حديث عن الكذب في الحلم

by Passant khalifa 6 Years Ago 👁 17382


بعد التقدم الذي شهدته العلوم الإنسانية، وخاصة علم النفس في السنوات الأخيرة بدأ الكثير من الأفراد يهتمون بالتعرف أكثر على أحلامهم والمغزى ورائها. ولا يهتم الأشخاص بالأحلام فقط لهذه الأسباب، بل إن اهتمام الناس بالأحلام والرؤى مرتبط بشكل أساسي بالأديان حيث أن الرؤى كانت وسيلة تواصل بين الله جل جلاله والكثير من رسله وأنبيائه.


نتيجة لذلك فقد عمد بعض الأشخاص إلى استخدام الرؤى والأحلام في إظهار أنفسهم في صورة الأولياء من خلال الزعم برؤية أحلام ورؤى لم يروها بالفعل، لإيهام من حولهم بأنهم في درجات إيمانية أعلى ممن حولهم، أو للتكسب من وراء هذه المكانة، خاصة في المجتمعات الصغيرة والمنغلقة.


ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا السلوك. فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أعظم الفِرَى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يُري عينيه في المنام ما لم تَرَيا، أو يقل عليَّ ما لم أقل". وفي هذا الحديث ينهى رسولنا الكريم عن الكذب في المنام، حيث صوره بأنه أعظم الكذب على الإطلاق، أن يروي الرجل عن منامه ما لم تره عيناه.


وعن ابن عباس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن تحلَّم بحُلمٍ لم يره، كُلِّفَ أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل". رواه البخاري 
ويحدثنا هنا رسول الله عن ما يلقاه من يكذب في منامه، حيث يكلّف بأن يعقد بين شعرتين وهو الأمر مستحيل التحقيق، وهو ما يؤكده الرسول عليه الصلاة والسلام في نهاية الحديث بأن العبد لن يقدر على العقد بين الشعرتين مهما حاول.


وبالتدبر في الأمر برمته، نجد أن الكذب على المنام بالفعل له من التأثير السلبي على المجتمعات وعلى وجه الخصوص المجتمعات الضغيرة والمنغلقة على نفسها. ففي هذه المجتمعات يسهل اقتياد من هم أقل تعليما والتأثير فيهم بمجرد الإشارة إلى تلقي رسائل إلهية من خلال الرؤى والأحلام، وبالتالي سهولة توجيه الأفراد إلى غايات قد تكون مؤذية أوسيئة.


كذلك فإن صفة الكذب من الصفات المكروهة من الله ورسوله، إذا ما قام بهم الفرد في مجتمعه، فكيف إذن بمن يكذب على الله ويدّعي تواصل الله معه من خلال الرؤى فيما لم يحدث ذلك بالفعل.