تعرفي على المبدعة التي تقف وراء مطعم إم شريف

by Dyana Farhat 171 Days Ago 👁 383

تتولّى ياسمينا حايك منصب الشيف التنفيذي في مجموعة مطاعم إم شريف الرائدة في مجال الضيافة والمأكولات اللبنانية الأصيلة، إذ تُشرف على توسيع هذه الشركة العائلية الناجحة وتُسطّر فصلًا جديدًا في حكاية إم شريف، عنوانه الابتكار. 

وُلدت ياسمينا ونشأت في عائلة جذورها راسخة في مجال فنّ الطهي، فهي تُجسّد جوهر الوصفات اللبنانية المحضّرة على الأصول وتُضفي إليها لمستها الخلّاقة. وبصفتها ابنة ميراي حايك، مؤسّسة مطاعم إم شريف، تستعدّ ياسمينا لتحمل الشعلة وتُكمل مسيرة العائلة، وتتشارك مع الضيوف الخبرات والتقاليد التي ورثتها عن والدتها.

تستذكر ياسمينا أيّام الطفولة، قائلةً: "كانت أمّي تهوى استضافة حفلات العشاء في منزلنا، ودعوة الجميع لتناول الطعام معًا، وكانت دائمًا تُحضّر كل المأكولات بيدَيها من الصفر. كنُت ولا أزال أحترم هذه الصفة فيها".

وتُكمل قائلةً: "في البداية، أردتُ أن أصبح طبيبة، إذ لطالما كانت تستهوني العلوم. لكن سرعان ما أدركت أنّني كنتُ بحاجة إلى مُختبر من نوع آخر لأعمل فيه، مختبر فيه أجواء سعيدة. لذلك اخترتُ المطبخ. فهو فسحة تُتيح لك التعبير عن نفسك وإطلاق العنان لإبداعك وتنمية مهاراتك وإجراء البحوث لاكتشاف وصفات جديدة... كما أنّني أهوى السفر والتعرّف إلى الناس، وأؤمن بأنّ الطعام هو خير وسيلة لذلك".

اكتشفت ياسمينا شغفها بالطعام والابتكار منذ نعومة أظافرها، وتحدّت الصورة النمطية للمرأة لتخوض مجالًا لطالما كان حكرًا على الرجال وتُصبح من النساء الرائدات في عالم الطهي، فتُسلّط الضوء على ثقافة لبنان والمواهب والمأكولات اللبنانية على نطاق عالمي. وفي إطار مسيرة نجاحها في مجال الطهي، عملت ياسمينا لدى أهم المطاعم المرموقة حول العالم، فتدرّبت ك"شيف دي بارتي" (أي رئيسة قسم في المطبخ) في مطعم Geranium الحائز ثلاث نجوم ميشلان في كوبنهاغن، وعملت كشيف مُساعد في أهمّ الوجهات المرموقة في العاصمة الفرنسية باريس. كما ساهمت في تحضير حفلات العشاء لأهمّ العلامات التجارية أمثال سان بيليغرينو، ماكلارين وكارولينا هيريرا. 

وفي إطار مهامها كالشيف التنفيذي في مطاعم إم شريف، تُشرف ياسمينا على إعداد قوائم المأكولات وتنفيذها، وتدريب الفريق، حرصًا على ضمان أعلى معايير الجودة والأصالة في كافة فروع المطعم. كما أنّها تُشرف على توسيع فروع المطاعم حول العالم، وآخرها مطعم إم شريف في متجر هارودز في لندن وفي وسط المدينة في بيروت. 

تسعى ياسمينا دائمًا إلى صقل مهاراتها من خلال ابتكار أطباق جديدة، مثل "فتّة الفطائر" الأحبّ إلى قلبها، وهي عبارة عن معجّنات محشيّة بالسبانخ، تُقدّم مع صلصة اللبن والبندورة. وبحسب قولها: "مع أنّنا لم نعتَد على تناول الفطائر مع اللبن، إلا أنّ هذا المزيج استثنائي". 

تلتزم ياسمينا برفع المستوى في مجال المطاعم حول العالم وتخطّي توقّعات الضيوف، من خلال الحفاظ على جوهر المطبخ اللبناني، وهو فنّ يكاد يُصبح طيّ النسيان، لكنّها تتشرّف بالتمسّك به وإحيائه. ومع أنّ الحفاظ على التقاليد يُشكّل ركيزة فلسفتها، إلّا أنّها مسلّحة أيضًا بحسّها المبتكر ورؤيتها العصرية. وبفضل اعتماد أسلوب جديد في الطهي وتقديم الأطباق، تُحافظ مطاعم إم شريف على موقعها في طليعة المطاعم على الصعيدَين الإقليمي والعالمي.