
أضرار الطلاق
جعل الله الطلاق حلا مباحاً في أضيق الحدود، وفي حالة استحالة العشرة بين الزوجين، وبما لا تستقيم معه الحياة الزوجية، وصعوبة العلاج إلا به، لهذا فهو يعتبر أبغض الحلال عند الله، وحتى يكون مخرجاً من الضيق وفرجاً من الشدة إذا لم تتحقق مقاصد الزواج التي تقوم على المودة والسكن النفسي والتعاون في الحياة.
ولقد عرفت البشرية الطلاق من قديم الزمان، وكانت له طرق وأشكال تختلف من بيئة إلى بيئة، ومن عصر إلى عصر، حتى أن جميع الأديان أقرته كلٌ بطريقته، كما عرفه عرب الجاهلية لأنه كان شريعة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام . لكنه في الوقت الحالي أصبح ظاهرة عامة وموجودة في كل المجتمعات وبنسب متفاوتة، وأصبح اللجوء إليه أسهل الحلول رغم محاولة المجتمعات الحد منه بسبب سلبياته وأضراره العديدة.
أضرار الطلاق على المجتمع
يؤثر الطلاق بشكل مباشر على المجتمع وواحد من تلك الأوجه هو الشؤون المالية، فالطلاق يؤثر سلبًا على دخل الأسرة. فمن الممكن أن لا تكون النفقة تُلبي كل إحتياجاتهم. مما قد يتسبب في الديون الشديدة، ولقد قالت الدراسات الاجتماعية أن مستوى معيشة المرأة ينخفض أكثر من الرجال المطلقين. على الرغم من أن كلا الزوجين يكونان في وضع أسوأ من الناحية المالية بعد الطلاق، ولكن تُظهر الأبحاث أن الوضع المالي للمرأة يتأثر سلبا بمعدل أعلى من الرجال.
أضرار الطلاق على الزوج

من أضرار الطلاق على الزوج هو تحيّز الأصدقاء للطرف الأضعف في الطلاق، أو عدم رغبتهم بسماع كلام مؤذ عن الزوج الآخر، خاصةُ إذا كانوا أصدقاء لكلا الزوجين، مما يُصعب عليهم الاستمرار بالعلاقات مع الزوجين بشكلٍ فرديّ. كما يحدث في الغالب عدم شعور الأصدقاء بالراحة المُطلقة تجاه الزوج بعد حصوله على الطلاق، وتغيّر نظرتهم له أو جعله موضعاً للشك، وبالتالي عدم القدرة على التعامل معه بشكلٍ مُريح كالسابق، والرغبة بالابتعاد عنه. بالإضافة إلى وجود ضغوطات أسريّة من قبل عائلة الطليق، أو عائلة الزوج نفسه بسبب الشعور بالغضب والاستياء، حيث قد تدفعه لقطع العلاقات مع الطرف الآخر وجميع أصدقائه وأفراد عائلته، وتجنّب الاتصال معهم مجدداً.
أضرار الطلاق على الأسرة
بشكل عام الطلاق يعود على الزوجين معاً بالضرر فيترتب عليه شعور أحد أو كلا الزوجين بالألم والخسارة عندما تنتهي علاقته الحميمة بشريكه بغض النظر عن الأسباب، وبعيداً عن اللوم والاستياء من تصرفاته أو أخطائه. كما يحدث شعور عام بالذنب والخجل من الآخرين بعد الحصول على الطلاق، وقد تتفاقم تلك المشاعر لإحساسٍ بالخزيّ والعار والغضب والاستياء من نظرة المجتمع لتجربته التي انتهت بالفشل. كما قد تتمّلك الزوجين سلسة من المشاعر النفسيّة والعاطفيّة المُعقدة، أبرزها: الحزن، والقلق، والإجهاد، والاكتئاب والفوضى الداخليّة بعد تجربة الطلاق، بالتالي يكون بحاجة للدعم والمساعدة للوصول للاستقرار النفسيّ والاتزان العاطفيّ من جديد.