  Bayerischer Hofكشاهد خالد على فخامة لا يطالها الزمن، وعراقةٍ تنسج خيوطها من مجد الملوك وسحر المدينة. هنا، لا تقتصر الإقامة على رفاهية الغرف أو أناقة التصميم، بل تمتد إلى تجربة حسيّة، تنقلكم في رحلة عبر أكثر من 180عاماً من التقاليد، الذوق الرفيع، والضيافة الراقية.

منذ أن حلم ملك بافاريا لودفيغ الأول في عام 1839 بإنشاء ملاذ ملوكي يليق بزوار عاصمته، وُلدت فكرة "بايريشرهوف" كتحفة معمارية وروحية في آن. وفي عام 1841، تحقّق الحلم على يد المعماري جوزيف أنطون فون مافيه، ليفتح الفندق أبوابه أمام نخبة المجتمع الأوروبي، محتفياً بالأرستقراطية البافارية بجمالها وأناقتها.

عبر العقود، لم يبهت بريق هذا المكان، بل ازداد تألقاً. فقد احتضنه التاريخ، وتبنّته عائلة فولكهارت منذ عام 1897، لتجعله أكثر من مجرّد فندق؛ جعلته بيتاً للأصالة، ومنارة للضيافة الأوروبية الفاخرة. وبين جدرانه، يُروى التاريخ بلغة التجدد، وتُصاغ اللحظات بتوازن نادر بين سحر الماضي ونبض الحاضر.

مع بداية التسعينيات، تولّت إينغريت فولكهارت قيادة الفندق، لتدشن حقبة جديدة من التجدّد المتوازن. وضعت نصب عينيها هدفاً واضحاً: تحديث كل ركن من أركان الفندق دون المساس بروحه الكلاسيكية. فاستثمرت ما يزيد عن 200 مليون يورو في مشاريع تطوير ضخمة، كان أبرزها تعاونها مع المصمم البلجيكي المعروف أكسل فيرفورت، الذي أضفى لمسته المميزة على العديد من المساحات. وتحوّلت مطاعم الفندق مثل "غاردن" و"أتولييه"، وصالة "باليه هول"، إلى مساحات تحتفي بالجمال والتفاصيل. أما الجناحان الجنوبي والشمالي، فقد خضعا لتجديد شامل يليق بتاريخ الفندق، مضيفين 28 غرفة تنبض بالأناقة والراحة. وتتجلّى ذروة الترف في جناح "بنتهاوس غاردن" الممتد على مساحة 350 متراً مربعاً، حيث تلتقي الحداثة بالفن الكلاسيكي في أروع صوره. كذلك شهد قصر "مونتجيلاس" المجاور، والذي يعد جزءًا من الفندق، تحديثات تليق بكونه مركزاً للمناسبات والاحتفالات الراقية. وتحول البهو المركزي للفندق، المسمّى Atrium، إلى تحفة معمارية تزدان بقبته الزجاجية الشاهقة، التي تسمح لنور الشمس بالتغلغل برقة وهدوء، مانحة المكان طاقة من الصفاء والسكينة.

في الطابق السابع، تكتمل معاني الرفاهية مع الجناح البانورامي رقم سبعة  Panorama Suite 7أحد أروع إبداعات فيرفورت. هذا الجناح ليس مجرد غرفة إقامة، بل لوحة فنية تتناغم فيها عناصر التصميم من مختلف الثقافات. من خشب الدردار الفرنسي، إلى المقعد الإيطالي العتيق، المصابيح اليابانية، والمزهريات البلجيكية المصنوعة يدوياً - كل تفصيل هنا يروي قصة، ويعكس ذوقاً عالمياً راقياً. أما شرفته الأنيقة "اللوجيا"، فهي امتداد لهذه التجربة الراقية، حيث يمكن للضيف أن يعيش لحظات شاعرية تحت سماء ميونيخ المتوهجة. ويمكن توسيع الجناح ليضم ما يصل إلى ثلاث غرف نوم، بمساحة إجمالية تصل إلى 170 متراً مربعاً، ما يجعله خياراً مثالياً للعائلات أو الضيوف من منطقة الخليج الباحثين عن التميز والخصوصية. هكذا يتحول هذا المبنى التاريخي إلى ذاكرة حية، ومساحة تتجدّد دون أن تنفصل عن جذورها. إنه المكان الذي تعانق فيه الفخامة روح الأصالة، لتصنع تجربة تُحفر في الذاكرة، وتُروى عبر الزمن.