انتبهي أيتها الأم، أمراض القلب والأوعية الدموية ليست حكراً على الرجال

انتبهي أيتها الأم، أمراض القلب والأوعية الدموية ليست حكراً على الرجال

Dyana Farhat by 1 Year Ago

عند ذكر الأمراض والمشاكل التي تعرّض صحة القلب للخطر، يتبادر الرجال إلى أذهاننا بشكل تلقائي، على الرغم من أن صحة القلب هي مسألة حيوية للنساء أيضاً، إذ تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات بين النساء في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن النساء قد يشعرن بأنهن أقل عرضة لمشاكل القلب من الرجال، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ. ففي الواقع، تكون النساء عرضة لمخاطر خاصة تتعلق بصحة القلب. 

وحول هذا الموضوع، تحدثنا إلى الدكتور رامي حرب استشاري أمراض القلب في مستشفى هيلث بوينت، والذي قدم لنا معلومات هامة حول أبرز أمراض القلب والشرايين التي تصيب النساء، عوامل الخطر المرتبطة بها، تناول علاقة التغيرات الهرمونية بصحة قلب السيدات، وشارك بعض النصائح لتتمكن السيدات من عيش حياة مديدة بأفضل صحة ممكنة. 

أكد الدكتور رامي أن أكثر مشاكل القلب والأوعية الدموية شيوعاً بين السيدات هي أمراض الشرايين التاجية وأمراض السكتة الدماغية، مرض الشريان الأورطي وأمراض الشرايين المحيطية قصور عضلة القلب وأمراض الصمامات، والأمراض الناجمة عن الطفرات الجينية التي تحدث بسبب خلل وراثي في تركيب عضلة القلب، وتسبب هذه الأمراض عدم انتظام ضربات القلب. 

ونوّه الدكتور رامي إلى أن عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال التعرض لمشاكل القلب لا تختلف بين النساء والرجال بشكل كبير، وتشمل السكري، التدخين، ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولسترول المرتفعة، قلة النشاط البدني، السمنة والتاريخ العائلي مثل تعرّض أحد أفراد العائلة لمرض الشرايين التاجية بسن مبكر. ووفقاً للدراسات، قد تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من الرجال وفق شروط خاصة كالسيدات المدخنات أو المصابات بالسكري، إذ يُعزى ارتفاع المخاطر لاختلاف أعراض الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية عن الرجال، إذ تتضمن أعراض النساء الشعور بآلام الرقبة ،الفك، الكتف، ضيق التنفس، الغثيان، التعرق، الدوار، الإرهاق، حرقة المعدة وعسر الهضم، إلى جانب آلام الصدر، إذ قد يُساء فهم هذه الأعراض بما يضع النساء أمام مضاعفات أكثر خطورة. 

وأشار الدكتور رامي إلى أن طبيعة مرض السكري التي تحدّ من الشعور بالألم تضع السيدات أمام مخاطر كبيرة للإصابة بنوبة قلبية صامتة، مع عدم انتباههن للأعراض أو شعورهن بها إلى عند الوصول لمراحل متقدمة، يكون الضرر فيها قد تفاقم بشكل كبير. 

وأضاف: "يؤثر الإجهاد النفسي والاكتئاب على السيدات أكثر من الرجال عندما يتعلق الأمر بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أظهرت الدراسات بأن العوامل الوراثية، مرض السكري والتدخين تضع النساء أمام مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".

أمراض القلب وسن الأمل

من المعروف أن وصول السيدات لسن الأمل يزيد من خطر تعرضهن لأمراض القلب والأوعية الدموية، وحول هذه العلاقة، أوضح الدكتور رامي أن هرمون الأستروجين ينخفض بشكل كبير مع وصول النساء لسن الأمل، وهو الهرمون الذي يقوم بتوسيع الشرايين قليلاً ويرفع من نسبة الكولسترول الجيد في الجسم ويحد من مستويات الكولسترول الضار. ومع وصولهن لهذا السن، ترتفع مستويات الكولسترول وشحوم الدم وبالتالي تصبح السيدات أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حتى أن إصابتهن بها تصبح أكثر حدة من الرجال. وأشار الدكتور رامي إلى أن التدخين له أيضاً أثر سلبي على هرمون الأستروجين، إذ يعيق من آلية عمله في الجسم، وهو ما يوضح سبب تأثير التدخين على صحة قلب السيدات أكثر من الرجال. 

نصائح

شدد الدكتور رامي على أن الوقاية خير من العلاج دائماً وأبداً، وأوصى بضرورة ممارسة الرياضة، الإقلاع عن التدخين، تناول غذاء صحي والابتعاد عن المشروبات الكحولية للحفاظ على صحة القلب والشرايين والوقاية من الأمراض، منوّهاً إلى ضرورة ممارسة الرياضة معتدلة الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً على خمسة مراحل، 30 دقيقة لكل مرحلة. ويمكن للسيدات اللائقات صحياً وبعد استشارة الطبيب وإجراء التقييم المطلوب ممارسة النشاط البدني مرتفع الشدة، والذي يتم احتسابه تبعاً لنبضات القلب على أن تكون بنسبة 85% من ناتج طرح العمر من 220، في حين يعتبر الوصول لنسبة 70% من هذا الناتج هو نشاط معتدل الشدة. 

واختتم الدكتور رامي بأن إدارة الأمراض حال وجودها، ضبط مستويات سكر الدم، الكولسترول وشحوم الدم وإدارة التوتر ومحاولة الابتعاد عنه، هي من أهم الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها لحماية صحة القلب والأوعية الدموية. 

 

إضافة التعليقات

.