د. أرزة قزي لـ"نواعم": هكذا تتعاملين مع طفلكِ الثرثار وتوظّفين حيويته

by Nawa3em 10 Years Ago 👁 5807

طفلك لا يسكت أبدًا، لا ينصت للآخرين، وأحيانًا لا يستطيع أن يضبط تركيزه، في بعض الأحيان يكون مزعجًا للمحيطين به، وهذه الحالة تجعله يعاقب في المدرسة.

ماذا تخبّئ هذه الحاجة للتعبير من دون توقف؟ المعالجة النفسية أرزة قزي تجيب عن هذه الأسئلة في حديث لـ"نواعم".

ماذا يمكن أن نقول عن الطفل الذي يثرثر كثيرًا؟
من الرائع أن يكون الطفل من النوع الذي يثرثر، والذي يروي بإرادته ما يعيشه أو يصادفه في يومياته أو يفعله، فالكلام هو الحياة.
والأطفال الذين يثرثرون كثيرًا هم غالبًا أطفال يتمتعون بالحيوية لكنهم يبحثون عن مكان، هم يتجاوزون الحدود لكي يكونوا موجودين. لكن المشكلة أن المجموعة تهمّشهم لأنهم لا يحترمون القواعد في كثير من الأحيان ويسبّبون الإزعاج للآخرين.

إذًا هو ليس دائمًا أمرًا مقلقًا؟
لا، فمحاولته الكلام وطرح الأسئلة مؤشر على حيويته وحشريته، هو مؤشر جيد لامتلاك اللغة لكن المهم أن لا يفرط في ذلك لكي لا يتحول إلى ولد مزعج.

هل يجب أن نسكته؟
نعم، لكي نجنّبه الغرق في كلماته والدخول في جمل لا معنى لها. لكن من دون أن نسخر منه أو نعتمد أسلوبًا قاسيًا مثل استخدام عبارات "اصمت أنت تؤلم رأسي"، من الأفضل أن نجعله يفهم بلطف أن عليه أن يفسح المجال لغيره. ومن الضروري أن نخصّص له الوقت لكي نسمعه ونجيب عن أسئلته، لأنه في كثير من الأحيان نتركه يتكلم من دون أن نعيره أهمية أو انتباهًا، فيشعر بأنه منبوذ، فيصرّ عبر المزيد  من الثرثرة وبذلك ندخل في حلقة مفرغة.

ما الذي يدفع الطفل إلى الثرثرة؟
هناك أسباب كثيرة يمكن أن تجعل الطفل يثرثر وهي الملل، وغالبًا ما يكون ذلك مؤشرًا على نضج عند البعض، فما يقوله الكبار يعرفه الطفل سابقًا، هو يحتاج إلى المزيد من المعارف. ويمكن أن نلاحظ ثرثرة الطفل بعد ولادة طفل جديد في العائلة فيحاول لفت الأنظار إليه بما أن الطفل يشركه بمساحته، فالسكوت سيصبح بالنسبة للطفل مرادفًا لخسارة المكانة العاطفية، فهو يخشى إذا صمت أن يختفي من حقل انتباه المراهق. 

وفي المدرسة، قلة التركيز وكثرة الثرثرة كيف تؤثر عليه؟
في المدرسة طبعًا هناك قواعد وإطار يتحرّك ضمنهما مع الباقين، الطفل الذي يثرثر كثيرًا يمكن أن يتعرّض للفشل. كيف يمكن أن يسمع التعليمات إذا كان يتكلم في الوقت نفسه. الثرثرة تؤثر سلبًا على قدرات الانتباه والتركيز والتذكر.

ما هو دور الأهل في هذا المجال؟
يجب أن نعلمه احترام الآخرين وأن التكلم أمر جيد، أما التكلم دائمًا فهو نوع من تجاهل لوجود الآخرين. ولا يمكننا أن نظهر على حساب الآخرين، بل نظهر أكثر عبر التواصل والتبادل الكلامي الغني.
وما هو أكيد أن الطفل الثرثار يحاول أن يجعل الآخرين يرونه! لذلك من الضروري أن يسأل الوالدين نفسيهما: لماذا يؤدّي طفلهما دور المزعج غير المريح؟ هل لأنهما لا يسمعانه كفاية في المنزل؟ هل يستمعان له كثيرًا؟ ما هي المكانة التي يحتلها في العائلة، وبين الإخوة؟ لماذا يحتاج دائمًا إلى التكلم، وإلى أن يتكلم أولًا، وكل الوقت؟ هل هناك شيء مهم يريد قوله؟
إذا لاحظنا أن الطفل يطرح الأسئلة نفسها عن الموضوع ذاته أكثر من مرة في اليوم نفسه، فإن ذلك يمكن أن يخفي نوعًا من القلق وقد لا تكون ذات صلة مباشرة بالسؤال مثل الخوف من الظلام أو الانفصال عن الأهل أو حتى الموت.
يمكن أن نحاول العمل على عدم شعوره بالأمان باختيار كتب للأطفال تحمل مواضيع معيّنة. عبر تعليقاته على القصة يمكن أن نحمله بطريقة غير مباشرة على التعبير عن مخاوفه والحصول على  الإجابات التي تظهر له الأسباب الحقيقية لقلقه.