توصيات جديدة بشأن بدء الطعام الصلب لطفلك
في ما مضى، كانت الأمهات يبدأن بتقديم الطعام المهروس لأطفالهن منذ شهرهم الثالث، ولكن الخبراء أخذوا يحذرون في السنوات الأخيرة من عدم صواب تقديم الأطعمة قبل الشهر السادس. فما مدى دقة هذه التحذيرات؟ وهل يجب على الأم أن تقدّم بعض أنواع المأكولات باكراً وبعضها الآخر متأخراً؟ إليك في ما يلي ما يجب أن تعرفيه عن مسألة الانتقال بطفلك إلى مرحلة الطعام الصلب.
نافذة بين الشهر الرابع والشهر السادس
بعد سنوات من الحيرة ونظراً للنتائج التي أظهرتها الدراسات العلمية، يتوافق الأطباء اليوم على أن التنوع الغذائي وتقديم الطعام الصلب يجب أن يبدأ بين الشهرين الرابع والسادس، سواء كانوا يعانون من مؤشرات حساسية أم لا. خلال هذين الشهرين، تستطيع الوالدة أن تتبع حدسها وشهية طفلها في تقديم الأطعمة، ومدى اهتمام الأخير بالطعام الصلب، ولكن شرط ألا تبدأ قبل الشهر الرابع أو بعد الشهر السادس، لأن البداية المبكرة أو المتأخرة يمكن أن تؤدي إلى بروز مشاكل خطرة، أهمها نقص الأغذية، وخاصة الحديد والأحماض الدهنية، بالإضافة إلى الحساسية تجاه أكثر من نوع من الأطعمة.
التنوع الغذائي منذ الشهر الرابع: مخاوف الحساسية
منذ الأزل، أول المخاوف التي تراود الأهل عندما يحين موعد التنوع الغذائي للأطفال هو الحساسية تجاه بعض الأطعمة، والتي تطال حوالى 25% من الرضع. في السابق، كان ينصح الأطباء الأمهات بتأخير تقديم الأطعمة الصلبة إلى ما بعد الستة أشهر، إلا أن أحدث الدرسات أثبتت أن تأخير تعريف الصغير على الغذاء المتنوع من شأنه أن يفاقم المشكلة.
التنوع الغذائي والرضاعة الطبيعية
تفيد منظمة الصحة العالمية بأن الطفل يجب أن يتغذى من الرضاعة الطبيعية حصراً حتى سن الستة أشهر، ويعود للأم قرار إدخال الأطعمة الصلبة إلى نظام طفلها الغذائي، شرط ألا يحصل قبل الشهر الخامس.
ولكن الخبراء يلفتون إلى أن توصيات المنظمة العالمية تأخذ البلاد الفقيرة والنامية وتدني مستوى الشروط الغذائية فيها، ويحثون الأمهات على الالتزام بما أسموه "نافذة 4-6 أشهر" للبدء بالتنوع الغذائي.
بداية التنوع: التقديم الخفيف منذ الشهر الرابع
سواء قررت تقديم الأطعمة الصلبة في الشهر الرابع أو الخامس، يجب على البدايات أن تكون خفيفة. يقول أطباء الأطفال إن التنوع له ثلاثة أهداف: تقديم مسببات الحساسية المحتملة للطفل رويداً وبكميات صغيرة لحث عدم قدرة جسد طفلك على تقبل بعض أنواع الطعام إن وجدت، وتنويع النكهات، ومنح الصغير متعة تجربة ملذات جديدة. في أي حال من الأحوال، لا تسعي أبداً إلى إشباع حاجات طفلك الغذائية من خلال الطعام الصلب، وحافظي على الدور الكبير الذي يؤديه الحليب في هذه المرحلة. أيضاً، وحتى عمر السنة، يحتاج الأطفال إلى 500 مل من الحليب المخصص لهم عبر زجاجتين أو ثلاث.
توصيات جديدة تسمح للأم بالانتقال إلى الطعام الصلب في الشهر الرابع