حديث عن الحلم عند الغضب
يحث الدين الإسلامي في الكثير من تعاليمه على تحلي المسلم بالخلق الحسن والصبر والكلمة الطيبة وذلك لما فيه من وقع طيب على المجتمع بشكل عام، حيث أن تحلي المسلمين بهذه الصفات الطيبة يساعد على خلق مجتمع صالح يرعى بعضه البعض.
وأشار الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أكثر من مرة عن مساويء الغضب، وما يتبعه من عواقب سيئة حيث يتسبب من نفور الأفراد منك، كما أن الغضب يمنعك من تفّهم وجهة نظر الطرف الآخر مما يزيد من احتمالية تباعد الآراء بدلا من تقاربها ومحاولة إيجاد حلول وسط بين الأطراف المختلفة.
وكانت أحد أهم إشارات الله سبحانه وتعالى في توضيح الأضرار التي تنتج عن صفة الغضب، سورة عبس والتي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن عبس في وجه الرجل الأعمى الذي كان يناديه ليعلنه إسلامه، بينما الرسول صلى الله عليه وسلم يجادل في مشركي قريش، ليكون غضب أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، عبرة لباقي المسلمين في ضرورة كظم غضبهم والتحلي بالصبر.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الشديد بالصرعة، ليس هذا هو الشديد، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب." أخرجه مسلم وبخاري
ويشير الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه هذا، أن القوة والبأس ليسوا خواص جسدية على الإطلاق، وإنما القوة والبأس الحقيقيين هم في قوة النفس والقدرة على كظم الغضب والتحلي بالحلم والهدوء في مقابلة المواقف التي تثير غضب الفرد.
ولكن لماذا حث الرسول عليه الصلاة والسلام بضرورة كبت غضب الفرد والسيطرة عليه؟ إذا نظرنا حولنا نجد أن مشاعر الغضب تقوم بإثارة الكثير من المشاعر السلبية الأخرى، بالإضافة إلى أنها تؤدي للكثير من السلوكيات السلبية، فالغضب بين زوجين قد يؤدي إلى أبغض الحلال عند الله وهو الطلاق وتشرد الأطفال وتمزق الأسرة.
كما يؤدي الغضب في بعض الأحيان بين زملاء العمل إلى القيام بأفعال أو أقوال قد تكون جارحة أو تسبب البغضاء بين الزملاء.
لذلك ينصح ديننا الإسلامي بأهمية السيطرة على مشاعر الغضب والتحلي بالصبر والحلم في المواقف التي تثير الغضب واعتبرها من أهم علامات القوة في الفرد.