نور علي تحكي عن التجارب القاسية والفشل

by Alaa Hegazy 8 Hours Ago 👁 94

على مَدار سَاعة ونيف تَحَدّثت النّجمة نور علي في بودكاست «عندي سؤال»، مع الإعلامي محمد قيس، عن العديد من التجارب الحياتية التي أثقلتها، وعن العائلة وأثرها في حياتها، بالإضافة للحب والارتباط، ورغبتها في إنجاب مولود، كما استفاضت بالحديث عن شخصيتها في مسلسل «البطل»، وكيف تعلمت من تجربتها التمثيلية الأخيرة في رمضان وأضافت لها كممثلة في مصاف الكبار.

الأمان

عَرّبت نور علي عن امتنانها الكبير لعدة أمور في حياتها بدأتها بصحتها، ثم عائلتها، ومحبة الناس لها، والفرص التي أُتيحت لها. وبالمقابل، حين سألها قيس عَمّا ينقصها، أجابت بكلمة واحدة هي: الأمان، مَوَضّحة أنّ شُعُورَها بعدم الأمان مرتبط بنشأتها في سوريا خلال الحرب، وغياب الاستقرار في العمل والحياة.

ذكريات الطفولة

عادت نور بذاكرتها إلى طُفولتها ومراهقتها، حيث عَاشَت في الشّام خلال الحرب، وعَبّرت عن ألمها بأنّها لم تعش مراهقة طبيعية، ثم تساءلت عن كيف يمكن أن تكون الحياة لو لم تُحرم من تلك المرحلة، لكنها ختمت بالقول: «الحمد لله أننا عايشين». كما تحدثت عن نشأتها في بيت يضم 4 بنات، حيث وصفت الأجواء بأنها مليئة بالخناقات، الضحك، والحب، وقالت إنّها أقرب لوالدتها لكنها تشبه والدها في الطباع، خصوصاً في طاقته وميله للقيادة.

خالتي نفطة ضعفي

اعتبرت نور علي خالتها بأنّها نقطة ضعفها وصديقتها منذ الصغر، وذات تأثير كبير عليها، خصوصاً بحبها للمسرح. ورغم فراقهما بعد سفر الخالة إلى كندا، ما زالت تذكر كل التفاصيل التي تربطها بها، خصوصاً لحظات الأمان التي كانت تمنحها لها في طفولتها؛ حيث تَصِف نور كيف أنّ خَالَتَها كانت جزءاً لا يَتَجَزّأ من كل لحظة تَتَذَكّرها من تلك المرحلة، وكانت تعيش بالقرب من حديقة الجاحظ. هذه الحديقة أصبحت مع الوقت رمزاً للذكريات؛ فكلما مرت من أمامها، تتدفق المشاعر وتسترجع تفاصيل وجود خالتها التي سافرت لاحقاً إلى كندا.
وعندما سافرت خالتها وكانت نور بعمر الـ13، تصف كيف أنها كانت تبكي كثيراً؛إذ كانت ترى في خالتها مصدر الأمان، وغيابها جعل كل ألم يمر بها في الحياة مضاعفاً، حتى في جلسات العلاج النفسي، عادت لتلك اللحظات لتدرك أن هذا كان أول فقدان حقيقي في حياتها.

التعاطف مع الرجل

أكدت نور أنّ موضوع الزواج بالنسبة لها خاضع للنصيب، فهي لا تخطط كثيراً للأمور العاطفية، عكس حياتها المهنية؛ مشيرة إلى أنّها تميل إلى التعاطف مع الرجال وتبرير تصرفاتهم أحياناً، وهو ما تُسميه «الذكورية العاطفية»؛ موضحة أنّ هذا التعاطف ليس مطلقاً أو غير مشروط، وإنما يرتبط بتجاربها الخاصة في الحياة. كما اعترفت بأنّها قد تَتَعَاطف مع صديق ذكر أكثر من صديقة إذا حدث خلاف بينهما، وتُرجع هذا الميل إلى غياب الرجل الأخ في حياتها. وأكدت نور أنّها تحب الأولاد الذكور، ربما لأنّ بيتهم لم يكن فيه أولاد ذكور، مشيرة أنّها لو تزوجت يوماً ما فتتمنى أن تُرزق بصبي أولاً، مبررة ذلك إلى مدى تعلقها بالفكرة.

