هناك ما يسمّى قوة الإنصات. فالأم تعرف كيف تتواصل مع طفلها بطريقة فعّالة، لأنها تنصت إليه جيداً وتعرف ما الذي سيجعله سعيداً. هذه الأم تعرف أن ما لم يقله طفلها يتمتع بالأهمية نفسها لما يقوله.
التواصل هو عملية، ولا يمكنك التواصل بطريقة فعّالة مع أطفالك دون الإنصات، ما يعني أنه لا يمكنك أن تستمعي فقط، دون أن تجاوبي. لكل مرحلة من مرحلة عمر الأطفال ما يجب تعلمه عن الإنصات و الكلام معهم بطريقة تلائمها. إليك كيف.
كيف تنصتين فعلياً
حين تحافظين على التواصل مع أطفالك، تؤكدين وجودهم، إذ إنهم سيعرفون أنك تحترمينهم و أنك تعرفين أن ما يقولونه مهم. إذاً، كيف يمكنك أن تحسني مهارات التواصل؟ كيف يمكنك أن تكوني مستمعة نشطة؟ كيف يمكنك أن تحثي أطفالك على التواصل معك؟
"حواسّك" للتواصل مع أطفالك
شغلي جميع حواسك حين تستمعين لأطفالك. فهناك التواصل بالعينين و لمسهم حين تتكلمين معهم، و عند الغضب، لا بد أن تستعملي حضنك لتهدئتهم.
دعيهم يتكلموا
أعطي أطفالك المساحة و المكان للكلام. يمكن لوجبات الطعام أن تكون وقتاً غنياً للعائلة للحديث معاً. أجروا الأحاديث في السيارة، و خلال الرحلات، و في الطريق الى المدرسة، خلال التبضّع، و خلال ممارسة الرياضة.. و لا تنسي أن التواصل ليس مجرد كلام، إذ إن وجودكم بعضكم الى جانب بعض يكون في بعض الأحيان قوة بحد ذاته.
اسمحي لأطفالك بالتعبير عن آرائهم
فالتقوية تعني أيضاً أن تسمحي لأطفالك بالتعبير عن وجهة نظرهم حتى لو لم تتوافق مع وجهة نظرك أنت. فالآراء و وجهات النظر تسهم في تنشئتك لأولادك، إذ إنك ستفاجئين من كمّ الانفتاح الذي سيكونون عليه عندما يصبحون في سنّ المراهقة إذا سمحت لهم بأن يعبّروا عن آرائهم بحرية. إياك و الاعتماد على فكرة أن العمر يوازي الحكمة، و لا تشعريهم بأنك لا تريدين الكلام معهم.
دعيهم يشعروا بالامتلاء العاطفي
مع الأطفال الصغار، تأتي القوة أيضاً من خلال العواطف و السماح لهم بالشعور بأقواها. ما عليك هنا إلا أن تكوني الى جانبهم في أصعب الأوقات و أن توصلي لهم أنك كذلك. توقفي عن القول لطفلك إنه لا يمكنه أن يبكي أو يغضب، بل ركّزي على اكتشاف السبب خلف هذه المشاعر.
تحدثي أنت
إن كنت تحافظين على تواصل فعال مع أفراد عائلتك، فستحصلين في النهاية على روابط عائلية فعالة و قوية. قد تصلون في اماكن الى التمتع بلغة رمزية خاصة، أو قد تطلقين على كل طفل اسماً يعبّر عنه من اختيارك. خلال وجبة الطعام، تحدثي عمّا حصل خلال يومهم و يومك، في الليل، هناك القصة و الصلاة و
الغناء... و الكثير الكثير من أشكال التواصل الفعال مع الطفل.