مواهب طفلك الدفينة... كيف تكتشفينها قبل المدرسة؟
تكون النعم أو المواهب التي تمنح لبعض الأطفال في بعض الأحيان ظاهرة للعالم، بينما قد تكون مخفيّة لدى آخرين، و تتنكّر خلف الثرثرة، و الأحلام النهارية، الطاقة الزائدة و حتى سوء السلوك.
يحبّ طفلك أن يصنّف الأشياء
يحبّ ترتيب الجوارب، و أن يرصف السيارات، أو القياسات و الأشكال. كما أنّه قد يحبّ أن تكون الأشياء منظّمة و مرتّبة.
ماذا يعني الأمر: يكون طفلك في هذه الحالة ما يعرف بـ "متعلّم سمعي متسلسل"، ما يعني أنّه مفكّر تحليلي، و شديد الترتيب، و يبدي الانتباه إلى التفاصيل. قد يبحث عن الأشكال، و يبتكر في الرياضيات و العلوم.
كيف تغذين الأمر: تعرّفي إلى البرامج و الألعاب التي تتضمّن الأشكال و الربط، و اعثري على نشاطات تشجّع لديه مهارات الرياضيات و الاختبارات التي تعتمد على العلوم. و اسمحي له بترتيب أمور المنزل كالأوعية الفضّية و البلاستيكية في الخزائن.
طفلك يتكلم بلا توقّف
قد يكون طفلك كثير الحديث متمتّعًا بمهارة الكلام المبكر، و يبتكر قصصًا خاصّة، و يرتكب بعض الأخطاء اللّفظية... كما أنه يتحدّث بسرعة و لا يتوقّف حتى ينام. سيرغب بقول الكلمة الأخيرة و يرغب بأن يغلبك بحججه.
ماذا يعني الأمر: المهارة الكلامية قد تكون دليلًا على ولد يتمتّع بموهبة. فالأطفال الذين يتمتّعون بنعمة الإقناع قد يختارون يومًا مهنة في الإعلام أو القانون.
كيف تغذّينها: شجّعي طفلك الثرثار من خلال طلبك منه أن يحكي لك الحكايا، كما يمكنك أن تختاري كتابًا أو اثنين لتقرئيهما معًا. أجري مقابلة لطفلك، و سجّليها له، و ساعديه على كتابة رسائل للعائلة و الأصدقاء.
و مع تعليمه و تشجيعه كيف يكون متكلّمًا، يجب أيضًا أن تعلّميه كيف يكون مستمعًا جيّدًا أيضًا. اختاري و إياه الكتب، قد يفضّل الكتب التي تحتوي على كلمات أكثر من صور على عكس الأطفال في سنّه. استمعي لأفكاره و حججه، و لكن ضعي له حدًّا زمنيًّا إذا كان من الأطفال الذين لا يكلّون.
طفلك يفكّك كلّ شيء
يكرّس طفلك نفسه لاكتشاف كيف تعمل الأشياء، و يحب أن يفكّ الأزرار، و قد يفكّك شيئًا ما إلى قطع و من ثم يحاول أن يعيد جمعها، و يعشق بناء الأبراج بالمكعّبات، و تذهله الآلات.
ماذا يعني الأمر: قد يكون طفلك ماهرًا في مجال الرؤية و المساحة. قد يكون ميكانيكيًا، مهندسًا، مهندسًا معماريًا، مخترعًا أو عالمًا في المستقبل. أو أنّه قد يصمم شيئًا جديدًا.
كيف تغذّينه: احتفظي لمهندسك الصغير بما يكفيه من المكعّبات و أدوات الإعمار الأخرى، كي يتمكّن من الفبركة، التفكيك، و أن يعيد بناء تصاميمه الخاصة. شجّعيه على البناء بواسطة علب الحبوب الفارغة و علب المناديل، أو أيّ شيء موجود في المنزل.
طفلك حالم في النهار
قد يكون خارج العالم من حوله و يتواصل مع النجوم، قد يشعر بالسعادة حين يدّعي اللعب. يمضي وقت الفراغ في الرسم، و يتمتّع بالكثير من الأفكار ليشاركها. قد يستخدم الأشياء بطرق جديدة و غير اعتيادية و يفكر بطرق غريبة و غير مألوفة بحلول للمشاكل.
ماذا يعني الأمر: قد يكون هنا الحلم و الأفكار الغريبة و الجديدة دليلًا على تمتّع طفلك بموهبة معيّنة، و يشعر بأنّ الحياة التي يعيشها مملّة بالنسبة له، فيهرب منها إلى الخيال، و يشعر بصعوبة فصل الحقيقي عن غير الحقيقي. مستقبلًا، قد يصبح صغيرك ممثّلًا، كاتبًا، فنّانًا، مخرجًا أو مهندس ديكور...
كيف تغذينه: شجّعي إبداع طفلك، في كلّ الأشكال المتاحة لك. أمّني له الجوّ اللّازم لتوسيع مخيّلته. اسمعي معه الموسيقى و غنّيا معًا. تابعا المشاريع العلمية.
هل ما زالت موهبة طفلك غامضة بالنسبة لك؟
إذا كنت لا ترين أيّ مؤشرات من طفلك، كوني منفتحة و واعية و حاولي أن تستفزّي مواهبه الخفيّة. فالفرص ستتّسع مع الوقت لذلك، و لا تستشيري أحدًا من الأهل الآخرين لأنّهم لن يستطيعوا مساعدتك. فمواهب الأطفال كثيرة و لا تقتصر فقط على التي عددناها أعلاه، فضلًا عن أنّ الأطفال مختلفون بعضهم عن بعض.