
يختلف مفهوم الخجل عن الحياء بشكل كبير، لكن لا يستطيع الكثير من الاشخاص رسم الحدود الفاصلة بين المفهومين، ويختلط الأمر في وصف الشخص بأنه خجول فيما يكون لديه بعض الحياء، والعكس صحيح. يمكن القول ان الخجل سلوك مكتسب، والحياء فطرة يفطر بها الشخص عند ولادته.
خلال السطور التالية نحاول إلقاء الضوء على أسلوب التفرقة بين الحياء والخجل، وكيف يمكن للشخص التمييز بينهما بكل سهولة.
الفرق بين الخجل والحياء
الخجل هو شعور الشخص بالانزواء وعدم الرغبة في الاختلاط بالآخرين، وتفضيل الوحدة على المناسبات الاجتماعية، وهو إحدى الصفات التي توقِع الإنسان في السلوكيات الخاطئة، ما يترتب عليه تقصيره في أداء بعض الواجبات، وهو صفة مكتسبة منذ الطفولة عن طريق التربية، بسبب نقص في المهارات الاجتماعيّة، نتيجة قيام الأم والأب بعزل الطفل عن باقي اقرانه سواء بالتعامل معهم أو محاولة التقرب منهم.
أو يكتسب الشخص صفة الخجل نتيجة الإصابة بإعاقة جسديّة، أو خوف الاهل على أطفالهم، أو بسبب الأحوال المادية التي تعاني منها الأسرة، ومن أهم مظاهره الخجل الاجتماعي.
الحياء من الاخلاق التي تساعد صاحبها على التمنع عن كل السلوكيات القبيحة المنتشرة في المجتمع، والحياء احدى صفات الأنبياء، فقد قيل عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان أشدَّ حياءً من العذراءِ في خِدرِها، وكان إذا كرِه شيئاً عُرِف في وجهِه، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع عن الحياء في رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه: الإيمانُ بضعٌ وستّون أو بِضعٌ وسبعون شعبةً؛ أفضلُها لا إله إلا اللهُ، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريقِ، والحياءُ شُعبةٌ من الإيمانِ، وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم أيضا: إنَّ ربَّكم حَيِيٌّ كريمٌ، يستَحي مِن عبدِهِ إذا رفعَ يدَيهِ إليهِ بدعوَةٍ أن يرُدَّهُما صِفراً، ليسَ فيهما شيءٌ.
تعريف الخجل في علم النفس

يؤكد خبراء علم النفس ان المصابين بالخجل الشديد لديهم حساسية مبالغ بها تجاه النفس وما يحدث لها بحيث يكون محور الاهتمام والتركيز لديهم هو مدى تأثيرهم على الآخرين.
ويشير علم النفس الى أن السمة المميزة الأساسية للخجل هي الخوف المدفوع بالأنا إلى حد كبير مما سيفكر به الآخرون في سلوك الشخص. ينتج عن هذا أن يخاف الشخص من فعل أو قول كما يخاف من ردة فعل سلبية، أو ان يضحك عليه احد، أو يهينه، أو ينتقده أو يرفضه. قد يختار الشخص الخجول ببساطة تجنب المواقف الاجتماعية بدلاً من ذلك.
تظهر انعكاسات الخجل بشكل كبير وواضح على الأشخاص، وتتمثل في الميل الى الانعزال، السعي دائماً للبعد عن الآخرين خوفاً من طرح الأسئلة والتحدث معهم، والشعور بعدم الرضا عن النفس.
التخلص من الخجل
- مراجعة الفرد لنفسه بشكلٍ متكرّرٍ في نهاية اليوم.
- تحليل الإنسان لأفعاله التي قام بها، المقبول منها والمرفوض.
- عدم تعذيب النفس ولومها على أمرٍ قد وقع أو حدث بقصد أو بدون قصد.
- وضع عبارات محفزة في أكثر الأماكن التي توجد فيها حتى تعلق في عقلك وتعمل على تطبيقها بشكل فعال.
- تعريض نفسك لمصدر خوفك، وفي الوقت نفسه ابتعد عن التجنب أو الهروب من الموقف.
- المشاركة في التجمعات الكبيرة.
- خوض غمار أشياء جديدة، مثل تذوق طعام جديد أو ممارسة رياضة جديدة.
- العمل على تعزيز الثقة في النفس.
- البقاء دائماً على طبيعتك وعدم التصنع.
- العزم على إبراز شخصيتك، فحب الشخص لنفسه يجعله محبوباً من الآخرين.
- التحدث مع الذات أمام المرآة أو إجراء نقاش داخلي بين الفرد وذاته.
- إقناع النفس بأن أفكارك صحيحة وسليمة وأن أراءك تُمثل شخصيتك، فلا داعي للخوف من طرحها أمام الآخرين.
- الاطلاع على الدراسات الحديثة التي تتعلق بالخجل والخوف، وطرق التغلب عليهما، فهي دراسات ذات أثر فعال في حل المشاكل التي يواجهها الإنسان.
- الحصول على نفس عميق والتفكير قبل الحديث، فيجب التروي قبل البدء بطرح الأفكار أو التحدث بأي موضوع.
- استخدام أسلوب الكتابة لحل تلك المشكلة، وتتم بتدوين المشكلة التي تعانيها على ورقة، أو تدوين الأشخاص الذين تخاف وتخجل منهم.
- العمل على تعزيز الثقة بالنفس من خلال الحديث مع متخصص في علم النفس.
عبارات عن الخجل والحياء
- جمال بلا حياء وردة بلا عطر.
- الوردة التي يشمها الكثيرون تفقد عبيرها.
- من يستحيي من الناس ولا يستحيي من نفسه فلا قدر لنفسه عنده.
- يكاد حياء المرأة أن يكون أشد جاذبية من جمالها.
- التصاغر التام يقضي على الحياء.
- إنما الفخر لعقل ثابت.. ...
- إياك والسؤال فإنه يذهب ماء الحياء من الوجه .
- قُرِنَت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان .
- لا تطلب العلم رياء، ولا تتركه حياء .