عاصمة موريتانيا
تقع موريتانيا في شمال غرب قارة أفريقيا على شاطئ المحيط الأطلسي، حيث تعتبر أقصى دولة عربية في القارة الأفريقية، وهمزة الوصل بين أفريقيا الشمالية وأفريقيا الغربية. وتشترك في حدودها مع كل من المغرب والجزائر من الحدود الشمالية، والسنغال من الحدود الجنوبية، أما من الشرق والجنوب فتحدها مالي. كما أنها تعرف رسمياً باسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
في المعتاد موريتانيا دولة لا تسمع عنها كثيراً في نشرات الأخبار، فهي مستقرة بشكل كبير، لكنها معروفة بالثقافة والشعر حتى أنه أطلق عليها بلد المليون شاعر. وبشكل عام فكلمة موريتانيا لم تكن تطلق على المجال الجغرافي المعروف حاليا بموريتانيا، فالاسم الأصلي لها كان بلاد شنقيط والسكان كانوا يسمون الشناقطة، لكن فرنسا أطلقت اسم موريتانيا على البلد حين استعمرته مطلع القرن الماضي والذي يعني "أرض الرجال السمر".
هي دولة متعددة الأعراق حيث تعيش في البلاد ثلاث مجموعات عرقية هي العرب (جاؤوا من اليمن) وقبائل صنهاجة الأمازيغية، إلى جانب الزنوج الأفارقة السكان الأصليين للدولة. وطبقاً للدستور الموريتاني يتحدث الموريتانيون أربع لغات وطنية أولها اللغة العربية وهي اللغة الرسمية للبلاد إلى جانب اللغة البولارية والألفية والسونونكية وهي لغات متداولة في أفريقيا. لكن هناك لغة خامسة لا ينص عليها الدستور وهي اللغة الزناكية وهي لغة أمازيغية نادرة وتكاد تختفي في الوقت الحالي.
وتتخذ موريتانيا من مدينة نواكشوط عاصمة رسمية للبلاد. وهي مدينة قديمة للغاية، حيث يعود تاريخ أول بشري فيها للعصر الحجري بعد هجرة القبائل الأفريقية لها. كما أنها أكبر المدن في الصحراء الكبرى والمركز الإداري والاقتصادي للدولة. وبدأت حكاية مدينة نواكشوط في 5 مارس 1958 حين وضع حجر الأساس لها المختار ولد داداه وهو أول رئيس لموريتانيا والرئيس الفرنسي شارل ديغول، لتتحول من قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 300 نسمة وتفتقر إلى أبسط الأشياء من ماء صالح للشرب ونقص في الأمطار، إلى أهم المدن في جمهورية موريتانيا، قبل الاستقلال بثلاث سنوات وتصبح بعد ذلك عاصمة الدولة الرسمية.
عاصمة موريتانيا الحديثة
ومنذ أصبحت نواكشوط عاصمة موريتانيا وهي تخطو بثبات نحو الحداثة، حيث زاد عدد السكان بعد الجفاف الذي ضرب موريتانيا في السبعينيات بسبب حركة الهجرة، كما شهدت عاصمة موريتانيا الحديثة نهضة صناعية وثقافية كبيرة، حيث استضافت مؤخراً عدة مهرجانات ما بين السينما، كمهرجان نواكشوط السينمائي الذي يتم تنظيمه كل عام من قبل مؤسسة دار السينمائيين الموريتانيين، والشعر من خلال مهرجانات شعرية أهمها مهرجان موريتانيا الشعري الذي يقام بشكل سنوي.
وعن سبب تسمية المدينة بذلك فهناك عدة قصص أشهرها أنه وبسبب كثرة المراعي بجوار سواحل العاصمة، كانت عندما تمر السفن قديماً وترى الجمال، كانوا يقولون "نوق" "شط" أي النوق على الشاطئ، وبمرور الأيام أصبحت نواكشوط.