من قلب باريس تنسج المصممة السورية هويدا بريدي HOUIDA ALBARIDI خيوطًا متشابكة تربط النسيج الفاخر بعالم الفن في مجموعتها للأزياء الراقية Artisan Allure، تتجاوز فيها حدود الزمن والمكان لتخلق حوارًا من تفاصيل الفنون الحرفية اليدوية السورية وتفاصيل الهوت كوتور الراقية التي تشتهر بها لتأتي كل قطعة في المجموعة لتحيي أساليب يمتد عمرها لقرون عديدة، وذلك من خلال تحويل الفن التقليدي إلى فخامة معاصرة قابلة للارتداء.
التراث السوري الأثري العريق يغلف تصاميم المجموعة وتقول هويدا بريدي عن مصدر إلهامها "لقد كانت التفاصيل الدقيقة للقطع الأثرية التي كنت أعشقها في طفولتي مصدر إعجاب دائم في مسيرتي. وتُجسّد هذه المجموعة تلك الذكريات الثمينة، لتحويلها إلى تعبيرات فنية تنبض بالحياة على منصات العرض".
تفاصيل تراثية وحرفية
روح دمشق في قلب كل قطعة حيث تجمع بين الابتكار والتراث إذ تتزين الأقمشة الفاخرة بتوهج عرق اللؤلؤ المستوحى من الفسيفساء السورية وفنونها التاريخية، كما أعادت ابتكار حرفة الزجاج الملون المضيء الموجود في المنازل التاريخية وأماكن العبادة في دمشق بطريقة راقية، وذلك من خلال توظيفها مادة مرنة تجسد بريقها في الحركة، لتخلق نوعاً من التناغم بين التباينات الزاهية والزخارف الخالدة من خلال فستان يأسر الأنظار بتفاصيله ويتحول إلى قطعة فنية لا مثيل لها.
تنقل هويدا بريدي هذه الإبداعات الحرفية من التصميم وابتكار الصور الظلية الأنثوية من المنسوجات إلى فن دباغة الجلود إحدى أقدم الحرف اليدوية البلاد من خلال نحت جلد الثعبان الغريب لتتوصل إلى أشكال درامية، إلى جانب تزيينه بتفاصيل نحتية تحملنا إلى المنحوتات الحجرية القديمة في سوريا، لتضفي على المجموعة تصاميم مذهلة ثلاثية الأبعاد.
بفضل إبداعاتها اللامحدودة وقدرتها على نسج أفخم وأدق وأعقد التفاصيل في تصاميمها تدمج هويدا بريدي الأحجار الكريمة بسلاسة في الملابس لتجمع بين الأزياء الراقية والمجوهرات الفاخرة، بعد أن توصّلت إلى علاقة من التفاعل المبهر بين الضوء الذي تعكسه الأحجار وملمس المنسوجات.
تأتي هذه المجموعة لتتجاوز كونها تعبيرًا عن التقاليد بل جسر معاصر يربط بين الماضي والحاضر، ويكرم الحرفيين الذين ساهمت أيديهم في رسم معالم الهوية الثقافية السورية على مدى أجيال من خلال تقدّم تصاميم أزياء معاصرة تحتفي بأنوثة المرأة اليوم.