بالحب والعاطفة.. ينمو دماغ طفلك!

عند الولادة، يتألف الجهاز العصبي للطفل من حوالى 100 مليار خلية عصبية. و لكن أغلب هذه الخلايا ليست متصلة بعضها ببعض. أما تصميم و اتصال هذه الخلايا فيتم عبر التعلم. في السنوات الأولى من حياة الطفل، تتابع الاتصالات بين الخلايا العصبية تطوّرها، و تتكوّن شبكات جديدة.

و من هنا، يلفت الأطبّاء الى أهمية إرضاع الطفل فور ولادته، لأن حليب الأم غني بالأحماض الدهنية الأساسية غير المشبعة و الضرورية لنموّ الدماغ. بعد الولادة، يجب عدم تأخير الرضاعة أبداً، إذ إن مخزون جسم الطفل يكون متواضعاً، لهذا السبب، يجب أن لا تنتظري 24 ساعة لإطعام طفلك.

التفاعلات

العناية و الاهتمام اللذان توليانه لطفلك ضروريان جداً، إذ إنها يضمنان له الصحة الجيدة و الحياة الطبيعية. كما أن هذه العناية و الاهتمام يساعدان في التفاعل بينك و بين الصغير، هذا التفاعل الذي يساعد في نموّ الدماغ.

حين تغيّرين حفاضه أو تحمّمينه، أو حين تذهبين لحمله و إسكاته، أو حين تضعينه في العربة للنزهة، صوتك، و نبراتك، و تعابيرك، و حركاتك تشعر طفلك بالأمان و تسمح له بفهم العالم الذي يحيط به بشكل أفضل، كما تحضره للكلام و التواصل (الكلامي و غير الكلامي) و على التفكير الأكثر تعقيداً.

الدماغ يتفاعل مع المحيط

يولد كل احتكاك، و حركة، و إحساس عاطفي نشاطاً كيميائياً و كهربائياً، و يغيّر بشكل طفيف الشبكات العصبية. و من هنا تأتي أهمية العلاقات الإنسانية لنموّ الدماغ شأنها شأن الغذاء و النشاط عبر السمع و الضوء. و مع هذا كله، تبقى العناية و الاهتمام العاطفي هما الأهم خلال المرحلة الأولى من الطفولة.

اللمس

تسهم الأحاسيس و الاحتكاكات الجسدية كحمل الطفل، في نموّ و تطوّر دماغ الطفل بعد ولادته. كما يرى العلماء أن أيّ نشاطات تستميل حواس الأطفال الخمس لا بد أن تفيد نموّ دماغ الطفل، خاصة أن الطفل يتمتع منذ ولادته بقدرة فطرية على التعلم.

النموّ العاطفي

لتعلم كيفية التحكم بعواطفه، يحتاج الطفل الى أهله. لهذا السبب، حين يولدون، تكون المناطق الأكثر نموّاً في دماغهم هي تلك المتعلقة بردود الفعل و الغرائز الأكثر بدائية. لهذا السبب، تكون ردود الفعل العاطفية كالغضب و الدموع و الخوف و القلق من الانفصال هي الغالبة.