شعر رومانسي قصير
الرومانسية ألهمت الكثير من الشعراء أبياتاً شعر رائعة، هي تذكي المشاعر وتقوّيها وتجعلها أرهف وأرق، وكتب الكثير من الكتاب شعراً رومانسياً قصيراً يعبّر عن لواعج قلوبهم، اخترنا لكم بعضه هنا.
المحتويات:
شعر رومانسي قصير لأنسي الحاج:
كلُّ قصيدةٍ هي بدايةُ الشعر |
كلُّ حبٍّ هو بدايةُ السماء. |
تَجذري فيّ أنا الريح |
اجعليني تراباً. |
سأعذبكِ كما تُعذب الريحُ الشجَرَ |
وتمتصّينني كما يمتصُّ الشجرُالتراب. |
وأنتِ الصغيرة |
كلُّ ما تريدينه |
يُهدى إليكِ الى الأبد. |
مربوطاً إليكِ بألم الفرق بيننا |
أنتَزعُكِ من نفسكِ |
وتنتزعينني، |
نتخاطف الى سكرة الجوهريّ |
نتجدّد حتى نضيع |
نتكرّر حتى نتلاشى |
نغيبُ في الجنوح |
في الفَقْد السعيد |
ونَلِجُ العَدَم الورديّ خالصَين من كلّ شائبة. |
ليس أنتِ ما أُمسك |
بل روح النشوة. |
...وما إن توهّمتُ معرفةَ حدودي حتى حَمَلَتني أجنحةُ التأديب الى الضياع. |
لمنْ يدّعي التُخمةَ، الجوعُ |
ولمن يعلن السأمَ، لدغةُ الهُيام |
ولمن يصيح لا! لا! ظهورٌ موجع لا يُرَدّ |
في صحراء اليقين المظفَّر. |
ظهورٌ فجأةً كدُعابة |
كمسيحةٍ عابثة |
كدُرّاقةٍ مثلَّجة في صحراء اليقين، |
ظهوركِ يَحني الرأسَ بوزن البديهة المتجاهَلَة |
فأقول له نعم! نعم!، |
والى الأمام من الشرفة الأعلى |
كلّما ارتميتُ مسافة حبّ |
حرقتُ مسافةً من عمر موتكَ |
كائناً من كنتَ!... |
ترتفعُ |
ترتفع جذوركِ في العودة |
تمضي |
واصلةً الى الشجرةِ الأولى |
أيّتها الأمُّ الأولى |
أيتها الحبيبةُ الأخيرة |
يا حَريقَ القلب |
يا ذَهَبَ السطوح وشمسَ النوافذ |
يا خيّالةَ البَرق المُبْصر وجهي |
يا غزالتي وغابتي |
يا غابةَ أشباح غَيرتي |
يا غزالتي المتلفّتة وسط الفَرير لتقول لي: اقتربْ، |
فأقترب |
أجتاز غابَ الوَعْر كالنظرة |
تتحوّل الصحراء مفاجرَ مياه |
وتصبحين غزالةَ أعماري كلّها، |
أفرّ منكِ فتنبتين في قلبي |
وتفرّين منّي |
فتعيدكِ إليّ مرآتكِ المخبأة تحت عتبة ذاكرتي. |
يداكِ غصونُ الحرب |
يداكِ يدا الثأر اللذيذ مني |
يدا عينيكِ |
يدا طفلةٍ تَرتكب |
يداكِ ليلُ الرأس. |
تُسكتينني كي لا يسمعونا |
ويملأُ الخوفُ عينيكِ |
مُدَلّهاً مختلجاً بالرعب |
كطفلٍ وُلد الآن. |
تنسحب الكلمات عن جسدكِ |
كغطاءٍ ورديّ. |
يَظهر عُريكِ في الغرفة |
ظهورَ الكلمة الأوحد |
بلا نهائيّةِ السراب في قبضة اليد. |
مَن يحميني غابَ النهار |
مَن يحميني ذَهَبَ الليل. |
ليس أيَّ شوقٍ بل شوقُ العبور |
ليس أيَّ أملٍ بل أملُ الهارب الى نعيم التلاشي. |
فليبتعد شَبَحُ الخطأ |
ولا يقتحْمنا باكراً |
فيخطف ويطفئ |
ويَقتل ما لا يموت |
لكي يعيش بعد ذلك قتيلاً. |
الحبّ هو خلاصي أيّها القمر |
الحبّ هو شقائي |
الحبّ هو موتي أيّها القمر. |
لا أخرج من الظلمة إلاّ لأحتمي بعريكِ ولا من النور إلاّ لأسكر بظلمتك. |
تربح عيناكِ في لعبة النهار وتربحان في لعبة الليل. |
تربحان تحت كلّ الأبراج وتربحان ضدّ كل الأمواج. |
تربحان كما يربح الدِين عندما يربح وعندما يَخْسر. |
وآخذ معي وراءَ الجمر تذكارَ جمالكِ أبديّاً كالذاكرة المنسيّة، |
يحتلّ كلَّ مكان وتستغربين |
كيف يكبر الجميع ولا تكبرين. |
ذَهَبُ عينيكِ يسري في عروقي. |
لم يعد يعرفني إلاَّ العميان |
لأنهم يرون الحبّ. |
ما أملكه فيكِ ليس جسدكِ |
