بعدما أعلن خبير مواقع التواصل الاجتماعي أحمد شحادة عن إطلاق نظام جديد لتوثيق الحسابات على موقع التّواصل الاجتماعيّ العالمي إنستغرام، تواصلنا معه لإلقاء الضوء على هذا التحديث ونرى مدى تأثيره على حسابات المشاهير.

أخبرنا أكثر عن نظام التوثيق الذي سنشهده قريباً، وكيف سيؤثر على أصحاب الحسابات على انستغرام ايجاباً وسلباً؟

ببساطة، إن النظام الجديد لتوثيق حسابات المستخدمين هو جزء من سلسلة التطوير الدائم التي تقوم به الشركات مع الوقت، فكلما طوّروا أنظمة جديدة للتوثيق تقوم أنظمة الاختراق بتطوير أساليب جديدة إلى أن تجد الأنظمة المُخترِقة هفوةً في نظام التوثيق تكون الشركات قد طوّرت نظاماً جديداً لتوثيق حسابات مستخدميها وحمايتها.
نظام التوثيق الجديد يحتوي على شقّين؛ الأول هو نظام معرفة صاحب الحساب وأهميته عن طريقة التأكد من معلوماته وما إذا كان يُحقق أهمية لتحديد مستوى الحساب لدى الشركة؛ والشق الثاني هو الشق الإلكتروني الخاص بحماية الحسابات والحفاظ على المعلومات، لا شك في أن لكلِّ نظام إيجابياته وسلبياته، إلى اللّحظة فالإيجابية هي بزيادة التأكد من صاحب الحساب ومعايير الملحوظية التي يتمتع بها وغيرها، أمّا السلبيات فسنحتاج إلى وقت لنكتشفها من خلال التعامل مع هذا النظام الجديد.

هل ستخسر الحسابات بعض متابعيها مع هذا التوثيق؟

عموماً، فإن التطوير الجديد سيؤدي إلى تحديد صاحب الحساب بنحو أكثر دقة، ليس من خلال بياناته الشخصية فقط بل من خلال اهتماماته أيضاً، من الممكن إلغاء بعض المتابعات لكن الأساس بالسياسة الجديدة هو التصنيف حسب المهتمين بمتابعة الحساب، أو بطريقة أُخرى سيحدد المتابعون الفعلون للحساب، وعليه تُحدد أهميته وأحقيته في نيل التوثيق.
فمثلاً، إذا كان الحساب لشركة صناعة أدوات تجميلية ويحوي 100 ألف متابع، لكن المتابعين الفعليين للحساب والمهتمين لمنتجات الشركة هم أقل من 1000 شخص فهنا سيطلب تأكيد الحساب وإذا لم يتوافق عدد المتابعين مع المحتوى المنشور ستقيَّد الموثوقية وربّما سيُزال التحقق عنها.

ماذا عن أصحاب الحسابات الصغيرة؟

السياسة الجديدة منطلقة من إعطاء الحافز للحسابات الصغيرة للعمل ولتطوير حساباتهم، بالطبع ستعاني الحسابات الصغيرة من مشاكل ما لم تكن قادرة على مواكبة التطور الذي حدث في السياسات الجديدة، ومن المتوقع أن تتشمل لهم دوافع لتحسين عمل حساباتهم وتأكيد أعمالهم.

ماذا عن حسابات المشاهير؟ هل هذه الخطوة مُحرجة لهم بنظرك؟

هذا هو السؤال الأهم، سأكون صريحاً معك فإن أغلب المشاكل مع كل تحديث تكون حسابات المشاهير لأنهم أكثر المتضررين، فإضافة إلى عملهم المتواصل وانشغالهم عن تحديث معلوماتهم، هم يعانون من مشكلة تحسين حساباتهم.
ففي التطوير الجديد أصبح المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي هو الوحيد القادر تقريباً على التعامل مع السياسات الجديدة، وبذلك سيعاني المشاهير من إحراج طلب المساعدة لتوثيق هذه الحسابات، لكن العمل في هذه الأمور قائمٌ على الثقة بين المشاهير ومديري حساباتهم المتخصصين بهذه المواقع، وهنا لا أتحدث عن التحديث الحالي فقط فهناك الكثير من التحديثات القادمة في سياسات مواقع التواصل الاجتماعي، وإذا لم تواكب الحسابات هذا التغيير قد تخسر في الغالب شارة التحقق مع مرور الوقت.

هل هذه الخطوة تقتصر فقط على انستغرام أم ستشمل التطبيقات الأخرى؟

لا شك في أن الخطوة ليست مقتصرة على الإنستغرام؛ لكن الإنستغرام كان سباقاً لها ومع هذه السياسة أصبح توثيق حساب الإنستغرام هو الأكثر أهمية في محركات البحث والإعلام العالمي؛ وهذا ما سيؤدي قريباً لتطرح باقي التطبيقات سياسات جديدة قائمة على التحقق والتوثيق لتجاري الإنستغرام، فإذا لم يطرحوا سياساتهم في أقرب وقت سيتحول فوراً الإنستغرام إلى الحساب الأهم توثيقاً؛ شخصياً أعتقد أن المواقع بدأت بتطوير سياساتها الجديدة لحظة إعلان الإنستغرام عن تطوير سياسة التوثيق، وفي الغالب سنجد في الأيام القادمة الكثير من التحديثات وربّما ستُزال شارة التحقق عن الكثير من المشاهير ما لم يكونوا على دراية بالتطور المستمر عبر متخصصين في مجال التواصل الاجتماعي.