الحساسية تجاه الأطعمة هي رد فعل مفرط من قبل النظام المناعي تجاه أحد الأطعمة، و هو بطبيعته أمر غير مضرّ. ردة الفعل هذه قد تكون فورية أو قد تتأخر.
و قد أظهرت إحصائيات حديثة أن 5% الى 6% من الأطفال يعانون من حساسيات تجاه الاطعمة، و من 2.2% الى 5.5% منهم يعانون منها في السنة الأولى من حياتهم. و الحساسية تجاه الفول السوداني تطال 1% من الأطفال في سنّ المدرسة.
و تعتبر الأطعمة العشرة التالية مسببات الحساسية المسؤولة عن معظم ردود الفعل الحساسية الشديدة:
- الفول السوداني
- القمح
- ثمار البحر (السمك، القشريات، و الرخويات كالمحار)
- بذور السمسم
- الحليب
- الجوز
- البيض
- الصويا
- الخردل
وطبعاً هناك بعض الأطعمة التي تسبب حساسية عارضة مثل الفريز وغيرها...
عوارض الحساسية
يمكن للعوارض الناتجة عن حساسية للأطعمة أن تظهر خلال دقائق، ساعات، أو حتى الأيام التي تلي هضم مسبب الحساسية.
الأكثر شيوعاً هي:
-الإكزيما، بقع تشبه لسعات النحل، البقع الحمراء المتورّمة.
- بكاء، عصبية.
- صعوبة في النوم، تغيّر سريع في الحالة العامة.
- تقيّؤ كثيف، إسهال متكرّر، إمساك شديد.
- تأخر في النموّ أو قلة في كسب الوزن.
- الربو، صعوبات في التنفس، تورّم في الشفتين و اللسان و الحلق.
الأطفال الأكثر عرضة لخطرها
الأطفال الأكثر عرضة لحساسية الأطعمة:
- الذين يعانون سلفاً حساسية لأحد الأطعمة.
- يعانون من الإكزيما، حساسيات للسعات النحل، حساسية للقش.
- لديهم تاريخ عائلي يحمل حالات من المعاناة من الحساسية (تجاه الأطعمة أو حساسيات أخرى)، الإكزيما، أو حساسية لسعات النحل، الربو أو حساسية القش.
الرضاعة الطبيعية و الحساسية
أثبتت بعض الدراسات وجود رابط بين الرضاعة الحصرية خلال 4 الى 6 أشهر الأولى من حياة الطفل و الوقاية من الحساسيات. من ناحية أخرى، فإن اعتماد نظام غذائي استثنائي (ضوابط أو إلغاء لبعض الأطعمة) لدى الأم أثناء الحمل أو الرضاعة لا يتمتع بأي تأثير حامٍ على الحساسيات تجاه الأطعمة، حتى لو كان الطفل يواجه خطر أحدها.
حساسيات و تقديم أطعمة متممة
يصبح الطفل جاهزاً جسدياً لتناول أطعمة غير الحليب في الشهر السادس. بمعنى آخر، يقول العلماء إن تقدمة الطعام الإضافي قبل سنّ أربعة أشهر للطفل يزيد من خطر معاناته من الحساسية.
ولكن، على عكس ما كان ينصح به الخبراء سابقاً، فإن تأخير تقديم بعض الأطعمة منذ الشهر السادس لا يقي من ظهور الحساسيات، حيث إنه لم يُعثر على أيّ دليل يثبت هذا الأمر.
لهذا السبب، لا تنصح أغلب الفرق الطبية الخبيرة في الصحة و التغذية بالانتظار حتى سنّ معيّنة لتقدمة طعام مسبب للحساسية، كالسمك مثلاً أو بياض بيضة، حتى للأطفال المعرضين للحساسية (عندما يكون أحد أفراد عائلته يعاني منه).
و لكن في هذه الحالة، يمكنك أن تتخذي بعض التدابير الوقائية لتتمكني من تحديد الطعام المسؤول عن حالات الحساسية. عندما يبدأ طفلك بتناول الأطعمة الصلبة، احرصي على تقديم طعام واحد في كل مرة. ابدئي بـ5 ملم من البطاطا المهروسة و زيدي الكمّية تدريجاً. لا ينصح الأطباء بتزويد الطفل بطعام نيء عندما يأكل الصلب للمرة الأولى، إذ إن الطهو يقلل التأثير التحسّسي للأطعمة خاصة الفواكه و الخضار.
في البداية، تفادي تزويد طفلك بأطعمة تحتوي أكثر من مسبّب للحساسية و انتظري 3 أو 5 ايام قبل تقديم طعام آخر له. و من هنا، إذا بدت على طفلك عوارض الحساسية ، يمكن أن تعرفي السبب. كما ينصح البعض أيضاً و لسبب ما بأن تنتظري قليلاً قبل أن تقدمي لطفلك مسبباً آخر للحساسية. انتظري مثلاً الى الشهر الـ12 لتطعمي طفلك بياض البيض، و الفول السوداني و ثمار البحر.
إذا شعرت معاناة طفلك من عوارض الحساسية لأكثر من يوم و بشدّة لا بد لك من استشارة طبيب طفلك.