مدينة الأفلاج
كانت مدينة الأفلاج التي تقع في المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الحضارات في منطقة وسط الجزيرة العربية، حيث يوجد فيها سوق تجاري مهم. وبالحديث عن سبب تسمية الأفلاج بهذا الإسم فهو بسب وفرة المياه في المنطقة، إذ إنّ الأفلاج جمع فلج وهو النهر أو عين الماء الجارية، وتُلفظ بفتح الألف وسكون الفاء وفتح اللام.
ولقد كان سكان مدينة الأفلاج من بني كعب من بني عامر ويطلق عليهم قبائل جعدة والحريش، وسكنها من قبل بني عقيل، حيث كانت المنطقة مزدهرة ومأهولة حتى القرن الرابع الهجري. وتقول الروايات أن ليلى العامرية وقيس بن الملوح سكنا مدينة الأفلاج في العصور القديمة، ويدل على ذلك وجود جبل التوباد في مدينة الأفلاج، حيث ورد ذكره في شعر قيس بن الملوّح، ويظن المفسرون أيضاً أن بلدة ليلى التي تعتبر أكبر بلدة تتبع مدينة الأفلاج، سميت بهذا الاسم نسبة إلى ليلى العامرية. وتغير وضع مدينة الأفلاج بعد ذلك، حيث شهدت المدينة حالات من الفقر والحروب الداخلية وانعدم الأمن فيها، قبل أن تستقر الأوضاع فيها بعد ذلك وتصبح مستقرة ومأهولة بالسكان.
أين تقع مدينة الأفلاج
الأفلاج إقليم من أقاليم نجد ومحافظة من محافظات المملكة العربية السعودية التي تتبع منطقة الرياض. تقع الأفلاج على بعد أكثر من 300 كم عن العاصمة السعودية الرياض، وتتألف من مجموعة من القرى الزراعية الواقعة على جبل طويق أو ما كان يسمى جبل العارض سابقاً. ابتداءً من سفحه الشرقي وحتى حافته الغربية. أهم قرى الإقليم ليلى وهي عاصمة المحافظة، ومن قراها الأخرى أيضا رفاع والسيح والروضة، الخرفة، الصغو، الاحمر، الغيل، ستارة، حراضة، واسط، العمار، البديع ،مروان، سويدان، العجلية، الهدار، وهي آخر حدود الأفلاج غرباً.
مساحة مدينة الأفلاج
تقدر مساحة الأفلاج بحوالي 54120 كيلو متر مربع، كما يبلغ عدد السكان حوالي 26442 نسمة. ولقد عُرف أهل هذه المدينة بحبهم للعلم والتعليم فخرّجت الأفلاج العديد من القضاة والأكاديميين، ورجال الأعمال النابهين، والعلماء الذي أسهموا في تقدّم هذه المدينة وازدهارها، ولعلّ إحدى أهمّ الدلائل على اهتمام هذه المدينة بالتعليم على نحوٍ خاص هو وجود ما يقارب مئةٍ وثمانين مدرسةً حكوميةً فيها.
وتوجد في المحافظة العديد من الأماكن والمعالم الطبيعية في المدينة أحدها وأشهرها هي عيون الأفلاج، وهي مجموعة من البحيرات الواقعة في وسط الصحراء، وتبعد عن مدينة ليلى حوالي سبعة عشر كيلومتراً، ويغلب عليها الطابع الصحراوي؛ لذلك تعتبر الأجمل والأكثر تميزاً، كما تتضمن حوالي سبعة عشر عيناً، أكبرها بحيرة يبلغ طولها حوالي كيلو ومئة متر، ويطلق عليها اسم عين الرأس، كان الناس يأتون إليها من مختلف المناطق حتى يشربوا، وحالياً هي جافة ولم يتبق منها إلّا آثارها.