حق الطفل في التعليم

by Fatma 4 Years Ago 👁 48856

 يعتبر التعليم من المُسلَّمات في القوانين والاتّفاقيّات العالميّة، الى جانب تأكيد الأديان السماويّة  ضرورة أن يحصل الإنسان على التعليم بشكل كامل.

 وحين يتم التحدث عن حق الطفل في التعليم، يتم التأكيد على انه حق أساسيّ من حقوقه كإنسان؛ إذ يبدأ في التعلّم منذ لحظة ولادته، وذلك عن طريق إحاطته برعاية خاصّة، وصولاً الى مراحل التعليم المختلفة.

حق الطفل في التعليم وتنمية المهارات

"التعليم" هو أحد حقوق الطفل الأساسية والتي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل التي وضعتها لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ، وهي حق اساسي مثل حقه في الحصول على غذاء مناسب ورعاية الأطفال. حق التعليم هو ضمان أن يحصل جميع الأطفال على تعليم مجاني وأن يكون إلزاميًا في المراحل الابتدائية .

ويتم التعامل مع الطفل في ميثاق الأمم المتحدة على انه إنسان منذ ولادته وحتى سن الثامنة عشرة، ويجب أن يحصل الطفل في تلك المرحلة على تعليم جيد وأن تضمن له الدولة التي يقيم فيها مكانا جيدا في المدرسة حتى يتعلم الطفل القراءة والكتابة ويحصل على التعليم الأساسي الذي يؤهله للالتحاق بالمراحل الإعدادية والثانوية .

من أهم تلك الاستحقاقات التي أكدت عليها المواثيق الدولية جعل التعليم الابتدائي إلزاميا ومتاحا مجانا للجميع، تشجيع تطوير شتى أشكال التعليم الثانوي، سواء العام أو المهني، وتوفيرها وإتاحتها لجميع الأطفال، واتخاذ التدابير المناسبة مثل إدخال مجانية التعليم وتقديم المساعدة المالية عند الحاجة إليها.

جعل التعليم العالي، بشتى الوسائل المناسبة، متاحا للجميع على أساس القدرات، الاهتمام بجعل المعلومات والمبادئ الإرشادية التربوية والمهنية متوفرة لجميع الأطفال وفي متناولهم، اتخاذ تدابير لتشجيع الحضور المنتظم في المدارس والتقليل من معدلات ترك الدراسة، ومن الضروري ضمان إدارة النظام في المدارس على نحو يتماشى مع متطلبات الطفل الإنسانية ويتوافق مع هذه الاتفاقية.

حديث عن حق الطفل في التعليم

يعتبر حق الطفل في التعليم من أهم الحقوق التي حث عليها الرسول محمد "ص"، كما شدد عليه الله سبحانه وتعالى في كتابه.

 فحقُّ التَّربية والتَّعليم مِنَ الحُقوق الرَّئيسية لكُلِّ المسلمين، ويبدأُ هذا الحق مِنَ الطُّفولَةِ، وعندما قالَ اللهُ تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارةُ"، قالَ الإمامُ عليُّ بن أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: "أي: علِّموهُم وأدِّبوهُم".

يقولُ ابنُ القيِّم رَحِمَه اللهُ في "تحفة المودود": "فمن أهملَ تعليمَ وَلَدِه ما ينفعُه وتركَهُ سُدى، فقدْ أساءَ إليه غايةَ الإساءَةِ، وأكثرُ الأولادِ إنَّما جاءَ فسادُهم مِن قِبَل الآباءِ وإِهْمالِهم لهم، وتَرْكِ تعليمِهم فرائضَ الدِّين وسُنَنِه فأَضاعُوهُم صِغارًا فلم ينتَفِعوا بأنفسِهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا، وكمْ مِن والدٍ حَرَم ولَدَه خيرَ الدُّنيا والآخِرَةِ وعرَّضَه لِهلاكِ الدُّنيا والآخِرَةِ، وكُلُّ هذا عواقبُ تفريطِ الآباءِ في حُقوقِ الله وإِضاعَتِهِم لَها وإِعراضِهم عمَّا أوْجَبَ اللهُ عليهم مِنَ العلم النَّافع والعملِ الصَّالح.

 

حق الطفل المعاق في التعليم

تكفل العديد من الدول حق الطفل المعاق في الحصول على التعليم بشكل تام كغيره من الأطفال، وهناك ميثاق اليونسكو الذي يشدد على ذلك الأمر.

من المرجح أن الأشخاص ذوي الإعاقة غير مقيدين بالمدارس أو أنهم قد تركوا المدرسة قبل إتمام مرحلة التعليم الابتدائية أو الثانوية ، و تنص المادة 24 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على أنه يجب على الدول الأطراف اتخاذ خطوات لضمان حصول الأشخاص ذوي الإعاقات على التعليم الأساسي والثانوي الجيد والجامع والمجاني على قدم المساواة مع الآخرين في المجتمعات التي يعيشون فيها.

وبما أن اليونسكو تتبع النهج القائم على الحقوق، فإنها تشجع على وضع وتنفيذ سياسات وبرامج وممارسات تعليمية شاملة لضمان تكافؤ فرص التعليم للأشخاص ذوي الإعاقة.

 حق الطفل في التعليم في الاسلام

وضع الإسلام قائمة طويلة بالحقوق الكاملة للأطفال في كل أمور الحياة وكيف يمكن تنفيذ ذلك، وماذا يجب على الأسرة القيام به تجاه أطفالها وخاصة في ما يخص التعليم.

 حق الطفل في التعليم والتثقيف في الاسلام هو حق للطفل على والديه فيعملان على تعليمه من العلم ما ينفعه في دينه وفي دنياه، ويدخل هذا الحق في قوله سبحانه وتعالى: (و الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين"، والولد إنما يكون قرة عين لوالديه إذا كان صالحا وذا علم بما ينفعه وينفع غيره.

ومسؤولية الوالدين عن ولدهما تستلزم مسؤوليتهما عن تعليمه وتنوير عقله بالمعرفة، فالإنسان بدون علم عاجز ضال، عالة على غيره في جلب منافعه ودرء ما يضره.

أول سورة نزلت مفتتحة بقسم فى القرآن هي سورة القلم، قال تعالى (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) والأمر بالقراءة يفيد الوجوب ، والقسم بالقلم إشارة إلى شرف العلم وعلو شأنه وأهميته، ليس هذا فقط، لقد حث الإسلام على العلم والتعلم وأمر به منذ اللحظة الأولى لنزول الدستور الرباني، قال تعالى( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ،عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). (العلق: 1-5).