شهر سبتمبر هو شهر الوعي من الصدفية، وبينما ملايين الأشخاص حول العالم مصابون بهذا المرض، نسبة صغيرة فقط هي التي تعلم بالفعل ما هي الصدفية، ما سببها وكيف نعالجها بطريقة صحيحة. في ما يلي تشرح دكتورة دانيا راجكومار، اختصاصية الأمراض الجلدية في مستشفى ميدكير الشارقة، بعض الحقائق عن مرض الصدفية وتنفي أيضاً بعض المعلومات الخاطئة عنه الذي تعاني منه أشهر نجمات هوليوود منهنّ كيم كارداشيان ووالدتها كريس جينر والعارضة كارا ديليفين.

ما هي الصدفية؟

الصدفية هي مرض من الامراض المزمنة الشائعة، يسبب التهاب الجلد كما يؤثر على العديد من أعضاء الجسم الاخرى.
 بحسب دكتورة راجكومار، فإن الصدفية مرض غير معد، يشوه الشكل ويعيق المريض وله تأثير سلبي كبير على جودة حياة المصابين بالمرض.

الطفح الجلدي الأكثر تميزاً عبارة عن آفات حمراء، قشرية، محددة بشدة، يمكن رؤيتها بوضوح على الأسطح الباسطة وفروة الرأس. يمكن أن تصيب الصدفية أيضاً الأظافر والمفاصل. وفقاً للرابطة الدولية لاتحادات الصدفية، فإن حوالي 125 مليون شخص حول الكرة الأرضية مصاب بالصدفية.

ماذا يجب فعله؟

يوجد العديد مما يجب فعله ومما يجب تجنبه عندما يتعلق الأمر بالصدفية. بحسب دكتورة راجكومار، يجب إعطاء اعتبار خاص لعامل نمط الحياة والسلوكيات التي تسهم في الصحة العامة والاستجابة للعلاج. يشمل ذلك التحكم بالوزن والإقلاع عن التدخين. تنصح الدكتورة راجكومار باستخدام مرطبات كثيفة، غير معطرة بصفة يومية بالإضافة إلى مرات استحمام إضافية يمكن أن تكون مشبعة بطحين الشوفان الغروي، أو أملاح إبسوم أو قار الفحم لتساعد على تخفيف الالتهاب، والتهيج، والجفاف، والاحمرار.

يُقال أن استخدام الأشعة فوق البنفسجية، لأسباب لم تعرف بعد، يساعد على تهدئة الجروح الصدفية. بينما يتجنب معظم الأشخاص حمامات الشمس في محاولة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد، هؤلاء الذين يعانون من الصدفية قد يستفيدون منها. ومع ذلك، تنصح دكتورة راجكومار بتعريض المناطق المصابة فقط بالصدفية. لتجنب حروق الشمس، يمكن تغطية المناطق غير المصابة بالملابس أو استخدام كريم شمس بمعامل 30 وتحديد زمن التعرض للشمس بحيث لا يزيد عن 15 دقيقة.

توصي دكتورة راجكومار أيضاً باللجوء لأفراد العائلة، والأصدقاء وطلب النصيحة الطبية حيث إن الصدفية ليست ببساطة حالة صحية مؤلمة، إنها أيضاً استنزاف عاطفي، مع اكتئاب، وعدم رضى، وشعور بالوحدة عادة ما يختبرها أولئك المصابون بالمرض. العلاج الأمثل للمشاكل النفسية المذكورة هو استشارة طبيب الأمراض الجلدية، لأنه سيكون قادراً على شرح المرض بطريقة أفضل وتقديم المشورة بشأن أفضل علاج ممكن، الذي بدوره قد يقلل من التأثير النفسي  الذي مرض الصدفية.

ما الذي يجب تجنبه؟

لا يوجد سبب معروف للصدفية، ومع ذلك، تشير دكتورة راجكومار إلى وجود عوامل متعددة لأسلوب الحياة يمكن أخذها في الاعتبار لتقليل ظهورها وانتشارها. يشار إلى أن الاستهلاك المفرط في الكحوليات مرتبط بالصدفية المتوسطة إلى الشديدة وبالتالي يجب تجنبه. ويسبب التدخين أيضاً خطراً متزايداً لتطور الصدفية.

كما ذكرت دكتورة راجكومار: "أي مرض يصيب الجهاز المناعي يمكن أن يبدأ ببعض أنواع الصدفية، لهذا السبب قد تظهر بعض أنواع الصدفية  بعد التهاب الأذن، أو الالتهاب الشعبي، أو التهاب اللوزتين، أو حتى عدوى الجهاز التنفسي". هذه الأنواع من الإصابات يجب علاجها فوراً.

تشرح الدكتورة راجكومار أيضاً أن المستويات المرتفعة من الاكتئاب، والاضطراب والقلق غالباً ما تتسبب بتحفيز المرض، ما يؤدي إلى الصدفية المتوسطة أو أحيانا الحادة. وبالرغم من الإشارة إلى أن أشعة الشمس مفيدة للأشخاص المصابين بالصدفية، قد تحفز في بعض الحالات أشعة الشمس الصدفية، لذا إن اختبر الشخص حالة إثارة للصدفية بعد التعرض للشمس، فمن المقترح التعرض لفترات أقل في المستقبل.

ما هو العلاج؟

من المهم أيضاً أن نذكر أن هناك أشكال متنوعة للعلاج، تعتمد على نوع وشدة المرض. بحسب دكتورة راجكومار، فإن الصدفية اللوحية الخفيفة بدون التهاب المفاصل يمكن علاجها بأدوية موضعية متنوعة مثل قار الفحم، الكورتيكوستيرويدات الموضعية القوية، ونظائر فيتامين د، يليها العلاج بالضوء كخط ثان للعلاج.

وبالنسبة إلى علاج الصدفية المتوسطة إلى الشديدة، تكشف دكتورة راجكومار أن العلاج بالضوء هو الاختيار الأول للعلاج، متبوعاً بأدوية عن طريق الفم مثل مثبطات المناعة والأبريميلاست. للمرضى غير المتجاوبين مع الأدوية السابقة، وفي حالة عدم استجابة المرضى للعلاج السابق تكون الخطوة التالية من العلاج هي الأدوية البيولوجية، التي يُقال أنها ستعطي أملاً كبيراً للمصابين بالصدفية المتوسطة إلى الشديدة، وتمثل خطوة مهمة للأمام في تطور أدوية الصدفية التي ستحسن من جودة حياة المرضى.