معارضة الأطفال وعنادهم بوجه أهلهم هي مرحلة يتذكرها جميع الآباء والأمهات من مرحلة طفولة أولادهم المبكرة. صحيح أن الأولاد يختبرون صبر والديهم في هذه المرحلة، إلا أنها ضرورية جداً لنموهم النفسي والشخصي، خاصة وأنها انتفاضة لأجل استقلاليتهم والوسيلة الأنجع لبناء هويتهم. 
ولكن هذه المرحلة قد تطول عند بعض الأطفال لرسم شخصيتهم وإثباتها، وهنا تبدأ ورطة المعارضة التي يقع فيها الأهل. وتتجلى هذه المرحلة لدى الطفل أو المراهق من خلال السلوكيات التالية:

• المعارضة السلبية: حين يعطيك ابنك/ابنتك إيحاءً بأنه خضع لأوامرك، ولكنه يعود ويتجاهل تطبيقها برضاه. 
• المعارضة السلبية العنيفة: يعطي إيحاءً بأنه خضع للأوامر، ولكنه يعصي ويخترع الأعذار، ويكسر الأشياء ليعبّر عن رفضه.
• المعارضة الإيجابية: يتجّه من خلالها الابن/الابنة إلى الرفض المباشر للامتثال لأوامر والديه وهو ينظر في عينيهما. 

حين تمتد مرحلة المعارضة لدى الأطفال والمراهقين، تكون المعارضة متعمّدة ومقصودة، ما يضعهم في مواجهة مباشرة مع والديهم. في هذه الحالة، يتمادى الطفل أو المراهق بالرفض ويواجه عواقب أفعاله والعقوبة التي يفرضها الوالدان بغرور ودون أن يأبه، لأنه يعرف جيداً أنه نجح في إثارة حنق أهله، ويسعى إلى الاستفادة من ذلك. 
​

تفهّم دورة المعارضة

الجدل: يبدأ الأمر بإصدار الأهل لأمر معين أو برفضهم لطلب من طلبات الطفل، فيشعر الأخير بالاستياء والغضب ويبدأ بالجدال لإثبات صحة وجهة نظره. هذا الأمر سيدفع بالأبوين إلى شرح سبب موقفهم للطفل، فيرد الأطفال في المقابل بالغضب متذرّعين بأعذار وحجج غير منطقية. 
التهديد: بعد الشعور بالملل من الجدال، يميل الأهل إلى تهديد الطفل أو المراهق ومعاقبته، فيرد الأخير بالجدال مجدداً، ويستمر العناد بين الطرفين مع رفض الابن للعقوبة. 
عقوبة غير منصفة: تحت تأثير الغضب الشديد، يعطي الأهل أبناءهم عقوبة غير منصفة لن يتمكن حتى من تنفيذها، فيخرج الطفل رابحاً من هذه المعركة. 
هنا، على الأهل أن يعوا تماماً أن نوع الجدل الذي يدور بينهم وبين أولادهم يلعب الدور الأكبر في سير الأمور. يجب منذ البداية أن يضعوا قواعد محددة وواضحة بحيث يضمنون ألا يصل الجدال إلى أفق مسدود ومضرّ. وحين يصر الطفل على العناد، يكفي أن يطلبوا من الطفل او المراهق أن يأخذ استراحة في مكان وحده وأن يهدأ قبل معاودة الكلام، وتفادي المشكلة. إن سُمع الطفل يضرب على الحائط ويصرخ، فيجب على الأهل أن يعلّموه بأنهم لن يستمعوا إليه ما لم يهدأ. 

وقت مفيد بين الأهل والأبناء

من جهة أخرى، يرتكب الأهل خطأ بعدم إظهار محبتهم لأولادهم خلال الأوقات الذين يكونون فيها هادئين وجاهزين للانصات لأبويهم. يمكن للأهل أن يقترحوا على ابنهم أن يلعبوا معه وأن يخصّصوا له وقتاً مفيداً لإزالة المسافة والحواجز بينهم. 

هنّئيه على خطواته الإيجابية

هنّئي طفلك حين ينجز خطوة إيجابية لأنها طريقة مثالية لتتقرّبي منه، ولكن لا تبالغي لأن المغالاة تعطي نتائج معاكسة. 

هكذا تخرجين من ورطة معارضة طفلك لك