القراءة ومهاراتها

القراءة من أهم الطرق المعرفية التي يستقي منها الفرد ما يحتاجه للخوض في الحياة، فلا يمكن أن نعتبرها هواية كما يطلق عليها الكثيرون، بل هي احتياج فعلي وحقيقي للإنسان لا تقل أهمية عن احتياجه للماء والطعام، و ذلك لأن القراءة هي التي توضح الاحتياجات الإنسانية.

وتختلف القراءة ومستوياتها تبعاً لحاجة القارئ وغرضه منها، فالبعض يعتمد على القراءة في التعلم، والبعض يعتبرها أسلوباً معرفياً ليتمكن بها من الوصول إلى الوظيفة التي تحقق له أحلامه، كذلك البعض يعتمد على القراءة في الوصول إلى مستوى جيد من الأمان عن طريق المعرفة. لكنها بشكل عام تجري في الدم على اعتبار أن أول ما نزل به الوحي في الدين الإسلامي كان أمراً مباشراً بالقراءة.

وعامة هناك تصنيفات خاصة بالقراءة ومهاراتها أشهرها هو تقسيمها إلى المستوى الحرفي. والمستوى التنظيمي. وأيضاً المستوى التفسيري والاستنتاجي. والمستوى النقدي. وأخيراً المستوى الإبداعي.

القراءة ومهاراتها على الأطفال

يرتبط المستوى الحرفي بشكل مباشر بالأطفال، ويتضمَّن قدرة القارئ على معرفة الأفكار والمعلومات الواردة بالنص، لتشمل مهارات هذا المستوى التعرُّف على المعنى الصحيح للنص. والتعرُّف على الأفكار الرئيسية والتفصيلية وأوجه الشبه أو الاختلاف في النص. وأيضاً القدرة على إعادة عرض المعنى الصحيح في النص. ومعرفة معاني الكلمات.

القراءة ومهاراتها على الكبار

ترتبط باقي مستويات القراءة ومهاراتها بالكبار مع تقدم العمل لكن يعتبر مستوى الفهم التنظيمي من مستويات قراءة الكبار ويعتمد على فهم القارئ للمصطلحات الغريبة والمعاني اللغوية غير المألوفة. كما تشمل معرفة القارئ بالأحداث والوقائع التي يتكلم عنها الكاتب ومتى وقعت وكيف كانت. كذلك معرفة ترتيب الكلام وفهم النصائح المذكورة فيه واستطاعة تنفيذها.

أيضاً هناك ما يسمى بمستوى الفهم النقدي المستوى الذي يستطيع فيه القارئ أن يميز بين المحتوى المكتوب، هل هو حقيقي أم من نسج خيال الكاتب. كما يستطيع التفريق بين المعلومات الحقيقية والمعلومة التي يعتقدها الكاتب فقط. كذلك يتمكن القارئ من معرفة صدق الكاتب ودقته في كلامه بشكل تفصيلي وتحليلي أكبر.

بينما يعتبر المستوى الخامس وهو المستوى الإبداعي هدف القارئ النهائي من مهارة القراءة فهو يعتمد على التنبؤ بالنهاية وتوقع تسلسل الأحداث، وكذلك العمل على ترتيب النص بموضوعية وصياغته بشكل جديد، مع إمكانية ترجمة النص إلى لغة أخرى يمكن للقارئ تنفيذها، وأيضاً وضع حلول لبعض المشاكل في النص و تخيل حبكة درامية أخرى، وهذا المستوى يقوم بالضرورة على نضج القارئ ومهارته في التخيل والتحليل لاستنباط المعلومات.

لهذا يجب على الأهالي الاهتمام بأبنائهم وغرس محبة القراءة في نفوسهم ومتابعتهم باستمرار، واقتناء الكتب النافعة لهم مع مراعاة المستويات العلمية والسِّنية، بينما هناك واجب على المجتمعات نحو الشباب لتوجيههم نحو القراءة واستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى وطنهم بالرفعة والازدهار.