بل روحُ الإرادة الأولى |
ليس جسدك |
بل نواةُ الجَسد الأول |
ليس روحكِ |
بل روحُ الحقيقة قبل أن يغمرها ضباب العالم. |
الشمس تشرق في جسدكِ |
وأنتِ بردانة |
لأن الشمس تَحرق |
وكلّ ما يَحرق هو بارد من فرط القوّة. |
كلّ قصيدةٍ هي قَلْبُ الحبّ |
كلّ حبٍّ هو قلبُ الموت يخفق بأقصى الحياة. |
كلّ قصيدةٍ هي آخرُ قصيدة |
كلّ حبٍّ هو آخرُ الصراخ |
كلّ حبٍّ، يا خيّالةَ السقوط في الأعماق، كلّ حبٍّ هو الموت حتى آخره، |
وما أُمسكه فيكِ ليس جسدكِ |
بل قَلْبُ الله |
أعصره وأعصره |
ليُخدّر قليلاً صراخُ نشوتِهِ الخاطفة |
آلامَ مذبحتي الأبديّة. |
شعر رومانسي قصير لنجيب سرور:
كانوا قالوا: "إن الحب يطيل العمر " |
حقاً.. حقاً.. إن الحب يطيل العمر!! |
حين نحس كأن العالم باقة زهر |
حين نشف كما لو كنا من بلور |
حين نرق كبسمة فجر |
حين نقول كلاماً مثل الشعر |
حين يدق القلب كما عصفور.. |
يوشك يهجر قفص الصدر.. |
كى ينطلق يعانق كل الناس ! |
كنا نجلس فوق الرملة |
كانت في أعيننا غنوة |
لم يكتبها يوماً شاعر.. |
قالت : |
-..صف لى هذا البحر ! |
-يا قبّرتي.. أنا لا أحسن فن الوصف |
-واذن.. كيف تقول الشعر؟ ! |
-لست أعد من الشعراء |
أنا لا أرسم هذا العالم بل أحياه |
أنا لا أنظم إلا حين أكاد أشل |
ما لم أوجز نفسي في الكلمات |
هيا نوجز هذا البحر |
-كيف.. أفي بيت من شعر؟ |
-بل فيقبلة !! |
عبر الحارس.. ثم تمطى.. "نحن هنا"! |
ومضى يلفحنا بالنظرات |
" يا حارس..إنّا لا نسرق |
يا حارس يا ليتك تعشق |
يا ليت الحب يظل العالم كله |
يا ليت حديث الناس يكون القبـلة |
يا ليت تقام على القطبين مظلة |
كى تحضن كل جراح الناس |
كى يحيا الإنسان قروناً في لحظات " |
ومشى الحارس.. قالت "أوجز هذا البحر!" |
كان دعاء يورق في الشفتين |
- يبدو أن الحارس يملك هذا البحر |
يكره منا أن نوجزه في القبلات ! |
- فلنوجزه في الكلمات.. |
أترى هل يملك أن يمنع حتى الكلمة؟ ! |
شعر رومانسي قصير لسعاد الصباح:
قل لي |
هل أحببت امرأة قبلي؟ |
تفقد, حين تكون بحالة حب |
نور العقل..؟ |
قل لي. قل لي |
كيف تصير المرأة حين تحب |
شجيرة فل؟ |
قل لي |
كيف يكون الشبه الصارخ |
بين الأصل, وبين الظل |
بين العين, وبين الكحل؟ |
كيف تصير امرأة عن |
عاشقها |
نسخة حب.. طبق الأصل؟.. |
قل لي لغة... |
لم تسمعها امرأة غيري... |
خذني.. نحو جزيرة حب.. |
لم يسكنها أحد غيري.. |
خذني نحو كلام خلف |
حدود الشعر |
قل لي: إني الحب الأول |
قل لي: إني الوعد الأول |
قطر ماء حنانك في أذنيا |
إزرع قمراً في عينيا |
إن عبارة حب منك.. |
تساوي الدنيا... |
يا من يسكن مثل الوردة في |
أعماقي |
يا من يلعب مثل الطفل على |
أحداقي |
أنت غريب في أطوارك مثل |
الطفل |
أنت عنيف مثل الموج, |
وأنت لطيف مثل الرمل.. |
لا تتضايق من أشواقي |
كرر. كرر اسمي دوماً |
في ساعات الفجر.. وفي |
ساعات الليل قد لا أتقن فن |
الصمت.. فسامح جهلي.. |
فتش. فتش في أرجاء |
الأرض فما في العالم أنثى |
مثلي... |
أنت حبيبي. لا تتركني |
أشرب صبري مثل النخل.. |
إني أنت.. |
فكيف أفرق.. |
بين الأصل |
وبين الظل؟ |
مراجع:
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=65654
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=63199
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=64879