يعتبر التواضع من الصفات والأخلاق الحميدة التي تحث عليها كل الأديان السماوية، والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

تعريف التواضع انه إظهار التنزل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه، والتواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس، وينشر الترابط بينهم ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس.

بحث عن خلق التواضع

التواضع في اللغة هو التذلل، والتواضع عند علماء الأخلاق هو لين الجانب والبُعد عن الاغترار بالنفس؛ اذ قالوا إنّ التواضع هو اللين مع الخلق والخضوع للحق وخفض الجناح.

ولم ترد كلمة التواضع بلفظها في القرآن الكريم، إنّما وردت كلمات تشير إليها وتدل عليها؛ قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان من الآية: 63].

بينما قال العالم  القرطبي (هوناً) الهون مصدر الهين، وهو من السكينة والوقار. وفي التفسير يمشون على الأرض حُلماء متواضعين يمشون في اقتصاد.

ويجعل التواضع الحياة أفضل وأكثر سهولة وخالية من الحقد والضغينة لأي شخص اخر. فالإنسان مهما امتلك من أشياء ثمينة في النهاية مثواه هو التراب الذي خلق منه، لذلك لا داعي للتكبر، ولنعلم جيدا أن أي فعل نقوم به وأي خطوة نخطوها سوف نحاسب عليها .

التواضع والكبرياء

يعرف العلماء والمختصون الكبرياء بأنه اعتزاز الشخص بكرامته وعدم ارتضائه المهانة من أي شخص. قد يكون الكبرياء مبالغا به وحينها نصل إلى إحدى مراحل الغرور.

يقول الفلاسفة وعلماء النفس الاجتماعيون ان الكبرياء عاطفة ثانوية معقدة تتطلب تنمية الإحساس بالذات وإتقان الفروق ذات الصلة مثل أن الكبرياء يختلف عن السعادة والفرح، من خلال التفاعل القائم على اللغة مع الآخرين.

قال الإمام الجنيد رحمه الله: التواضع هو خفض الجناح ولين الجانب، وسئل الحسن البصري رحمه الله عن التواضع، فقال: التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً. وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع فقال: يخضع للحق، وينقاد له، ويقبله ممن قاله، ولو سمعه من صبي قبله، ولو سمعه من أجهل الناس قبله.

صور عن التواضع بين الناس

أهم العوامل للنجاح الاجتماعي هو التواضع للناس، فالمتواضع يحوز على حب الآخرين له، وعلى تقدير واحترام الجميع، لأنّ من يحترم الآخرين يحترموه، ومن يقدرهم يقدروه، والعكس صحيح تماماً.

 من مظاهر تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أتاه رجلٌ فكلمه وكان يرتعد خوفًا ورهبة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "هوِّن عليك نفسك فإني لستُ بِمَلِكٍ، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد".

ودخل عليه رجل يومًا فقال له: يا سيدَنا وابنَ سيدِنا، ويا خيرَنا وابنَ خيرِنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أيها الناس عليكم بتقواكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بنُ عبدِ الله، عبدُ الله ورسولُه، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل".

وكان صلى الله عليه وسلم يمنع أصحابه من القيام له، وما ذلك إلا لشدة تواضعه. فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئاً على عصا، فقمنا له، قال: "لا تقوموا كما يقوم الأعاجم ، يعظِّم بعضهم بعضاً".

اذاعة مدرسية عن التواضع كاملة

مقدمة إذاعة مدرسية عن التواضع :

التواضع لله وللخلائق صفة جميلة وحميدة واللين مع الناس لا سيما إن كان المتواضع لله وخالصا لوجه الله ممن عُرفوا بالجاه والمال ، يكفي أن التواضع كان شيمة من شيم الأطهار ذوي القلب السليم الخالي .

فقرة القرآن الكريم:

يقول الله تعالى في كتابه: "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء:37].

وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "هذا نَهي عن الخيلاء وأمر بالتواضع".

فقرة الحديث الشريف عن التواضع :

عن عِيَاضِ بنِ حِمَارٍ رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « إِن اللَّه أَوحَى إِليَّ أَنْ تَواضَعُوا حتى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلى أَحدٍ، ولا يَبغِيَ أَحَدٌ على أَحَدٍ » رواه مسلم.  

 فقرة عن فضل التواضع فى الإسلام التواضع خلق إسلامي عظيم وشيمة من الشيم التي لا تجلب لصاحبها إلا الخير. فالتواضع صفة يحبها الله ويجعل أصحابها من الأخيار .

فقرة شعر عن خلق التواضع :

يقول الشاعر : تحسب أنك الأفضل في عالم فحسبك من ظن يدور في الباطن   اذا تماديت في مدح أو قذف فلا تنال الا من عقول القلائل .