يختلف الأطفال بعضهم عن بعض، وهذا يفرض اعتماد تقنية معينة في التربية تناسب كلّ طفل بحسب طبيعته. ومع أنه لا توجد تقنيات مفصّلة وجاهزة لاعتمادها في تربية الأطفال، هناك الكثير من النظريات التي تُعرف بأنها فعالة أكثر من غيرها. اليوم، لا يؤمن غالبية الآباء والأمهات بجدوى الصفع أو العقاب، ويفضّلون لغة الحوار الإيجابي وتسليط الضوء على الخطأ. ولكن هل تساءلت يوماً أيّ أسلوب تربية ينفع أكثر في موضوع التربية؟
يقول العلم إن مزيجاً من التقنيات التالية هو الحلّ الأمثل في التربية:
- تقديم التنازلات حين تشعرين بأن التعاون والحوار هو الاسلوب الأنجع مع أولادك.
- المنطق، هي ثاني أكثر الأساليب فعالية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتصرفات المزعجة كالجدال والنحيب.
- العقاب والحرمان من الامتيازات، الذي بدا أنه أكثر فعالية وخاصة في المشاكل الصعبة والمعقدة.
على المدى البعيد، تبيّن أن لغة المنطق واعتماده كأسلوب تربوي كان الأنجح وكانت له تأثيرات إيجابية أكثر، فيما أسلوب التنازل أدّى إلى ظهور سلوكيات سلبية لدى الأولاد. أما العقاب والمحاسبة فقد أعطيا نتائج فعالة فقط حين اعتُمدا في المكان الصحيح، وحين طُبّقا بجدّية وحزم.
حول استخدام العقاب والمحاسبة
في الوقت الذي يتفادى فيه غالبية الأهل أن يفرضوا على أولادهم عقاباً معيّناً، أثبتت الدراسات أنه الأسلوب الأكثر فعالية، ولكن فقط إن طُبّق بالطريقة الصحيحة.
في المقابل، ينصح الخبراء الأهل بعدم الاكتفاء بالتهديد بالعقاب والمحاسبة فحسب، وأن يمهّدوا عبر وضع القواعد والقوانين، أي أن يحدّدوا مسبقاً ما هي السلوكيات المرفوضة وغير القابلة للنقاش، والتي قد تعرّضهم للعقاب، والالتزام بها. لن ينفع العقاب في شيء إن طبقته بعد ارتكابهم مخالفة معينة، ثم تركتهم يفلتون بالخطأ نفسه في المرة التالية فقط لأنك متعبة وليست لديك قوة لخوض جدال.
يفضّل بعض الأهل أن يتركوا فكرة العقاب إلى النهاية، عندما تصبح الأمور شديدة التعقيد، ويصبح التعامل بالحوار مع الأولاد صعباً. لا فائدة من رمي التهديدات الهوائية التي يعرف الأولاد ربما أن والديهم لن ينفذاها. كما يفضّل ألا تؤخري العقاب وأن تطبّقيه فور تعديهم على الخطوط الحمراء، لأنك يجب أن تكوني حازمة في ما يتعلق بالسلوكيات غير المقبولة.
هذه هي الطريقة الأكثر فعالية في التربية