شعر غزل للحبيب
الغزل هو وسيلة المحبوب للتعبير عن مشاعره لحبيبه، وكتب الشعراء شعر الغزل منذ مئات السنوات، محاولين وضع مشاعرهم الملتهبة بصورة كلمات رقيقة وقوية، وسنعرفكم هنا إلى شعر غزل للحبيب رائع ومتميز يستحق القراءة.
المحتويات:
- شعر غزل للحبيب لمصطفى صادق الرافعي.
- شعر غزل للحبيب لالياس أبو شبكة.
- شعر غزل للحبيب لأبي فراس الحمداني.
- مراجع.
شعر غزل للحبيب لمصطفى صادق الرافعي:
من العيونِ النجلِ |
يا للهوى والغزل |
من مرحٍ وكسلِ |
من الظبي لا كالظبى |
في الحدقِ المكتحلِ |
من المهى لا كالمهى |
في حسنها المكتملِ |
من الدّمى لا كالدّمى |
يكنَّ غيرَ الأسلِ |
أقبلنَ يَخْتَلنَ فلم |
معقودةً بالأجلِ |
ثمَّ نظرنَ نظرةً |
ومن هنا في سُبُلِ |
ثمَ انسرينَ من هنا |
يا طيبَ هذا الوجلِ |
منفرداتٍ وجلاً |
يا حسنهُ من خجلِ |
مبتعداتٍ خجلاً |
ءِ أملٍ بأملِ |
ثم التقينَ كالنقا |
وهنَّ بعضُ الجذلِ |
مؤتلفاتٍ جذلاً |
والحسنُ أصلُ الجدلِ |
مختلفاتٍ جدلاً |
بحليها والحللِ |
هذي تغيرُ هذهِ |
زينتها في العطلِ |
وتلكَ من زيننتها |
حسانِ مثلُ الدولِ |
تنافسا والحسنُ لل |
تميلُ ميلَ الثملِ |
ثم انبرتْ فاتنةً |
من ردفها في مللِ |
تنهضُ خصراً لم يزلْ |
هزَّ حسامِ البطلِ |
تهتزُّ في كفِّ الهوى |
جائلةً لم تجلِ |
قائمةً قاعدةً |
وظلِّها المتنقلِ |
كالشمسِ في ثباتها |
من خصرها والكفلِ |
دائرةٌ في فَلكٍ |
دَ فوقَ ذاكَ الطللِ |
وصدرها كالقصرِ شِي |
منقطعٍ في الجبلِ |
وخصرها كزاهدٍ |
من شجٍ ذي عللِ |
يهزّها كلُّ أنينٍ |
زالتْ ولما تزلِ |
فهي لنوحِ العودِ ما |
فإنْ بكى تضحكُ لي |
كأنهُ من أضلعي |
وأنتفضتْ من بللِ |
كأنها عصفورةٌ |
في كفَّةِ المحتبلِ |
ترتجُّ كالطيرِ غدا |
وكلُّنا ذو خبلِ |
تهتزُّ لا من خبلٍ |
وكلُّنا ذو شُغُلِ |
تلهو ولا من شغلٍ |
مغضيةٌ عن رجلِ |
ناظرةٌ في رجلٍ |
ومقلةٍ لمقلِ |
من حاجبٍ لحاجبٍ |
والشعرُ لهُ كزحلِ |
كالشمسِ للعاشقِ |
مثلَ الضُّحى والطفلِ |
باسمةٌ عابسةٌ |
مالتْ ولما تملِ |
واثبةٌ ساكنةٌ |
تقولُ لم تعتدلِ |
بيننا تقولُ اعتدلتْ |
فينا ولم تبتذلِ |
وقدْ تظنُّ ابتذلتْ |
شفاهها من قبلي |
تمثلُ الذي درتْ |
ومهلٌ في عَجَلِ |
فعَجَلٌ في مهلٍ |
شعر غزل للحبيب لالياس أبو شبكة:
وَعَلى فَمي مِن قَلبِها قُبَلُ |
أَيَحِقُّ لي في غَيرِها الغَزلُ |
بِفُؤادِها الوَلهانِ مُتَّصِلُ |
