علامات الطهر من الحيض

by Marwa Magdi 4 Years Ago 👁 6407

الحيض هو نزول الدم من رحم المرأة عند بلوغها، ويتكون من خلايا الدم المتفاعلة مع بعض الخلايا الجدارية والسوائل المخاطية. وتختلف كمية الدم من امرأة الى أخرى، لكن تتراوح ما بين 30 – 100 مللتر، وهي العملية التى تحدث بشكل دوري خلال دورة الجسم الهرمونية التي معدل مدتها 21 يوما.

ما علامات الطهر من الحيض

بعض العلامات التي يمكن التعرف من خلالها الى توقف الحيض وقابلية التطهر، نعرضها في ما يلي:

  • لا تعد الإفرازات الصفراء والبنية بعد رؤية الطهر، حيضا، إلا إذا كانت في مدة الدورة الشهرية.
  • إذا رأت المرأة الدم بعد انقطاع حيضها في زمن يصلح أن يكون فيه حيضا، فهو حيض كما هو الراجح، وبما مر تعلم أن الواجب عليها إذا رأت الطهر بإحدى العلامتين المذكورتين أن تبادر بالاغتسال وتصلي، فإذا رأت صفرة أو كدرة بعد ذلك، فإن كان ذلك في زمن العادة فهو حيض وإلا فليس بحيض. وإذا عاود الدم في زمن يصلح أن يكون فيه حيضا فهو حيض يلزم الاغتسال بعد انقطاعه، والطهر بين الدمين طهر صحيح على الراجح، وإذا رأت الطهر ظاهراً وجب عليها الاغتسال والمبادرة بفعل الصلاة قبل خروج وقتها.
  • إذا انقطع الدم قبل تمام عشرة أيام عند بعض الفقهاء، وقبل تمام خمسة عشر يوما عند البعض الآخر، فإذا استمر أكثر من ذلك كان الزائد عن هذه المدة استحاضة وليس حيضا، والمستحاضة طاهرة من الجنابة، وعليها الوضوء فقط كلما نزل الدم منها.

الحيض وبعض أحكامه في الإسلام

تعرف المرأة طهرها من علامتين رئيسيتين، الاولى هي علامة القصة البيضاء، وهي نزول ماء أبيض أو شيء كالخيط الأبيض، وبذلك يعرف انقطاع الحيض، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة.

الدليل من السنة: عن عَلقمةَ بن أبي علقمةَ، عن أمِّه، مولاةِ عائشةَ أمِّ المؤمنين، أنَّها قالت: ((كان النِّساءُ يَبعثنَ إلى عائشةَ أمِّ المؤمنينَ بالدِّرَجةِ فيها الكُرْسُف، فيه الصُّفرةُ من دمِ الحيضة، يسألْنَها عن الصَّلاةِ، فتقول لهنَّ: لا تعجلْنَ حتَّى ترينَ القَصَّة البيضاءَ)) تريدُ بذلك الطُّهرَ مِن الحيضةِ.

الثانية علامة الجفوف: إذا أدخلت المرأةُ الحائِضُ الخِرقةَ في فرْجها، وخرجَت جافَّة، فقد طهُرَت، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشَّافعيَّة، والحنابلة، وذلك لأنَّ الجفوفَ أبرأُ وأوعبُ، وليس بعد الجفوفِ انتظارُ شَيءٍ.

كيفية الاغتسال من الحيض

إن للغسل نوعين؛ غسلٌ مجزئ، وهو الغسل الواجب، أي الذي يأتي فيه المسلم بالواجبات فقط، والغسل الكامل، ويُقصد به الإتيان بالسنن والمستحبات التي كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي بيان لكلا النوعين بالتفصيل:

  • الغسل المجزئ: وفي هذا الغسل يكتفي المسلم بالإتيان بالواجبات دون السنن والمستحبات، بحيث ينوي الطهارة، فيزيل ما أصابه من النجاسة، وبعد ذلك يعم بدنه كله بالماء على أي طريقة كانت، حتى لو نزل بماء سباحة، مع المضمضة والاستنشاق على القول الصحيح للحنابلة والحنفية، وقال الشافعي بأنهما سنة.
  • الغسل الكامل: ينوي المسلم الطهارة، ثم يغسل يديه ثلاث مرات، وبعد ذلك يغسل موضع الأذى، ثم يتوضّأ كوضوء الصلاة، ثم يغسل رأسه ثلاث مرات يروي بها أصول شعره، وبعد ذلك يعمّ بدنه بالماء، فيبدأ أولاً من الشق الأيمن، ثم ينتقل إلى الشق الأيسر، مع مراعاة وصول الماء لشعره وكل أجزاء جسده، والدليل على ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ)، وتجدر الإشارة إلى أن الغسل في الجنابة كالغسل في الحيض لا فرق بينهما.

