تأخر الحمل: مشكلة صحيّة تستدعي العلاج

by Dyana Farhat 51 Days Ago 👁 251

يُعد تأخر الحمل من القضايا الشائعة التي قد يواجهها الأزواج، إذ يمكن أن ينتج عن عدة عوامل صحيّة أو بيئية. ويعتمد العلاج على تحديد السبب الرئيسي، ويمكن أن يشمل تغييرات في نمط الحياة، أو العلاج الطبي، أو الاستعانة بتقنيات التلقيح المساعد. ومن المهم استشارة أخصائي لتحديد العلاج الأنسب لكل حالة.

وحول هذا الموضوع، قال الدكتور وائل إسماعيل مدكور، استشاري في أمراض النساء والتوليد والإخصاب والغدد الصماء التناسلية (أطفال الأنابيب) في مركز هيلث بلاس للإخصاب في دبي: "تُعزى 40% من حالات تأخر الحمل إلى مشاكل لدى الرجل، ومثلها لدى السيدات، في حين يكون 20% من الحالات ناتجاً عن مشاكل لدى الرجل والسيدة. وتكون معظم حالات الرجال عبارة عن ضعف إنتاج الحيوانات المنويّة لسبب غير معروف، إلا أنه قد يكون بسبب انسداد في القنوات الدافقة أو مشاكل في القذف. وبالنسبة للسيدات، فإن أكثر الأسباب شيوعاً هي ضعف الإباضة أو انسداد قنوات فالوب. وهنالك نسبة من حالات تأخّر الحمل غير معروفة السبب".

وأوضح أنه يتعيّن على الأزواج الذين يعانون من مشكلة تأخر الإنجاب القيام باختبارات تشخيصيّة، إذ أن أهم تحليل بالنسبة للرجال هو اختبار السائل المنوي، والذي يتمّ على ضوئه دراسة الحاجة لأي فحوصات هرمونية أخرى. وبالنسبة للسيدة، نقوم بفحص الإباضة عن طريق التحقق من هرمون الإباضة، إلى جانب إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية للتأكد من سلامة الرحم والمبيض، وفحص قناة فالوب. نقوم في ضوء النتائج بدراسة الحالة بدقة والبحث في أسباب تأخّر الحمل مع الأخذ بالاعتبار عمر المريضة وفترة تأخر الحمل.

وأشار الدكتور وائل إسماعيل أن العلاج يتضمّن تصميم خطط علاجية وتقييم شامل للتاريخ الطبي لكل مريض، بما في ذلك علاجات الخصوبة السابقة والظروف الصحيّة والتفضيلات الشخصية. ويمكننا من خلال فهم الاحتياجات والاهتمامات الفردية للمرضى وضع بروتوكولات العلاج المناسبة لتحسين النتائج وتقليل المخاطر. إن هذا النهج الشخصي يضمن حصول المرضى على رعاية صحية فعالة وملائمة لرحلة الخصوبة. 

وأردف: "قد تختلف معدّلات نجاح علاجات الخصوبة بشكل كبير استناداً إلى عوامل مثل العمر وأسباب تأخر الحمل، ونوع العلاج. بشكل عام، يشهد الأفراد الأصغر سنًا معدّلات نجاح أعلى في علاجات الخصوبة، في حين قد يواجه المرضى الذين يعانون من حالات طبيّة معينة تحدّيات أكبر. من الهام جداً مناقشة التوقّعات والنتائج المحتملة مع المرضى لمساعدتهم على اتخاذ قرارات صحيحة فيما يتعلق بخيارات العلاج".

واختتم: "تحظى مسألة التعامل مع المخاطر والآثار الجانبية المرتبطة بعلاجات الخصوبة والحد منها بأولوية قصوى في مجالنا. ويتم تحقيق ذلك من خلال الاستشارات الشاملة التي تتم مع المرضى، والمراقبة الدقيقة طوال فترة العلاج، بالإضافة إلى تحسين بروتوكولات الدواء، واستخدام التقنيات المتقدمة التي تساعد في تعزيز فرص الحمل والإنجاب. ولاشك بأن رعاية كل مريض بعناية وتقديم الدعم طوال رحلة العلاج يساهم في تحقيق أفضل النتائج الممكنة مع ضمان سلامة المريض ورفاهيته".