طول فترة طفولة ابنك، تتطلّعين إلى الوقت الذي يكبر فيه ويصل إلى مرحلة المراهقة حتى تستطيعي إقامة حوار معه كالبالغين، وتطوّرين علاقتك به لتصبح أقرب إلى الصداقة أكثر من الأمومة، ولكنك تصطدمين بالواقع عندما تجدين ابنك المراهق لا يتواصل معكِ بالنحو الذي كنتِ تتوقعينه، إلى الدرجة التي تصل إلى عدم الاكتراث بوجودك أصلاً.
هذه المشكلة في التواصل بالتأكيد تؤثر على علاقتكما، وتستهلك الكثير من جهدك ووقتك من أجل حلها، ولكن من أجل إيجاد الحلول، عليكِ التوصّل إلى أسباب المشكلة من الأساس، وإليكِ 3 أسباب رئيسة وراء عدم اكتراث ابنك المراهق بكِ..
1- أنتِ تتحدثين كثيراً
قد يبدو سبباً غير منطقي، أليس من حقك أن تتحدثي إلى ابنك؟ ولكن الفكرة ليست في الحديث نفسه، وإنما توقيته، فكما نلوم الرجال لأنهم لا يستمعون إلينا، ننسى نحن أن أبناءنا بحاجة إلى نفس الأمر، أحياناً يحتاج ابنك إلى الاحتضان والاحتواء والإنصات فقط، وأن تتخطي دور الواعظ، وتؤجلي نصائحك إلى وقت لاحق، ففي البداية تكون الأولوية للعواطف، ويكون دورك فقط هو الاستماع باهتمام، وإبداء التعاطف والتفهّم.
2- تصرّين على توجيهه
بالطبع أنتِ تعرفين القرار الأفضل، والأسلوب الأصح، ولكن هذا لا يعني أن تلغي إرادة ابنك وتملين توجيهاتك ونصائحك طول الوقت.
ابنك بحاجة إلى تعلم الطرق السليمة لاتخاذ القرارات، وبالتالي يستطيع مواجهة مشاكله بنفسه، أما توفير الحلول على طبق من فضة، فإنه يعطل تطور قدرات الطفل ومهاراته الاجتماعية، ومع نمو الطفل، يبدأ بالتأفف من هيمنتك المستمرة على تصرفاته، ولا يهتم بالتواصل معكِ حتى يتخلص من سيل التوجيهات والنصائح.
3- تتبعين أسلوب الاستجواب
نميل إلى إجراء محادثات مباشرة ومفتوحة، ولكن هذه الطريقة ليست مثالية للتعامل مع الأطفال لا سيما المراهقين.
إذا شعرتِ أن هناك أمراً ما يريد ابنك مشاركته، يمكنك الخروج معه في نزهة، أو شيء مماثل، ثم افتحي حواراً معه، اجعلي الكلام يتدفق منه كما لو أنكِ لا تقصدين، وابتعدي عن أسلوب الأسئلة المباشرة لأنه يشبه الاستجواب، ويسبب نفور ابنك منكِ.