يتغيّر الجوع والشهيّة عند الأطفال من يوم إلى آخر وحتى من وجبة إلى أخرى، أي لا بد للكمّيات التي يتناولها من أن تتغيّر. يتوصّل الأطفال بشكل غرائزي اعتمادًا على حاجاتهم إلى هذه الكمية التي يتناولونها، لأنهم يحترمون بطريقة تلقائية وطبيعية مؤشرات الجوع والشبع. بمعنى آخر، يقبلون بتناول الطعام عندما يشعرون بأن جسمهم بحاجة إليه ويرفضون عندما يشعرون بالاكتفاء.
وغالبًا ما يرفض الأطفال بعض أنواع الطعام أو يرفضون الأكل بالمطلق فقط لاسترعاء انتباه الأهل. للتخلص من هذه المشكلة، إليك ما يلي:
نظمي وجباته
يحتاج طفلك إلى روتين ينظم مواعيد الوجبات الأساسية والخفيفة، ولتنظيم شهيته وتعزيزها، يجب أن تقدّمي له وجباته حسب تواقيت منتظمة.
لا تلبّي طلباته الاستثنائية
تفادي تحضير وجبة مميزة لطفلك آملة أن يأكل، لأن هذه العناية الاستثنائية تشجّع سلوكه المتبّع. كذلك التزمي بالنظام الموضوع للوجبات الأساسية والخفيفة، وتفادي أن تحضري له وجبة مميّزة في وقت مخالف إذا طلب.
الوجبات الخفيفة: مهمّة ولكن بالطريقة الصحيحة
يفضّلها الكثير من الأطفال ولا سيما غير القادرين على تناول كميات كبيرة من الطعام في الوجبة الواحدة. وقد تكون حالة يتمتع بها طفلك، أي يمتلك شهية كبيرة في مقابل معدة صغيرة. في هذه الحال، ستكون الوجبات الخفيفة مهمة جدًا بهدف إشباع حاجاته الغذائية. ولكن إذا أعطيت هذه الوجبات في وقت قريب لوقت الوجبة الأساسية، فقد تؤثر على شهيّة طفلك، لهذا يجب أن تعطيها قبل ساعتين قبل الوجبة الأساسية أو بعدها.
لا تزوّدي طفلك بالكثير من السوائل
يشرب الأطفال كمّيات كبيرة من الحليب أو عصائر الفواكه، ولكن هذه الكميات من شأنها أن تقلص شهيّة طفلك لأنها تحتل مساحة من معدته وتحتوي على سعرات حرارية. إذًا، حدّي من شرب طفلك للعصائر بمعدل كوب أو كوبين يوميًا، والحليب إلى 3 أكواب ونصف في اليوم.
النوعية الجيدة
ليست كمية الطعام هي ما يؤثر على نموّ صغيرك وصحّته، بل نوعيته. قدّمي له كمّيات صغيرة، ويمكنك أن تدعيه يحدّد الكمية التي يريدها في طبقه. دعيه يقرّر كم يريد أن يأكل منها، ثم ارفعي الطبق بعد 20-30 دقيقة دون أيّ تعليق، فالكمّية ليست العامل المهم. ولا تضغطي عليه ليأكل المزيد، لأنه سيزداد معارضة.
قدّمي له الأطعمة التي يجب أن يتناولها
فنوعيّة الأطعمة التي تقدّمينها لطفلك لها دور هام، يجب أن يحصل على مجموعات متنوّعة من المأكولات، ويمكنك أن تؤدّي دور القدوة من خلال تناولك أمامه أنواعًا متنوّعة من الأطعمة. قدّمي له المأكولات التي لا يحبّها بالتدريج، ليألف مع الوقت مذاقها ويحبّها، ويتعرّف إلى شكلها بالنظر إليها، ولمسها وشمّها. أغريه ليتذوّقها، حيث يمكنك أن تقدّميها بطرق مختلفة كما يمكنك أن تدعيه يساعدك في إعدادها.
المكان مهم
في عمر صغير، يتشتت الطفل بسهولة ويتلهّى عن طعامه. لهذا السبب، يجب أن تمنعي تناوله للطعام أمام التلفاز أو خلال الاستماع للراديو، ولا تسمحي له بإحضار لعبة أو كتاب إلى الطاولة.
المحيط المناسب
يجب أن تكون وجبة الطعام وقتًا محبّبًا لطفلك، حيث يتناول طعامه وهو يحاور الآخرين ويتبادل الأحاديث ويتحدّث ويعبّر عمّا يخالجه. وتفادي الحديث في مواضيع حسّاسة من شأنها أن تفقده شهيّته.
التعب يمنع الطعام
فحين يشعر صغيرك بالتعب، يأكل أقل. لهذا السبب، يجب أن تحرصي على أن ينال ساعات إضافية وكافية من النوم مع قيلولة لساعة يوميًا.