الفرق بين الحائض والمستحاضة

يختلف دم الاستحاضة عن دم الحيض من عدة وجوه، فدم الاستحاضة يزيد في مدته عن دم الحيض، وهو دم يعبر عن العلة والمرض حيث يسيل من عرق موجود أدنى الرحم يقال له العاذل، وأما الفرق في خصائص كل منهما فهو أن دم الاستحاضة أحمر رقيق، ورائحته غير منتنة، وهو قابل للتجمد إذا ظهر، بينما دم الحيض أسود غليظ، ورائحته منتنة كريهة، وهو غير قابل للتجمد.

كما تمر المرأة المستحاضة بأحوال ثلاثة؛ أحدها أن تكون لها عادة معلومة في نزول الدم تعلم موعدها كل شهر فإنها تجلس لعادتها، فإذا انقطع عنها الدم وطهرت اغتسلت من حيضتها، فصامت وصلّت وحلّت لزوجها وتتوضأ لكل صلاة إذا كان الدم معها حتى تحين عادتها في الشهر القادم، والحالة الثانية وهي أن يكون عند المرأة القدرة على تمييز دم الحيض بسواده أو رائحته، فحينئذ تمتنع عن الصلاة والصوم والجماع حتى تطهر شريطة أن لا تزيد مدة الحيض عن خمسة عشر يوماً، والحالة الثالثة تكون عندما لا تستطيع المرأة فيها التمييز بين الحيض وغيره فتجلس عندما ترى الدم مثلما تجلس مثيلاتها من النساء ستة أو سبعة أيام، فإذا زادت مدة نزول الدم عن خمسة عشر يوماً اعتبرت مستحاضة عند جمهور أهل العلم.

رأي علماء الدين في طهارة المرأة من الحيض

تثبتُ طهارة المرأة من الحيض بأحد أمرين:

  • إمّا جفاف الدَّم وانقطاعه، وإمّا القصَّة البيضاء؛ وهي ماء أبيض رقيق يكون في نهاية الحيض، وقد رُوِي عن أم المُؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ النّساء كُنَّ يُرسِلن إليها الدُّرجة فيها الشّيء من الصُّفرة فتقول: (لا تعجلن حتّى ترين القصّة البيضاء)
  • النّقاء من الدّم أيام الحيض وهذا يعني بأن يبدأ الحيض ثمّ ينقطع مدّة زمنيةً ثم يعود، وقد اختلف الفقهاء في هذا على رأيين:
  • الأول: ذهب الحنفيّة والشافعية إلى أنَّ انقطاع الدَّم في أيام الحيض يُعتبر حيضاً؛ فلو رأت المرأة يوماً دماً ثمّ يومَ نقاءٍ وهكذا أثناء مدّة الحيض تُعتبر حائضاً في كلّ تلك المُدّة.
  • الثّاني: ذهب المالكيّة والحنابلة إلى أنَّ المرأة إذا رأت الدّم يوماً أو يومين ثمّ طَهُرت يوماً أو يومين تجمع أيّام الدّم بعضها إلى بعض وتُعتَبر باقي الأيام أيام طُهرٍ.
  • اشتراط النيَّة في الطهارة من الحيض، اختلف العُلماء في اشتراط النيّة للطّهارة من الحيض، ويُمكن تلخيص أقولهم على النحو الآتي:
  • ذهب جُمهور الفُقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة إلى اشتراط النيَّة للطّهارة من الحيض.
  • ذهب الحنفيّة إلى أنّ النيّة في الطّهارة من الحيض سُنّةٌ وليست شرطاً لصحته.
  • ذهب الإمام الأوزاعيّ إلى أنّه يُجزَأ الاغتسال من الحيض بلا نية.