التجارب القَاسِية 

وعن تجاربها القاسية  في الحياة أكدت نور علي أنّ التجارب القاسية هي ما تصقل الإنسان وتعلمه، كما أنّ الفشل لا يخيفها بل تعتبره جزءًا طبيعياً من الحياة؛ واصفة نفسها بأنها (شخص محارب)، إذ إنّ التجارب السوداء تُعَلّم أكثر؛ وكل لون أسود يحتوي شيئاً من الأبيض، وكذلك العكس؛ فالحياة رمادية، ومليئة بالتناقضات التي تشكل التجربة الإنسانية.

اللعبة المفقودة 

كشفت نور أيضاً عن قِصّة مؤثرة من الطفولة، وهي فقدان لعبتها المفضلة، التي اعتبرتها بمثابة ابنها الصغير، حيث نسيت اللعبة في سيارة الأجرة، وتأثرت بذلك الحدث بشدة، فبعد سنوات وأثناء جلسة علاج نفسي، استعادت هذه الذاكرة بشكل غير متوقع. وخلال تصوير أحد المشاهد في تركيا، حيث كانت تُؤَدّي دور شخصية (سما) في مسلس لعبة حب، اقترحت على المخرج أن تُمسِكَ بلعبة في أحد المشاهد وتحكي معها بدلاً من الحديث مع نفسها، وعندما سُئِلَت إن كانت لديها لعبة، تذكرت لعبتها القديمة، وقالت: «كان عندي وحدة، بس ضيعتها وأنا وصغيرة».

عروس بيروت البداية

استعادت نور ذكريات التخرج؛ إذ حصلت على فرصة المشاركة في مسلسل «عروس بيروت» مع ظافر العابدين وكارمن بصيبص، لكنّها في البداية رفضت الدور؛ لأنّه كان صغيراً ولم تَجِد فيه ما يناسب طموحها، لكنها تَواصَلت مع والدتها التي شجعتها على خوض التجربة، وبالفعل، قَرّرت خَوض المغامرة رغم أنّ طاقتها كممثلة كانت أكبر بكثير من مساحة الدور.
ومع مرور الوقت، بدأت فرصها تتوسع، وشاركت لاحقاً في مسلسل الحلوة والمرة، الذي حقق صدى جماهيريًا كبيرًا. رغم النجاح، قررت لاحقاً أن تعود إلى الشام، لأنها شعرت بالحنين، ثم لعبة حب.

الأعمال التركية المعربة

دافعت نور عن الأعمال التركية المعربة، معتبرة أنها نوع مختلف من التمثيل يتطلب قدرة عالية على التوازن بين الموهبة والتقنيات. في مسلسل لعبة حب، واجهت تحدياً حقيقياً لأنها أدت دور سما، وهي شخصية موجودة مسبقاً ومحبوبة من الجمهور. لكنها اختارت أن تتعامل معها كإنسانة لا كأيقونة، فكتبت رسالة بخط يدها إلى الشخصية، تعدها فيها بأنها ستجعل الناس يحبونها. وبالفعل، نجحت في ذلك.

مسلسل البطل

وأخيراً تحدثت نور عن المسلسل الرمضاني الأخير «البطل»، الذي ترى فيه ذُروة تجاربها الفنية حتى الآن، وهو من كتابة رامي كوسا، وبطولة أسماء لامعة مثل بسام كوسا، محمود نصر وخالد شباط، حيث تؤمن نور بأن هذا العمل يجسد الدراما التي تحبها وتؤمن بها كما يعبر عنها كممثلة حقيقية وليست مجرد نجمة عابرة، معترفة بأنّه منحها الشرعية الفنية كممثلة، ليس فقط أمام الجمهور، بل حتى داخل الوسط الفني؛ مؤكدة أنّها كانت مُتَخَوّفة جداً في بداية العمل، وشعرت بعدم ثقة، لكن حديث المخرج ليث حجو معها كان نقطة تحول، وأشارت إلى أنّها بَذَلَت أَقصى ما لديها لتكون شخصية (مريم) صادقة وتشبه كل بنات سوريا اللواتي عشن ظروف الحرب.