قد لا يمر يوم لا تطالعنا فيه وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بقصص اعتداءات جنسية وتحرّش بالأطفال، ولا شك في أننا كأهل تنتابنا حال من الرعب فكيف نتصرّف حيال ذلك؟
إن كان طفلك يجد أن فهم موضوع "الشخص الغريب" ليس صعباً بالنسبة إليه، يجب أن لا تشعري بالكثير من القلق من موضوع التحرّش الجنسي بالأطفال. و في النهاية، الأطفال المحميّون من الصعب أن يواجهوا خطر الغرباء، خاصة و أنت تراعينه طوال الوقت، لكن المشكلة الكبرى أن 85% من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال هي من المقربين الذين يثق بهم الصغير وحتى الكبير!
و يسهل على الأهل أن يصدقوا أنّ الخطر الحقيقي على الأطفال هو من الغرباء، كما يكون أسهل بالطبع أن نتكلم مع الطفل عن الغرباء، أكثر من الحديث عن الاعتداءات الجنسية. و فضلاً عن أنه موضوع غير مريح للمحادثة، هو أيضاً موضوع صعب الفهم و قد يطرح الطفل أيّ سؤال في شأنه.
و لكن لسوء الحظ، فإن الحديث مع طفلك عن الاعتداء الجنسي للأطفال هو الطريقة الوقائية الأكثر تأثيراً ضد هذا الأمر، حتى إنها يمكن أن تتيح إمكانية الكشف عن أيّ حوادث تحصل مع طفلك. و على الرغم من شعور الأهل بالخوف على براءة أطفالهم من أحاديث الاعتداء الجنسي، بات هذا الموضوع يصل إليهم من خلال وسائل عدة، حيث ظهر من خلال إحدى الدراسات الحديثة، أن جواب الأطفال عند سؤالهم عن أكثر ما يخيفهم، كان "الاغتصاب".
و مع أن الحديث عن الاعتداء الجنسي على الأطفال يُعدّ موضوعاً شائكاً و مسبّباً للاضطراب للأهل، فإن مفهوم برامج الوقاية في المدارس، و خاصة في المرحلة الأولى، يزيد من وعي الأطفال، كما يجب لسلوكيات الحماية أن تعلم للأطفال، ما قبل سنّ المدرسة حتى.
لحسن الحظ، يمكن للأطفال الصغار أن يتعلموا بعض سلوكيات الحماية دون أن يُجبروا على سماع كلمات مفزعة مثل "اعتداء جنسي"، و يمكن لهذا التعليم أن يدخل في برامج المدارس.
و في هذا الشأن، يحث الخبراء المختصّون الأهل على الإصرار على تعليم أولادهم السلوكيات التي قد تؤمن لهم الحماية، و في أيّ وقت، إذ إنّ الأوان لا يفوت أبداً عليها.
كيفية التطرق إلى الموضوع:
يمكنك البدء بأن تخبري ابنك أو ابنتك بأن جسده شيء خاص به ويجب حمايته. وذلك بمجرد أن تشعري بأنه قد كبر وأصبح يفهم ما تقولين، ويكون ذلك في عمر الثالثة.
ابدئي بطريقة بسيطة واستمري عليها. ويمكنك استخدام المسمّيات العادية لأجزاء الجسم، ولكن ليس ذلك ضرورياً، بالرغم من أن استخدام المسمّيات نفسها يساعد الطفل على تطوير منظور احترامه لجسده...
عملية التحدث إلى طفلك عن الاعتداء الجنسي والسلامة الشخصية يجب أن تكون عملية مستمرة.
ما هي الأمور التي يجب مناقشتها؟
أهم الأفكار التي من المفترض التركيز عليها:
- إنّ جسدك يخصك وحدك ومن حقك ان تقول "لا" إذا حاول احدهم ان يلمسك بطريقة تشعرك بعدم الارتياح او تشعرك بالخوف والارتباك.
- هناك أجزاء من جسدك تُعتبر أعضاءً خاصة ومن حقك ان تقول "لا" لمن يحاول ان يلمسك في أي من الأماكن الحساسة. وأنا أعطيك الحق في ان تقول "لا" حتى لو كان هذا الشخص كبيراً أو حتى إذا كان شخصاً نعرفه.
- عليك إخباري ( أنا والدتك أو والدك) إذا ضايقك شخص وأعدك أنني سأصدقك إذا لمسك أحدهم بطريقة غير صحيحة. يجب أن تعلم أن هذا ليس خطأك أنت بل الشخص الذي فعل ذلك هو المخطئ.
كذلك يتعلم الأطفال التعرّف إلى مؤشرات أجسادهم كالغثيان، و قصر التنفس، و تسارع في ضربات القلب، التي قد تكون مؤشرات مبكرة على أيّ إحساس أو حالة خطر يعيشونها، و عندها سيتعلم الطفل أن يعرف ما إذا كان بأمان أم لا.