الشهر التاسع من الحمل.. كوني مستعدة
تستمتعين الأن بآخر أسابيع الحمل وقد تصبحين متوترة وقلقة. أما طفلك فهو الآن على استعداد للخروج إلى العالم. وتشتد صلابة الهيكل العظمي للطفل في عملية تُعرف باسم «التعظّم» Ossification، بموجبها تقوى عظام الذراعين والساقين. أما طفلك فينزلق إلى الأسفل ويُتاح له المجال لمد أطرافه.
هوّني على نفسك، فقد تكون هذه آخر فرصك في الحصول على الراحة لفترة. شاهدي فيلماً أو اقرئي كتاباً، ورتّبي شعرك أو أظافرك، أو اقضي الوقت مع زوجك.
بسبب أوجاع الظهر، قد تجدين صعوبة في العثور على وضعية مناسبة للنوم والجلوس أو حتى الوقوف لوقت طويل.
لقد حان الوقت للتحدث مع طبيبك في ما يتعلق بتخفيف الألم أثناء الوضع. في الجانب العملي، تأكدي من معرفة مكان الانتظار والمدخل الذي تدخلين منه للوصول إلى غرفة عمليات الولادة بسرعة، واسألي ما الذي يحدث عندما تصلين إلى المستشفى، إن لم تكوني على علم بذلك.
انتظار وترقب للتقلصات
تبدئين هذا الأسبوع الشعور ببعض أعراض الولادة، حيث تصيبك التقلصات البسيطة وتتدنى قدرتك على التركيز وتشعرين بالإرهاق، مع اقترابك من الأسبوع الأخير من الحمل. يزن طفلك الآن ما بين 3,2 كلغ و3,4 كلغ. إلا أن من الطبيعي له أن يزن ما بين 2,7 كغ و4,1 كغ. وتستمر العضلات في النمو وتتطور الانعكاسات الحركية مثل قبض اليد بوتيرة متسرعة. يكتسي رأس طفلك الآن بالشعر وينزلق إلى الأسفل أكثر باتجاه الحوض. ويحصل طفلك على المضادات الحيوية من المشيمة لحمايته من الأمراض. وسيحصل على المزيد من المضادات الحيوية عندما ترضعينه عند ولادته. وقد يبدأ منذ الآن ثديك بدرّ حليب مائل إلى اللون الأصفر، إنه اللبأ المعزز بالعناصر الغذائية والمضادات الحيوية للمساعدة في نمو طفلك.
وأخيراً هذه بعض الدلالات لكي تفرّقي بين التقلصات الحقيقية والمزيّفة: تحصل التقلصات عندما تشتد الرحم وبطنك يرتخي، ستتقارب فترات تقلصات رحم وتصبح أكثر حدة وتدوم أطول، أحياناً قد تتوقف التقلصات تماماً. خلال التقلص، تشعرين بالضغط والألم في أسفل ظهرك وبطنك. يمكنك توقيت التقلصات عند بدئها. اتصلي بطبيبك عندما تحدث بوقت متقارب أو تزداد حدتها أو تدوم لوقت أطول.
انتبهي: تسرّب السائل الأمنيوسي هو الدليل الأكيد على أنك دخلت بالفعل في مرحلة المخاض، شأنها شأن التقلصات المتكررة. وهي حالة تستدعي الذهاب إلى المستشفى فوراً
نهاية الرحلة وبداية الحياة
من المحتمل أن تكون هذه الأيام أطول من الأشهر التسعة الماضية. ينتظر معظم الأطباء أياماً قليلة بعد حلول موعد الولادة المرتقب قبل اعتبار الطفل متأخراً عن أوانه والتفكير في إجراء ولادة قيصرية. إن كان هذا طفلك الأول، يمكن أن يكون حملك طويلاً وبطيئاً، لكن هناك وسائل لتسريع تلك العملية، سواء أكان ذلك بشكل طبيعي أم من خلال تدخل الطبيب.
تختلف تجربة الولادة من امرأة إلى أخرى، ومن غير الممكن تحديد الوقت الذي تبدأ فيه الولادة لأنها تجربة متكاملة وليست حدثاً منفصلاً، تشترك فيها مجموعة تغيّرات جسدية لإخراج الجنين إلى العالم.
لو أحسست أن الوقت قد حان، فلا تتردّدي أو تشعري بالحرج من التحدث إلى طبيبتك. لقد اعتاد الأطباء ضمن طبيعة مهنتهم على تلقي الاتصالات من حوامل يحتجن إلى التوجيه لعدم تأكدهن من أنهن على وشك الولادة. والواقع أن الطبيب يمكنه أن يستشف الكثير من نبرة صوتك، لذلك يساعدك الاتصال الشفهي في هذه الحالة. يرغب طبيبك حينها في معرفة مدى تقارب مدة الانقباضات وحدتها أو شدتها أو أي عارض إضافي تشعرين به.
أخبري طبيبك أيضاً لو خفّت حركة جنينك أو كان لديك أي نزف مهبلي (إلا إن كانت كمية قليلة من المخاط المصحوب بالدم)، أو حمّى (ارتفاع في درجة الحرارة)، أو صداع شديد، أو اضطراب في الرؤية، أو آلام في منطقة البطن.
قريباً سوف يكون الطفل معك وهو يعتمد عليك أنت وزوجك للحصول على الحب والرعاية والغذاء. إن قدرة طفلك على التحمّل تفوق ما تعتقدين، وهو يتعوّد عليك بقدر ما تتعوّدين عليه أنت وزوجك. ومثل كل العلاقات الجيدة، تحتاج هذه العلاقة إلى الوقت كي تنمو. وبالحديث عن النمو، يرغب المواليد الجدد في تناول الطعام بكثرة بمعدل مرة كل ساعتين أو أكثر. وربما يحتاج جسمك إلى بعض الوقت كي ينتج الحليب الناضج، إلا أن "اللبأ"، وهو أول حليب الأم بعد الولادة، يناسب احتياجات طفلك الغذائية بشكل رائع. خذي الوقت هذا الأسبوع لمعرفة المزيد بشأن الرضاعة الطبيعية والأمور الأساسية عن تركيبات الحليب الصناعية.