صناعة الحليّ السعودية بين الحداثة والأصالة

ترجع الأدوات المستخدمة في صناعة الحلي إلى عصور ضاربة في القدم، حيث ظهرت في بلاد الرافدين، ومصر، وحوض البحر المتوسط، وانتشرت في أنحاء العالم، ومنه الجزيرة العربية حيث يمارس الصاغة جميعاً هذه الطرق والأساليب مع بعض الاختلافات من مكان لآخر.

بعض هذه الأدوات أُهمل واستُبدل بأدوات حديثة أخرى، والبعض الآخر لا يزال مستخدماً. وتسمّى هذه الأدوات عند الصاغة في منطقة عسير على سبيل المثال؛ (العدة). بعضها يُصنع محلياً وبعضها يصنعه الصائغ بنفسه، وبعضها يُستورد من الخارج.

ونذكر من أهم الأدوات المستخدمة في صناعة الحلي:

أولاً: الكير

وهو كيس من الجلد ينفخ فيه الحداد ليشعل النار، والكور مكان مبني من الطين تشعل فيه النار لإذابة الفضّة وصهرها. وقد عُرف الكير في الجاهلية وخلال العصور الاسلامية، ولايزال الكير مستخدماً في منطقة عسير ويقوم بوظائفه القديمة رغم الاختلافات التي طرأت على شكله.

ثانياً: البُوطة

ويقصد بها البوتقة؛ وهي عبارة عن أكواب بمقاسات مختلفة مصنوعة من الحجر الصابوني، توضع فيها الفضة لصهرها، وقد وجدت في المملكة بوتقات قديمة في آثار بعض المناجم.

ثالثاً: الملقط

وهي أداة يستخدمها الصائغ في حمل البوطة وهي ساخنة حفاظاً على يده من الحرارة، ويوجد الملقط في أشكال وأحجام مختلفة ومتنوّعة ويسمى في بعض مناطق المملكة بالمقباض أو المقباضة، وهو متنوع الوسائل والاستخدامات.

رابعاً: المصب

وهو عبارة عن كتلة حديدية مستطيلة الشكل لها مقبض يصل طولها إلى 30 سم مقسمة إلى فراغات بالطول ومختلفة العرض، يُصب فيها سائل الفضّة ويأخذ شكل وحجم الفراغ الموجود فيه ويترك حتى يبرد ويتصلب. ثم يقلب ويطرق من الخلف لتسقط منه قضبان مستطيلة قطرها عادة 20 أو 25 ملم وهذه الأداة تسمّى أيضاً مصب سلوك.

خامساً: الزِبْرَة

وهي قطعة حديدية من الحديد الصلب مثبتة بإحكام على قاعدة خشبية مربعة الشكل، وتلازمها مطرقة خاصة لطرق القضبان الخارجة من المصب وتحويلها إلى صفائح رقيقة، والزِبرة؛ أداة مساعدة في استخدامات أخرى، وتسمّى في بعض مناطق المملكة "السندان" كما في الحجاز وحائل.

سادساً: المخارِز

أنواعها كثيرة، وهي عبارة عن إبرة كبيرة وصغيرة من الحديد الصلب تستخدم في تنفيذ الزخرفة.

سابعاً: المِعْدال

وهو قطعة حديدية اسطوانية الشكل يبلغ طولها نحو 20 سم تُستخدم لتعديل البناجر والأساور والحليّ الخاصة بالمعصم وضبط استدارتها.
مصادر: *نورة النعيم، الوضع الاقتصادي للجزيرة العربية من القرن 3 ق.م إلى القرن 3م، ط1، الرياض، دار الشواف 1992م، ص170.

•  بتصرف عن الحلي النسائية التقليدية بمنطقة عسير، دليل بنت مطلق بن شافي القحطاني، ص26،27.