د. جزيل محفوظ لـ"نواعم": هكذا ندرّب الطفل على الحشمة واحترام خصوصيّته
يمكن تعريف الحشمة بأنها احترام خصوصية الذات، وفي الوقت نفسه، خصوصية الآخرين، وهي التي غالباً ما نعبّر عنها بقانون "العيب" وترتبط عموماً عند أغلبية الناس بالجسد والمواضيع الحميمة، لكنها تتغيّر من مجتمع الى آخر.
فكيف تولد عند الإنسان ومتى؟ وما هي أوجه تطبيقها؟ المعالجة النفسية الدكتورة جزيل حدّاد محفوظ تجيب عن هذه الأسئلة.
بداية تقول د. محفوظ: "لا تعرف الحشمة معنى حقيقياً قبل مرحلة المراهقة التي تتميّز باكتشاف الخصوصية، ولكن التحضير لها من المفترض أن يبدأ في مرحلة الطفولة، وذلك عبر عادات يمكن تعليمها للطفل منذ نعومة أظفاره عبر التصرفات المرتبطة بخصوصية كل من أفراد العائلة، مثلاً تدريب الطفل على الاستئذان كأن يطرق الباب قبل الدخول إلى غرفة أحدهم، والتكلم مع الأهل في الأمور المهمة على انفراد (عندما نريد توجيه ملاحظة الى الطفل على خطأ ارتكبه، يُفترض بنا أن نأخذه على حدة ونواجهه)، عدم التنقل في المنزل نصف عارٍ... الخ، كل هذه الأمور تساعد على نموّ الوعي عنده".
التربية الجنسية
وتؤكد أن التربية الجنسية هي وجه آخر من وجوه الحشمة، فيعطي الأبوان المعلومات تدرّجاً لطفلهما عند سؤاله عن مصدر الحياة، فنرى الأولاد يواجهون هذه المواضيع إما بالسكوت أو الانزعاج أو الضحك. وهذا شيء يمكن أن يدفع الأولاد إلى اللجوء الى مراجع أخرى لتجيبهم عن أسئلتهم، وأياً يكن المرجع الذي يجيب عن هذه الأسئلة غير الأهل فهو إما مضرّ أو غير مفيد.
كيف يكتسب الطفل الحشمة؟
تشير د. محفوظ إلى أن الطفل منذ صغره يهتمّ بجسده ويحاول اكتشاف أحاسيسه، والعري عند الطفل أمر طبيعي فليس نادراً رؤية الأطفال يركضون عراة عند حوض السباحة، ثم يأتي وقت تتغيّر فيه نظرة الطفل إلى جسده وتظهر عنده الحاجة للتستر، لذلك في كثير من الأحيان الطفل هو الذي يطالب بخصوصيته أولاً بعد استماعه مثلاً إلى التربية الجنسية في المدرسة فيتحول إلى شخص محتشم.
وعندما يكون العري ممنوعاً بشكل صارم يمكن أن يعطي الطفل مفهوماً خاطئاً عن جسده بأنه معيب ويجب أن يكون مستوراً.
وبالتالي احترام الجسد أساسي في تعليم الحشمة، لذا على الأهل تسمية الأعضاء الحميمة كل بحسب قناعاته (فعدم التكلم عن الأعضاء الحميمة يعني كأنها غير موجودة) والتكلم عن جسدنا وجسد الآخر من دون استخفاف وتعبير الطفل بحرية عن أحاسيسه ومشاعره يساعد في بناء ثقته بنفسه وتقديرها، ويمكن أن تكون وقاية من التحرّش الجنسي.
من الضروري تثقيف الطفل على الحشمة منذ صغره ومن الأفضل عدم تغيير الحفاض أو ملابس الطفل علناً عندما نستطيع أن نختلي به، والاستحمام أيضاً مثل آخر على الاستقلالية واحترام الجسد وتعلّم الحشمة، تبدأ مع استحمامه بمفرده وطبعاً مع مراقبة الأهل.