د. رامي محسن لنواعم: لصوم الأطفال عناية خاصة على الأمّهات تعلّمها
من المعلوم أن رمضان هذا العام يأتي في أكثر الأشهر حرارة وجفافاً وخلال أطول أيام السنة، لذا يحتاج الجسم إلى كميات كبيرة من المياه خصوصاً الأطفال، لذلك قد يكون صيام الأطفال من الأمور التي تحتاج إلى عناية واهتمام خاصين، فما هي الاحتياطات الواجب اتخاذها؟
الدكتور رامي رامي محسن الاختصاصي بطب الأطفال يلقي الضوء على الموضوع أكثر.
بداية يشير الدكتور محسن إلى أنه يمكن البدء بتهيئة الأطفال وإعدادهم ليكونوا جاهزين للصيام عند بلوغهم السنّ المناسبة، كأن يصوموا حتى الظهر في البداية وفي كل عام نطيل لهم فترة الصيام تدريجياً، حتى يعتاد جسم الطفل على الصيام لساعات طويلة من دون ماء وغذاء. لذا ينصح الأطباء عموماً بعدم إجبار الطفل قبل سن الـ12 على الصيام، ومن الخطر صوم الأطفال قبل السابعة أو الثامنة أو التاسعة، حسب بنية أجسادهم.
هناك بعض الأطفال من ذوي البنية الضعيفة أو ممن لا يعرف كيف ينظم الحفاظ على كميات متزنة من الماء في جسمه، لذا يكون الصيام خطراً عليهم.
ويضيف أن هناك بعض الأسر تأخذها الحماسة وتفرح بأطفالها الذين يصومون، حيث يفقد على أثره كميات كبيرة من المياه في العرق والبول وهو في سنّ نمو لم تكتمل أعضاؤه لتتحمل، ما يمثل خطورة على صحته.
وللأسف يجبر بعض الأهل الأطفال الصغار على الصيام في هذا الشهر، ما قد يعرّضهم للجفاف وقد يؤدي هذا إلى الموت أو إحداث تلف بالجسم.
لذا يجب على الأم مراقبة طفلها أثناء صومه، فإذا شعرت بإرهاقه الواضح أو مرضه وعدم تحمّله الصيام، فعليها أن تسارع بإفطاره.
الرأي الطبي يؤكد أن بداية سن العاشرة هي الأفضل والأصلح، فالطفل الصغير الذي يبلغ من العمر 7 سنوات لا يقدر على الصوم، ولا يقوى على الجوع والعطش، فالطفل عادة ما يقلد سلوكيات والديه أثناء الصيام فيحاول أن يصوم مثلهم، أما أن يضغط الأهل على الطفل ليصوم بحجة أن أحد إخوته أو أحد أقرانه صام رمضان في مثل سنه، أو يصوم رمضان في الوقت الذي لم يبدأ ابنهم الصيام فهذا تصرّف خاطئ، لأن قدرات الأطفال مختلفة، فهناك طفل له قدرة على تحمّل الصيام، وصحّته تتحمّل ذلك وآخر لا يتحمّل الصيام.
ويقول محسن: كما قلنا، سنّ العاشرة تُعدّ الأفضل لتعويد الطفل على الصيام بشرط أن نبدأ بالتدريج باتخاذ الخطوات الأولية في هذا المجال. فنبدأ بالتمهيد للطفل من خلال الحديث عن الصيام وفوائده، ثم ندرّبه على الصيام لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات تزداد مع الوقت. وكلما تدرّجنا في صيام الطفل، تدرّج الطفل في عدد ساعات الصوم يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام. وينتج عن ذلك توازن الجسم مع التغيرات الفزيولوجية التي تحدث نتيجة الصيام، وبالتالي يستطيع الطفل الصيام وهو في حالة صحية سليمة، ودون تعب أو مشقة، أما إذا كان الطفل قد تخطى سن العاشرة ولم يتعوّد على الصيام، فنجد أن الصيام بالنسبة له عملية شاقة لعدم وجود تدريب سابق، مثل هذا الطفل لا نجبره على صيام شهر رمضان كاملاً بل نشعره بأنه كبير ويجب عليه الصيام مع تدريبه ومحاولة التخفيف عنه إلى أن يستطيع تحمّل صيام يوم كامل ثم يكمل بقية الشهر. والطفل قد يخرج للشمس ويلعب ولا يعرف مدى التعرّض للشمس أو الجفاف لذا يجب الحذر الشديد في إجبار الأطفال الصغار على الصيام وخصوصاً في الأيام الحارة.