ما الذي يسبّب القلق من الانفصال عن الوالدين لدى الأطفال؟
يمر الأطفال بمراحل من الضعف وهو أمر طبيعي و ضروري لنموّهم، و هو في الواقع مؤشر على تطوّر طفلك و تقدّمه. و وفقاً للخبراء، يعتمد المواليد الجدد على الاحتكاك القريب للتأقلم مع العالم خارج الرحم: أي إنّ حمل طفلك لن يجعله يشعر بالأمان فحسب و لكنه سينظم نبضات قلبه غير الناضجة و حركاته الإيقاعية و تنفسه، و يساعده على موازنة أيّ أمر غير متوازن و نومه و تواتر الرضاعة.
ما هو القلق من الانفصال؟
القلق من الانفصال لدى الصغار هو أمر حقيقي و لا يتطلب أيّ خوف. في أوائل أشهر حياته، لا يعي الأطفال أيّ مفهوم للاستقلالية، أي أن يفصل عن والدته إذ إن طفلك يظن أنك و هو مخلوق واحد، و لن يعي إلا مع الوقت و بالتدريج أنك و هو شخصان منفصلان، و بالتالي أن هذا الشخص المنفصل عنه قد يتركه و يذهب، فيشعر بالقلق ، و صل هذا الخوف الى ذروته في سنّ تسعة أشهر، و لكنه يُرى قبلاً و بعداً أيضاً.
ماذا يجب ان تعرفي عند ملاحظتك خوف طفلك من الانفصال؟
1. أنك لم تدللي طفلك؟
فقد أجريت دراسات على اهل اعتمدوا على الدلال في تربية أطفالهم، و آخرين تفادوا أي نوع منه، و بعد أن جرت مراقبة الأطفال من الطرفين، تبيّن أن جميعهم عانوا من قلق الانفصال في المرحلة نفسها، ما يعني أن نظرية دلال الطفل هنا قد سقطت.
2. مراحل الغضب طبيعية و ستتبدّد
بعد دراسات معمقة لردود فعل و سلوكيات الأمهات و الأطفال و لسنوات طويلة: و وفقاً للأمهات، فإن الأوقات الصعبة مع الطفل تكون عند الغضب و البكاء و التعلق. و لكن لا تقلقي، هذه المرحلة حتمية و تعني أن طفلك يحرز تقدماً على صعيد تطوّر دماغه، و لكنها ستنتهي عاجلاً أو آجلاً.
3. يمكنك أن تساعدي طفلك على معرفة أنه لا بأس بالانفصال
من تغيّرات النموّ الأخرى، يمكن الحديث عن توعية طفلك أنه يمكنك أن تغيبي و لكن ليس الى الأبد. و من هنا، تُعدّ الألعاب أفضل مساعد على تخطي هذه المرحلة، وخصوصاً لعبة الغمّيضة كما عندما تخبّئين نفسك و تظهرين له من جديد.