وَكَأَنَّني في عَينِها لَهَبٌ |
عينٌ وَحينَ تَغيبُ يَشتَعِلُ |
يَبدو رَماداً حينَ تَلحَظُنا |
وَأَحبَّ مَن غَزَلَت لَها مُقَلُ |
يا خَيرَ مَن حَنَّت لَها مُهَجٌ |
شِعري عَبيرٌ مِنكِ مُنهَمِلُ |
أَفرَغتِ عِطرَكِ في دَمي فَعَلى |
وَحييتُ لا حبٌّ وَلا أَمَلُ |
لَولاكِ جفَّ الشِعرُ في كَبِدي |
شعر غزل للحبيب لأبي فراس الحمداني:
والنّوْمُ، في جُملَة ِ الأحبابِ، هاجرُهُ؟ |
كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ |
وَالصَّبْرُ أوّلُ مَا تَأتي أوَاخِرُهُ |
الحبُّ آمرهُ، والصونُ زاجرهُ، |
فللعفافِ، وللتقوى مآزرهُ |
أنَا الّذي إنْ صَبَا أوْ شَفّهُ غَزَلٌ |
وَأشرَفُ الحُبّ مَا عَفّتْ سَرَائِرُهُ |
وأشْرَفُ النّاسِ أهْلُ الحُبّ منزِلَةً، |
وَطَيْف عَزّة َ لا يَعْتَادُ زَائِرُهُ؟ |
ما بالُ ليليَ لا تسري كواكبهُ، |
ولا خيالٌ، على شحطٍ، يزاوره ُ |
منْ لا ينامُ، فلا صبرٌ يؤازرهُ |
فالصبرُ خاذلهُ، والدمعُ ناصرهُ |
يَا سَاهِراً، لَعِبَتْ أيْدِي الفِرَاقِ به |
يَنَامُ عَن طُولِ لَيلٍ، أنتَ ساهرُهُ |
إنَّ الحبيبَ الذي هامَ الفؤادُ بهِ، |
والشّوْقُ يَنهَى البُكَى عنّي وَيأمُرُهُ |
ما أنسَ لا أنسَ، يومَ البينِ، موقفنا |
هَذَا الفِرَاقُ الّذِي كُنّا نُحَاذِرُهُ |
وقولها، ودموعُ العينِ واكفةٌ: |
عنِ الخليطِ الذي زمتْ أباعرهُ؟ |
هلْ أنتِ، يا رفقة َ العشاقِ، مخبرتي |
كالجُؤذَرِ الفَرْدِ، تَقفُوهُ جآذِرُهُ؟ |
وَهَلْ رَأيتِ، أمَامَ الحَيّ، جَارِيَةً |
يَسْتَطْرِقُ الحَيَّ لَيْلاً، أوْ يَباكِرُهُ |
وأنتَ، يا راكباً، يزجي مطيتهُ |
هَلْ وَاعِدُ الوَعدِ يَوْمَ البَينِ ذاكِرُهُ؟ |
إذا وصلتَ فعرضْ بي وقلْ لهمُ: |
في الحيِّ منْ عجزتْ عنهُ مساعرهُ |
ما أعجبَ الحبَّ يمسي طوعَ جاريةً |
كيفَ الوصولِ إذا ما نامَ سامرهُ؟ |
وَيَتّقي الحَيَّ مِنْ جَاءٍ وَغَادِية ٍ |
والحبُّ قدْ نشبتْ فيهِ أظافره ُ، |
يا أيّها العاذِلُ الرّاجي إنَابَتَهُ، |
أأنتَ عاذلهُ؟ أمْ أنتَ عاذرهُ؟ |
لا تشغلنَّ؛ فما تدري بحرقتهِ، |
وإنْ غدا معهُ قلبي يسايرهُ |
وراحلٍ أوحشَ الدنيا برحلتهِ، |
وداً، تمكنَ في قلبي يجاورهُ؟ |
هلْ أنتَ مبلغهُ عني بأنَّ لهُ |
وَصَحّ بَاطِنُهُ، مِنهُ، وَظَاهِرُهُ؟ |
وأنني منْ صفتْ منهُ سرائرهُ، |
لكنْ أخوكَ الذي تصفو ضمائرهُ |
وَمَا أخُوكَ الذي يَدْنُو بِهِ نَسَبٌ، |
وأنني هاجرٌ منْ أنتَ هاجرهُ |
