لماذا يشعر بعض الأهل بالسعادة أكثر من غيرهم؟ هل هو موضوع سلوك أم حظ؟ فقد وجد الباحثون أن 40% من السعادة سببها نحن، إذ هناك الكثير من الاحاسيس التي تسمّم حياة الانسان و تفسدها و تحرمه من السعادة. ما هي؟
الشعور بالذنب
في نهاية كل يوم، يتساءل الكثير من الاهل عما إن كانوا أمضوا ما يكفي من الوقت مع أولادهم، فلا بد أن الجميع لديهم ما يفعلونه. و يخاف أغلب الأهل من أن يدفع أطفالهم ثمن أعمالهم، في الوقت الذي ينعم فيه أطفال آخرون بحياة مريحة. يمر شعور الإحساس بالذنب على جميع الأهل، فيسبّب لهم التوتر و الضغط و التعب، و يميل أغلب الأهل الى التساهل مع أطفالهم بسبب هذا الشعور.
و لكن هناك بالطبع بعض الخطوات التي تساعدك على التخلص من الشعور بالذنب: تآلفي مع الموضوع و اعتادي عليه، و استفيدي من إمضاء كل دقيقة تكونين فيها مع أطفالك، و تقبّلي مساعدة الآخرين، و بالطبع خصصي بعض الوقت لنفسك لتكوني أمّاً أفضل.
المقارنات
المقارنة هي جزء من الطبيعة البشرية... إذ يميل أغلب الأهل الى مقارنة أنفسهم بالأهل الآخرين دون التنبّه الى قدراتهم الخاصة و شخصياتهم و لا قدرات و شخصيات أطفالهم. و من هنا، تمنع المقارنة الأهل من رؤية ما هو موجود لديهم و لدى أطفالهم، و تسبب بالتالي تراجع السعادة. من هنا يجب الاعتماد على ثلاثة أمور: معرفة قدراتكم الخاصة، و الإبقاء الدائم على فكرة أن أطفالك متميّزون، و اعتماد نفسك مقياساً.
الخوف من الأحكام
قد تتلقين الكثير من النصائح حيال حياتك مع أطفالك من الآخرين و خاصة بعد إنجاب الطفل الأول، ما قد يجعلك تشعرين بأنك أم سيئة و أنك لا تقومين بهذه المهمة كما يجب. و لكن المشكلة هي أن هذا الخوف من سماع أو تلقي الأحكام سيكون عقبة أمام تحسن و تطوّر دورك كأم. أما كيف تتخلصين من هذا الخوف فيكون عبر: إعادة تأطير أفكارك، أن تتذكري دوماً أنك الوحيدة التي تعرف الأفضل لطفلها، و أن تنظري الى الانتقادات كفرص لتتعلّمي، و ببساطة أن تبتعدي عن الاشخاص الذين يضايقونك.
البحث عن المثالية
قد تجدين الأم المثالية في كل مكان حولك: على التلفاز و في المجلات و المخيّلة العامة، و الإعلانات و حياة المشاهير... و لكن الحقيقة هي أن المثالية غير موجودة. و إن كنت تحاولين أن تبلغي أمثلة غير واقعية، فلا بد لك أن تشعري بالخيبة و عدم الاكتفاء. كيف تعالجين هذا الأمر؟ عبر إعادة تصنيف أولوياتك، و التفكير في نفسك، و التحدث الى شخص آخر.
نسيان فرحة الامومة و الابوة
إن التفكير الدائم في ما إن كنت تمضين الوقت الكافي مع أطفالك لن يسمح لك بأن تشعري بالسعادة بما تقومين به، و بكونك أمّاً قبل أيّ شيء. و لكن الخبر السعيد هو أن الوقت ليس مقياساً، بل تكريسك الوقت كله لأطفالك قلباً و عقلاً مهما كان قصيراً. أمّا ما يساعدك على الشعور بالسعادة فهو أن تستوحي من طفلك، و أن تطردي الافكار السلبية، و ابتكار بعض الخطوات و العادات الروتينية اليومية أو الاسبوعية.