الجمع بين النشاط البدني المكثّف والتعرّض للعوامل الجوية والاستخدام المتكرر لمعدات الرياضة يمكن أن يشكل تحديات فريدة أمام الرياضيين للحفاظ على صحة بشرتهم، ولكن فهم هذه التحديات يمكن أن يساعد بشكل كبير في التعامل معها وتبني استراتيجيات تساهم في العناية بالبشرة والحفاظ على صحتها، وهو ما يمكن أن يكون ملهماً لكِ أيضاً.
وفيما يلي أهم الاعتبارات المتخصصة في العناية بالبشرة والنصائح المصممة خصيصاً للرياضيين. تابعي القراءة.
الترطيب
يمكن أن تؤدي التدريبات المكثّفة والتعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس إلى فقدان كبير لسوائل الجسم من خلال التعرق، مما قد يؤدي إلى جفاف البشرة. لذا يجب التأكد من ترطيب البشرة بشكل كافٍ عن طريق شرب الكثير من الماء أو المشروبات الرياضيّة قبل وأثناء وبعد التمرين، علاوة على استخدام مرطب يحتوي على مكوّنات مرطبة مثل حمض الهيالورونيك لتعويض الرطوبة المفقودة والمساعدة في الحفاظ على مرونة الجلد.
الحماية من الشمس
الرياضيون الذين يمارسون رياضات في الهواء الطلق معرضون بشكل خاص لأضرار أشعة الشمس بسبب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة. لذا عليهم حماية بشرتهم بوضع واقي من الشمس واسع الطيف بعامل حماية من الشمس لا يقل عن 30، حتى في الأيام الملبّدة بالغيوم، مع إعادة تطبيقه كل ساعتين، وعدم تجاهل مناطق الأذنين وظهر الرقبة وأعلى القدمين.
منع الاحتكاك
يمكن أن يؤدي الاحتكاك الناتج عن الملابس أو المعدات أو الحركات المتكررة إلى الاحتكاك وتهيج الجلد، والمعروف باسم "التهاب الجلد الرياضي". لمنع ذلك، يجب ارتداء أقمشة ماصة للرطوبة وجيدة التهوية ومعدات مناسبة لتقليل الاحتكاك. كما يمكن وضع طبقة رقيقة من الفازلين أو مرهم مضاد للاحتكاك على المناطق المعرّضة للتهيج إلى إنشاء حاجز وقائي وتقليل الاحتكاك.
العدوى الفطرية
الرياضيون، وخاصة أولئك الذين يشاركون في الرياضات التي تستخدم معدات مشتركة أو في بيئات رطبة، معرّضون لخطر متزايد للإصابة بالعدوى الفطرية مثل قدم الرياضي والسعفة. لذا من المهم الحفاظ على نظافة القدمين وجفافهما، وتغيير الجوارب بشكل متكرر، وارتداء جوارب تمتص الرطوبة وأحذية قابلة للتنفس. ويُفضل استخدام مساحيق أو بخاخات مضادة للفطريات كإجراء وقائي.
حب الشباب
يمكن أن يساهم العرق والحرارة والملابس المغلقة في ظهور حب الشباب، والذي يُطلق عليه عادةً "حب الشباب الميكانيكي". لمنع ذلك، يجب الاستحمام فوراً بعد التمرين لإزالة العرق والزيوت المتراكمة، مع استخدام منظفًا لطيفًا وتجنب الفرك القاسي، الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التهيج. يمكن أيضاً أن تساعد المرطبات غير المسببة للرؤوس السوداء وكريم الوقاية من الشمس الخالي من الزيوت في منع انسداد المسام.
العناية بالجروح
الجروح والخدوش والبثور شائعة بين الرياضيين ويمكن أن تصاب بالعدوى إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح. لذا من الضروري تنظيف الجروح بالماء والصابون المعتدل، ثم وضع مرهمًا مطهرًا، ثم تغطيتها بضمّادة معقمة. مع ضرورة تغيير الضمادات بانتظام وطلب العناية الطبية للجروح العميقة أو المصابة.
التغذية الصحية
يعد اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات، المعادن ومضادات الأكسدة أمرًا ضروريًا لصحة الجلد بشكل عام. والنظام الغذائي الذي يحافظ على صحة الجلد يشمل الأطعمة الغنيّة بأحماض أوميجا 3 الدهنية (مثل الأسماك وبذور الكتان والجوز) لدعم ترطيب الجلد وتقليل الالتهاب. كما يمكن للأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات والشاي الأخضر أن تساعد في الحماية من الإجهاد التأكسدي الناتج عن التمارين المكثفة.
الراحة والتعافي
الراحة الكافية والتعافي أمران حيويان لإصلاح الجلد وتجديده. لذا من المهم التأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة للسماح للجسم والبشرة، بالتعافي من ضغوط التدريب.
توصيات خاصة للرياضيين حسب نوع الرياضة
1- الرياضات المائية
يمكن للكلور الموجود في حمامات السباحة أن يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، مما يؤدي إلى الجفاف والتهيج. لذا قبل الدخول إلى حمام السباحة، يجب وضع طبقة من الفازلين أو كريم حاجز مقاوم للماء لإنشاء حاجز وقائي. بعد السباحة، يجب شطف البشرة بالماء العذب وترطيبها على الفور. كما يمكن استخدام شامبو وبلسم السباحة لإزالة الكلور من الشعر والبشرة.
2- الرياضات الجماعية
الرياضات الجماعية (مثل كرة القدم، كرة السلة وكرة القدم الأمريكية)، تزيد من خطر إصابات الجلد مثل حروق العشب والجروح والكدمات الناتجة عن الاصطدام. لذا من الضروري ارتداء معدات الحماية مثل واقيات الساق ووسادات الركبة وأكمام الضغط لتقليل خطر الإصابة. بعد المباريات أو التدريبات، يجب تنظيف وتعقيم أي جروح على الفور لمنع العدوى. مع الترطيب بانتظام للحفاظ على سلامة الجلد ومرونته.
3- الجمباز والرقص
قد يصاب الرياضيون الذين يمارسون الجمباز أو الرقص أو الأنشطة الأخرى التي تنطوي على حركات متكررة وتشوهات بحالات جلدية مثل مسامير القدم والبثور والإصابات المرتبطة بالاحتكاك. لذا من الضروري استخدام الحشوات الواقية أو القفازات لتخفيف نقاط الضغط وتقليل الاحتكاك. وعلاج البثور بضمادات معقمة وتجنب فتحها، إذ يمكن أن يزيد هذا من خطر الإصابة بالعدوى.
4- الرياضات الخارجية
يتعرض ممارسو الرياضات الخارجية (مثل التزلج على الجليد وركوب الأمواج)، لظروف بيئية قاسية مثل درجات الحرارة الباردة والرياح والأشعة فوق البنفسجية. لذا يجب أن يلتزموا بارتداء ملابس واقية مناسبة، بما في ذلك واقي الشمس وبلسم الشفاه مع عامل حماية من الشمس ونظارات واقية أو نظارات شمسية مع حماية من الأشعة فوق البنفسجية. وبعد الأنشطة الخارجية، يجب تنظيف البشرة جيداً لإزالة العرق والملح والملوّثات البيئية، مع استخدام مرطّب غني لمنع جفاف وتهيج البشرة.