إبراهيم باشا

إبراهيم باشا الفرنجي ، هو أول صدر أعظم يعينه سليمان القانوني بعد أن تولى عرش الدولة العثمانية. وقد اكتسب ابراهيم باشا شهرته من صعوده السريع في الدولة، ودوره في ذروة توسع الدولة العثمانية في عصر القانوني، وظروف إعدامه الغامضة.
ولد إبراهيم لأسرة مسيحية، قرب مدينة بارغا على الساحل اليوناني، وكان والده بحارًا حين أُبعد عن أسرته طفلًا، ويعتقد أنه بيع لأرملة في ماغنيسيا أحسنت تنشأته وتعلم لديها العزف على الكمان، قبل أن يؤخذ إلى الأناضول.
هناك، لاحظ العثمانيون فطنة إبراهيم المبكرة ووسامته وشخصيته الجذابة فقربوه إلى مجالسة سليمان ابن السلطان سليم الأول الذي اتخذه صديقًا، فيما سمحت العلاقة لإبراهيم بتلقي تعليمه مع ولي العهد العثماني، ليكتسب مهارات معرفية منها اللغات المتعددة ، وكان يعرف منها: الفارسية واليونانية والصربية الكرواتية والإيطالية ، والثقافة الموسوعية.
تقلد منصب الوزير الأول (الصدر الأعظم) وعمره 28 عامًا ، خلفاً لبيري محمد باشا، الذي كان عينه السلطان سليم الأول.
عرف إبراهيم باشا بأسماء متعددة بفضل ألقاب لحقت أو سبقت اسمه، إما تمييزًا له عن رجالات الدولة والصدور العظام الذين حملوا اسم «إبراهيم باشا»، أو لصفة أو منصب رافق تاريخه.
فقد عرف باسم إبراهيم باشا الفرنجي نسبة إلى أصوله غير العثمانية، كما لقب باسم إبراهيم باشا «البارغالي» في إشارة إلى بارغا التي ولد فيها.
بدايات إبراهيم المكللة بالنجاح، منحته لقبًا ثالثًا، هو «إبراهيم المقبول»، أما نهايته الدموية على يد سيده فغيّرت اللقب إلى «إبراهيم المقتول». وبزواجه من خديجة شقيقة السلطان القانوني، بات إبراهيم يستحق لقبًا إضافيًا هو «داماد» الذي يُمنح لصهر السلطان، وبات واحدًا من ثلاثة صدور عظام في التاريخ العثماني يحملون اسم «داماد إبراهيم باشا».
وحتى بعد تعيينه صدرًا أعظم للدولة العلية، وهو أهم منصب عثماني بعد السلطان، واصل إبراهيم باشا حصد الألقاب والمناصب، وتوسيع نفوذه في الدولة الآخذة بالتمدد.
وعسكريًا، شارك إبراهيم باشا في انتصارات الجيوش العثمانية، ورافق السلطان في الحملات التي قادها، في حين تولى بنفسه حملات أخرى كقائد للجيش.
وبعد 13 عاماً من تعيينه صدراً عثمانياً أعظم ، أمر السلطان سليمان بإعدامه ، وعثر عليه مخنوقاً في غرفة نومه .
زوجة ابراهيم باشا
.jpg)
خديجة سلطان ، وهي ابنة السلطان سليم الأول، من زوجته عائشة حفصة سلطان، وأخت السلطان سليمان القانوني ولدت عام 1496م وتوفيت عام 1538م.
تزوجت في البداية من ثري عثماني لكنه كان عقيما ومريضا، وفشل الطب في علاجه وتوفي بعد سنتين من زواجهما.
من ثم تقدم إبراهيم باشا لخطبة السلطانة خديجة ووافق السلطان. ليصير إبراهيم (داماد) أي صهر للسلالة العثمانية. وبناء على أوامر سليمان، أقيمت حفلة زفاف أسطورية لهما استمرت اسبوعين واستنزفت معظم غنائم الفتح العثماني لرودس .
أنجبت السلطانة خديجة من إبراهيم الأمير محمد ، والأمير عثمان ، والأميرة هورجيهان. وقصة حب إبراهيم باشا والسلطانة خديجة قد جابت الآفاق، ومع السلطة المطلقة لزوجها ونجاحاته في إدارة الدولة العثمانية المترامية الأطراف في ذروة قوتها ومع رضا السلطان عنه ومحبته له فقد عاش الزوجان حياة سعيدة . وبدأت زوجة السلطان سليمان في حياكة المؤامرات للتخلص من إبراهيم ، وانتهى الامر بإعدامه سنة 1536 بغرفة نومه في قصر توبكابي شنقا.
وقد غرقت السلطانة خديجة في حزن عميق ماتت على إثره بعدها بعامين سنة 1538 وعمرها 42 عاما.