شعر عن الموت
الموت هو الحقيقة الثابتة غير القابلة للتغيير والتبديل، وهو نهاية كل شيء خلقه الله تعالى. فمهما عمّر الإنسان وطالت به السنون، الموت هو نهاية طريقه.
كان شعر الموت والفراق واحدًا من أهم الفنون في الأدب العربي، وقد قدم الشعراء على مر العصور الكثير من القصائد والأبيات عنه، لتعبر عن الحزن الشديد.
من أهم أبيات الشعر عن الموت:
ليس من مات فاستراح بميِّتٍ..إنَّما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ
إنَّما المَيْتُ من يعيشُ كئيبًا .. كاسِفًا بالُهُ قليلَ الرجاء
كُلُّ ابنِ أنثى وإن طالت سلامته .. يومًا على آلة حدباء محمول
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره .. تعددت الأسبابُ والموتُ واحدُ
ليتَ شِعري فإنني لستُ أدري ..أيُّ يومٍ يكونُ آخرَ عمري
وبأيِّ البلاد تُقبضُ رُوحي .. وبأيِّ البِقاعِ يُحفرُ قبري
من يعِش يكبُر ومن يكبُر يمُتْ .. والمنايا لا تُبالي من أتَتْ
نحنُ في دارِ بـــلاءٍ وأذًى..وشـــقاءٍ وعناءٍ وعَنَت
منزلٌ لا يثبُتُ المرءُ به..سالمًا إلا قليلًا إن ثبَتْ
أيُّها المغرور ما هذا الصِّبا .. لَوْ نهيتَ النفسَ عنه لانتهتْ
رحمَ اللهُ امرأً أنصفَ من .. نفسِهِ إذْ قال خيرًا أو سكتْ
ما أقربَ الموتَ منَّا .. تَجاوزَ اللهُ عنَّا
كأنَّهُ قدْ سقانا ..بكأسِهِ حيثُ كُنَّا
قصيدة لسيدنا علي بن ابي طالب عن الموت:
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا
وَقَد عَلِمَت إِنَّ السَلامَةَ فيها
تَركُ ما فيها لا دارَ لِلمَرءِ
بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها
إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها
وإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها
أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً
حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ
ساقيها أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها
وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها
كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ
قَد بُنِيَت أمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها
لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها
فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَّهرُ يَقبُضُها وَالنَّفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها
الشاعر أبو نواس:
الموتُ منّا قريبٌ، ولَيسَ عنَّا بنازحْ
في كلِّ يومٍ نعِيٌّ تصيحُ مِنهُ الصَّوائحْ
تَشْجى القلوبَ وتبكي موَلْوِلاتُ النَّوائحْ
حتَّى مَتى أنتَ تَلـهو في غَفْلةٍ وتُمازِحْ؟
والموتُ في كلِّ يومٍ في زَندِ عيشِكَ قادِحْ
فاعمَلْ ليومٍ عبوسٍ، من شدّةِ الهوْلِ كالِحْ
ولا يغُرَّنْكَ دنيا نَعيـمُها عنَكَ نازحْ
وبُغْضُها لكَ زَيْنٌ، وحُبّها لك فاضِحْ
بل ويعجب بديع الزمان الهمذاني لمَّا يرى النَّاس يعيشون حياتهم وكأنَّهم وجدوا مهرباً من المحتوم:
أجِدَّكَ مَا تَنَبَّهُ للمنايا كأنَّكَ وَاجدٌ عنَها مَلاذا
لذاكَ عَلى الغِنى تَزدادُ حِرصاً وفي حَلباتِ سُكرتِها نَفاذا
هبِ الدُّنيا تُحقِّقُ ما تَرجَّي مِن الآمال؛ ويحكَ ثُمَّ ماذا؟!