عامة، تتمتع الفتيات بقدرات أكبر في التعبير كلامياً عن عواطفهن أكثر من الفتيان. و لكن هذه المهارات هل هي فطرية أم مكتسبة؟
تظهر الدراسات أن أغلبية الاختلافات النفسية بين الفتيات و الفتيان تأتي من التعليم و السلوكيات الاجتماعية، حيث يستنتج العلماء أن البالغين يتصرفون بطريقة مختلفة مع الجنسين. مثلاً، يعتمدون على الكلام أكثر مع الفتيات، ما يعزز تعلم مهاراتهن الكلامية أكثر. بينما مع الفتيان، يدعمون القوة الجسدية مما يؤدي الى تعزيز مفهوم العدائية الجسدية لديهم، و يوحي لهم أنها مقبولة. و أشار الباحث الى أن الفتيات أيضاً عدائيات و لكن بشكل مختلف، حيث انهن منذ سن الرابعة يتقنّ العدائية غير المباشرة أي العدائية عبر الكلام، ككلام الغيبة أو أن يتخذن صفاً معيناً في وجه صف آخر.
أما في ما يتعلق بمهارات اجتماعية كالمشاركة، و التعاون، و التعاطف، فالاختلافات فيها أقل بكثير مما يمكن أن نتوقع. و قد توصلت الى هذه النتيجة، دراسة أجريت في جامعة لافال بعد مراقبة أطفال في الرابعة من أعمارهم. و مع أن المعلمات يرين أنّ الفتيات أكثر مهارة على الصعيد الاجتماعي من الفتيان، لم يجد الباحثون أيّ اختلاف ذي أهمية في سلوكيات الأطفال.
المهارات الاجتماعية ضرورية جداً للدخول في تواصل مع الآخرين، للتفاهم جيداً معهم، و لتكوين الصداقات و الاحتفاظ بالأصدقاء، و العمل ضمن المجموعة و ليثبت مكانه في محيطه. لهذا السبب، من الضروري دعم الأطفال، فتياناً و فتيات، في هذا النوع من التعليم. و من خلال تعليمهم على التعرّف، و على تسمية الاشياء، و على التحكم في عواطفهم، ليصبحوا أكثر مهارة على الصعيد الاجتماعي.