
مدينة غرناطة
تعتبر غرناطة من أكثر الأماكن التي ما زالت شاهدة على عظمة الحضارة الإسلامية، كما أن تكوينها المعماري ما زال محتفظاً بأثر كل حضارة، حيث صبغت فسيفساء الحضارات المتنوعة كل شيءٍ في غرناطة التي نراها اليوم، من عمارةٍ وتاريخٍ وثقافةٍ، بدءًا من المستعمرات الإيبيرية، إلى الإمبراطورية الرومانية الشهيرة، والإمارات الإسلامية الغنية، والدولة الملكية الكاثوليكية الغالبة، كل منها تركت خلفها ما تركت من أيام مَجدها وألقها، لكن يبقى العصر الذهبي لها خلال القرون الثمانية من الحكم الإسلامي، حتى أن اثنين من مواقع غرناطة التي تنتمي لتلك الفترة موجودان على لائحة الإرث العالمي وهما قصور الحمراء الساحرة، وشارع بيازين. وتعد غرناطة آخر ولاية بقيت من الأندلس في العصور الوسطى، وقد تعرّضت لحالة من عدم الاستقرار الداخلي الشديد، وتزايد الاشتباكات مع جارتها الشمالية وهي مملكة قشتالة المسيحية، خلال النصف الأخير من القرن الخامس عشر مما ساهم في دمار أجزاء منها.
تعد كاتدرائية غرناطة أحد أهم الأماكن السياحية في غرناطة، وقد بنيت على أنقاض المسجد القديم، وتقع في وسط مدينة غرناطة تمامًا، ونظرًا لتصميمها الفريد الذي يعود لطبيعة الأبنية التي بُنيت في عصر النهضة والعصر الباروكي فإنها تحظى بشعبية كبيرة بين زوار المدينة التاريخية الخالدة، حيث يحرص الزوار على التقاط الصور التذكارية عند هذا الأثر المبهر المعمار.

أين تقع مدينة غرناطة
تقع مدينة غرناطة عاصمة مقاطعة غرناطة في أسبانيا، في الجزء الجنوبي الشرقي من مجتمعٍ مستقلٍ ذاتيًّا يسمى أندلسيا، وتتربع عند نقطة التقاء سلسلة جبال سييرا نيفادا مع سهل فيغا الخصيب، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر نحو 630 مترا.
يعد جنوب مدينة غرناطة القسم التجاري والإداري فيها، أما الجزء الغربي منها فهو القطاع السكني الحديث، وهي تمتلك تجارةً فعالةً ونشطةً في المنتجات الزراعية التي تتضمن الخمور، والورق، والكتان الخشن، وصناعة الصابون، والأقمشة الصوفية، والمعادن بالإضافة إلى صناعة قطع غيار الآلات، وغيرها.
مساحة مدينة غرناطة
ترتفع مدينة غرناطة فوق سطح البحر بحوالي 738 متراً. وتقدر مساحتها بنحو 88.02 كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها 917.445 طبقا للإحصاءات الرسمية الأخيرة لعام 2018 ميلادي. وبلغ عدد السكان في المنطقة الحضرية بأكملها 498.365 نسمة، وصُنفت غرناطة في المرتبة 13 كأكبر المناطق الحضرية في إسبانيا. كما أنها مدينة متنوعة الأعراق، فنسبة 3,3% من السكان لا يحملون الجنسية الإسبانية، ونسبة كبيرة منهم تبلغ 31% قدموا من مناطق في أمريكا الجنوبية.
وهي تسمى جرانادا وباللغة الأسبانية معناها الرمانة، لشهرتها بكثرة الرمان، وفي عهد الروم ولأنها في مكان مرتفع كانت تسمى سنام الأندلس، كما كان يطلق على مدينة غرناطة في فترة منتصف الثمانينات إسم البيرا، وتغيّر اسمها إلى مدينة غرناطة بعد احتلال المسلمين الأمويين مدينة الأندلس.