معوقات الاستماع
معوقات الاستماع
لا يملك كل الناس مهارة وثقافة الاستماع فهي واحدة من الفنون الحياتية التي يعطي فيها المستمع اهتماماً خاصاً للطرف الآخر معتمداً على عمليّات عقليّة معقّدة؛ يتلاحم فيها التفكير والسمع مع بعضهما البعض، ليستطيع الشخص تحليل المعلومة التي يستقبلها، ويقوم برد الفعل الذي يناسب ما يسمعه. ومن المعروف أنّه لهذه المهارة دورٌ أساسيّ في عملية التعلّم، فقديماً كانت هي التي يتمّ من خلالها نقل الثقافة والعلوم المختلفة من جيل إلى جيل، فمعظم الكتب بما فيها الكتب المقدسة كانت تنتقل عن طريق الإستماع والتحدث قبل أن تتم الإستعانة بالتدوين الورقي والكتابة. فمثلاً أشارت دراسات كثيرة إلى إمكانية تفوق تلميذ المرحلة الابتدائية في الدراسة وفقًا لتفوقه في مهارات الاستماع، وعندما يتعرف التلميذ على نمطه في الاستماع فإنه يستطيع أن يطور نفسه فيه وفي فنون اللغة وفي عملية التعلم والتعليم وفي تحصيله الدراسي وحياته بالتبعية.
ولأن عملية الإستماع تتطلب العديد من المهارات، لهذا لا بد من الإلمام بشكل كامل بمعوقاتها من كل الجهات، حتى يستطيع كل شخص إجادة واكتساب ثقافة الإستماع بشكل صحيح يساهم في تطور الأفراد والمجتمعات.
ما هي معوقات الإستماع
يقصد بمعوقات الإستماع كل سبب يجعل تلك العملية يشوبها التشتت، مما يؤدي إلى عدم حدوثها بالقدر الكافي للتعلم. من هذه الأسباب ما يخص الوسط المحيط وتسمى أسبابا خارجية، وهناك أسباب تتعلق بالشخص نفسه وتسمى أسباب المستمع. من تلك الأسباب أسباب صحية كأن يكون المستمع ضعيفًا في سمعه، لا يستطيع أن يميز بين الأصوات التي ينطق بها المتحدث، فيتشوش الحديث في ذهنه. وأيضاً أن يكون مريضًا في جسمه مرضًا يشغله عن المتابعة والتركيز لما يقوله المتحدث، لشعوره بالألم، بحيث لا يفهم مضمون الحديث الذي يقال.
معوقات الإستماع الفعال
بالحديث عن معوقات الإستماع التي تقلل من اكتساب المعرفة من خلاله، فمنها مثلاً عندما يكون عقل المستمع مشغولا بشيء آخر أهم من الذي يقال له، ففي هذه الحالة قد يسمع الشخص الكلام فقط بذبذبات الصوت لكنه لا يعرف ما يقال لأنه بدون تركيز. كما أن الجو العام الذي يحيط بالشخص المستمع له دور أساسي في الإستفادة القصوى من الاستماع، لأن الجو مليء بالضوضاء المزعجة يعيق عملية الاستماع بشكل كبير. وبجانب ذلك فعدم وجود الرغبة لدى المستمع أو الإهتمام لما يقال أو لسماع أي كلام من الطرف المقابل يعتبر أحد معوقات الاستماع. وبجانب كل هذه العوامل فإنعدام الصبر لدى الطرف المستمع أيضاً عامل معوق. بالإضافة إلى إفتقار النشاط العقلي السليم أو وجود حالة البلادة في العقل مما يؤخر عملية تحليل المعلومة. كما يمكن اعتبار الملل من الأسلوب الذي يتحدث به الشخص الآخر من الأسباب التي تعيق السماع والانتباه الفعال إلى الطرف الآخر.