وأنني واصلٌ منْ أنتَ واصلهُ، |
وَلَسْتُ غَائِبَ شَيْءٍ أنْتَ حَاضِرُهُ |
ولستُ واجدَ شيءٍ أنتَ عادمهُ، |
يَحَارُ سَامِعُهُ فِيهِ، وَنَاظِرُهُ |
وافى كتابكَ، مطويا على نزهٍ، |
والسمعُ ينعمُ فيما قالَ شاعرهُ |
فالعينُ ترتعُ فيما خطَّ كاتبهُ، |
ودَّ الخرائدُ لوْ تقني جواهرهُ |
فإنْ وقفتُ، أمامَ الحيِّ أنشدهُ، |
أنتَ الصديقُ الذي طابتْ مخابرهُ |
" أبا الحصينِ " وخيرُ القولِ أصدقهُ، |
بِوَجْه خَزْيَانَ لمْ تُقْبَلْ مَعَاذِرُهُ |
لَوْلا اعْتِذَارُ أخِلاّئي بِكَ انصَرَفوا |
معَ الخطوبِ، كما يرضيكَ ظاهرهُ؟ |
أين الخَلِيلُ الذي يُرضِيكَ بَاطِنُهُ، |
إلاّ تَبَادَرَ مِنْ دَمْعي بَوَادِرُهُ |
أمّا الكِتَابُ، فَإني لَسْتُ أقْرَؤهُ |
وَيَنْشُرُ الدّرَّ، فَوْقَ الدّرّ، نَاثِرُهُ |
يجري الجمانُ، كما يجري الجمانُ بهِ، |
ولا يبيتُ على خوفٍ مجاورهُ |
أنَا الذي لا يُصِيبُ الدّهرُ عِتْرَتَهُ، |
وكلُّ قومٍ، غدا فيهمْ، عشائرهُ |
يُمْسِي وَكُلّ بِلادٍ حَلّهَا وَطَنٌ، |
إلاّ تَضَعْضَعَ بَادِيهِ وَحَاضِرُهُ |
وما تمدُّ لهُ الأطنابُ في بلدٍ، |
وللأفاضلِ، بعدي، ما أغادرهُ |
ليَ التخيرُ، مشتطاً ومنتصفاً، |
زَكَتْ أوَائِلُهُ طَابَتْ أوَاخِرُهُ |
زاكي الأصولِ، كريمُ النبعتينِ؛ ومنْ |
و منْ " عليِّ بنِ عبدِ اللهِ " سائرهُ ! |
فمنْ " سعيدِ بنَ حمدانٍ " ولادتهُ، |
والسيدُ الأيدُ، الميمونُ طائرهُ |
ألقَائِلُ، الفَاعِلُ، المَأمُونُ نَبوَتُهُ |
وشَّيدَ المجدَ، مشتداً مرائرهُ |
بَنى لَنَا العِزَّ، مَرْفُوعا دَعَائِمُهُ، |
وَلا مَفَاخِرُنَا إلاّ مَفَاخِرُهُ |
فَمَا فَضَائِلُنَا إلاّ فَضَائِلُهُ، |
منَ الرجالِ، كريمُ العودِ، ناضرهُ |
لقدْ فقدتُ أبي، طفلاً، فكانَ أبي، |
لَكِنّهُ ليَ مَوْلىً لا أُنَاكِرُهُ |
فهوَ ابنُ عمي دنيا، حينَ أنسبهُ |
لاَ زالَ، في نجوة ٍ، مما يحاذرهُ |
ما زالَ لي نجوةً، مما أحاذرهُ، |
مِنْهُ، وَعُمّرَ للإسْلاَمِ عَامِرُهُ |
|
مِنَ الجَوَابِ، بوَعدٍ أنتَ ذاكِرُهُ |
وَقَد سَمَحتُ غَداة َ البَيْنِ، مُبتَدِئاً |
استهلَّ منْ مونقِ الوسميِّ باكرهُ |
بقيتَ، ماغردتْ ورقُ الحمامِ، وما |
من الأمُورِ، وَتُكفَى ما تُحاذِرُهُ |
حَتى تُبَلَّغَ أقْصى مَا تُؤمّلُهُ، |
استهلَّ منْ مونقِ الوسميِّ باكرهُ |
بقيتَ، ماغردتْ ورقُ الحمامِ، وما |
من الأمُورِ، وَتُكفَى ما تُحاذِرُهُ |
حَتى تُبَلَّغَ أقْصى مَا تُؤمّلُهُ، |
مراجع: