
لا يشترط أن يكون المحاور هو الشخص الذي يظهر في البرامج الحوارية ويقوم بتوجيه الأسئلة لضيوف البرنامج للحديث عن احدى القضايا، لكنه أي شخص يدخل في جدال مع صديق أو زميل ويحاول أن يتحدث معه في احد الموضوعات. يتمتع المحاور الناجح بالعديد من الصفات، منها سعة الاطلاع والهدوء اثناء الحوار وغير ذلك من الصفات التي نتعرف اليها خلال السطور التالية.
ما الصفات الأساسية للمحاور الناجح
المحاور الناجح هو من يعرض قضايا تهم الجمهور بشكل سلس. ومن أبرز الصفات التي يجب أن تتوافر فيه ما يلي:
- أن يحاول انتقاء القضايا التي تهم الناس: فالناس لن تهتم بالكلام الذي يخرج من فم المحاور إلا لو كان يناقش قضية خاصة بهم، أو يتناول حالة إنسانية من المحيط الذي ينتمون له، وهي الحلقة التي يجب أن ينتبه إليها المحاور في أي برنامج.
- يتعرف الى التوقيت المناسب لطرح الأسئلة، اذ ان الحديث الشيق والجذاب هو الذي يتمسك فيه طرفا الحديث بالتحدث في وجهتي النظر، فليس من المشوق أن يظل أحد الاطراف يتحدث في القضية ويبقى الطرف الآخر صامتا .
أخلاق المحاور الناجح
- التأكد من المعلومات التي يقولها المحاور على الهواء، فعدم التأكد من مصدر المعلومات يجلب للمحاور الكثير من الاحراج على الهواء، كما يبعث بمجموعة من الرسائل السلبية للمشاهدين، مثل الاستهانة بالمحتوى الذي يتم تقديمه لهم.
- يستطيع فهم لغة الجسد: فالتفاعل الذي يبديه الشخص الذي يتم الحديث معه، يجب أن يبادله المحاور في محاولة قراءة العيون وحركات الجسد، وهي التي تؤدي وظيفة الانطباعات حول الأسئلة التي توجه إليه.
- الايجاز والدقة، فالكلام الكثير بلا طائل يجعل المحاور يبدو فاشلاً، فيجب أن يعمل على ايصال القضية الخاصة بالمشاهدين خلال وقت وجيز، وكلمات بسيطة وسهلة الفهم للجمهور.
- محاولة تبسيط المعلومة وتحويل الكلمات الصعبة ذات الأبعاد المركبة لمفاهيم بسيطة تستطيع عامة الشعب فهمها، دون اللجوء إلى الكلمات العلمية أو الاقتصادية. فتبسيط المعلومة ونقلها بلغة سهلة وبسيطة من أهم صفات المحاور الناجح.

أفضل طرق التحاور مع الناس
- الامتناع عن قول الكلام السلبي، خاصةً عندما تكون في وضع منهك، أو عندما تستشار، واستخدام اللين، حيث قال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [آل عمران: 159].
- التحلّي بالصبر؛ لأنه تعبير عملي عن الحكمة، والثقة، والحب.
- التمييز بين الشخص وسلوكه، حيث من الضروري التواصل مع الآخرين مع مراعاة القيمة الذاتية لهم، بغضّ النظر عن سلوكهم.
- اختيار الرد الإيجابيّ، كونك مسؤولاً عن سلوكك وموقفك.
- المحافظة على الوعود المقطوعة؛ للتأثير في الآخرين.
- التركيز على محور التأثير.
- تشجيع الآخرين على قبول قوانين الحياة، والإصغاء لهم.
- توقّع الاحتمالات الجيدة من الآخرين، وفرض حسن النية.
- محاولة فهم الآخرين، وفهم طرق تفكيرهم. تجنّب إصدار الأحكام مسبقاً.
- جعل الأطراف الأخرى يشعرون بأنّك تفهمهم، وذلك لتوطيد العلاقة، والثقة.
- المباردة في إصلاح العلاقة مع الآخرين، لتجنّب زيادة المشكلة.
- الاعتراف بالخطأ، وطلب المسامحة، والاعتذار.
كيفية الحوار الناجح
يعد تفعيل دور الحوار الناجح من الأمور الضروريّة التي لا يمكن الاستغناء عنها من وجهة نظر المُفكّرين في العديد من المجالات، مثل الإدارة، وعلم الاجتماع، والاقتصاد، والسياسة. ويَعتمد تطبيق الحوار النّاجح على وجود مجموعة من المَهارات الأساسيّة الآتية:
- الإنصات: هو من المَهارات المُهمّة في أيّ جلسة حوار بين أكثر من مُتحاور.
- المهارات اللفظيّة: هي من المهارات الأساسيّة للحوار التي تُساهم في جعله مُؤثّراً على المُستمعين، ومن أهمّ هذه المهارات ما يأتي: التأني في الحوار، ما يؤدي إلى وجود ثقة في الغالب بين أطرافه. التركيز على أهمّ الكلمات أثناء الحوار. الحرص على استخدام طُرق مُتنوّعة في تكرار الأفكار. التنويع في نبرة الصّوت أثناء التكلّم، ما يُؤدّي إلى تقليل الشّعور بالملل. تغيير طبيعة سرعة الحوار على نحو مُتدرّج، والتوقّف قبل وبعد الحديث عن الأفكار ذات الأهميّة. تجنّب رفع الصوت (الصراخ)؛ إذ إنّ خفض الصّوت أثناء الحوار مع الأفراد الآخرين يُعتَبر مُؤثِّراً؛ لأنّ المُستمِعين ينجذبون إلى المحاور الذي يتحدّث بصوت مُنخفض، ويكون كلامه أكثر قبولاً عندهم.
- المهارات غير اللفظيّة: هي عبارة عن مجموعة من المهارات التي تُقسَم إلى ثلاثة مُؤثّرات: تعابير الوجه: هي مجموعة من الإيماءات التي تعتمد على حركات عضلات الوجه، ومن المُهمّ استخدامها وتوظيفها في الحوار. التواصل البصريّ: هو الاتّصال المُعتَمد على التّواصل بالعيون وتوزيع النظر بين الأفراد بالتّساوي. حركة اليدين: هي من المهارات التي تُشكّل انطباعاً إيجابيّاً حول شخصيّة المحاور.
ما هي آداب الحوار
يعتمد تنفيذ حوار ناجح على تميّزه بمجموعة من الآداب، من أهمها ما يأتي:
الإخلاص والصدق: هو توفّر حُسن النيّة وسلامة المقصد في الحوار من خلال ابتعاد المحاور عن الرياء ومُحاولة التفوّق على الآخرين. العدل: هو من الآداب الرئيسيّة للحوار، ويعتمد على قبول الآراء المُتنوّعة، وإبداء الإعجاب بالأفكار الجيّدة والنماذج الصحيحة. حُسن الخلق والتّواضع: هما الالتزام بالأدب عموماً والتّواضع خصوصاً، فعندما يحترم المحاور الآخرين ويتميّز بخُلُقٍ كريم فإنّه يحصل على احترام المُستمعين.