بداية ساخنة لأولى حلقات الجزء الثاني من المسلسل الرمضاني سوق الحرير الذي حقق نجاحاً كبيراً في موسمه الأول والذي عُرض في الموسم الماضي. وفي هذا الموسم، يواصل العمل سخونة أحداثه حيث يبدأ بتعرض زياد الذي يؤدي دوره مؤيد الملا لإطلاق النار من قبل عبد الله أثناء خطف عمار وعمر، ويؤدي دوريهما الطفلان شادي وربيع جان وملاحقة الشرطة لعبد الله الذي يتوارى في فندق شادية وتؤدي دورها روعة السعدي بتوصية من عمران ويؤدي دوره بسام كوسا. من جهة أخرى، يخبر ياسين ويؤدي دوره بسام دكرك العنصر في المخفر شحادة ويؤدي دوره فادي صبيح أن زياد في المستشفى بين الحياة والموت. شحادة يلجأ الى فؤاد الذي يؤدي دوره علاء قاسم من أجل تهريب زياد.
وقد أكد هذا نجاح رهان الأخوين بسام ومؤمن الملا على سوق الحرير وأحداثه المثيرة منذ الموسم الأول، وكانت الحلقات قد بدأ عرضها منذ أمس عبر شاهد وعبر قنوات MBC .
وعلى صعيد آخر، يقترب المخرج المثنى الصبح من تصوير مشاهد الجزء الثاني من المسلسل الرمضاني الناجح "سوق الحرير"، ومن المتوقع أن يستمر تصويره عدة أيام في شهر رمضان.
حقق العمل في جزئه الأول نجاحاً نقدياً وجماهيرياً كبيراً، وهو من إنتاج "MBC Studios" بالتعاون مع الأخوين الملاّ (بسام ومؤمن الملا) وإخراج المثنى صبح، وبطولة كوكبة من نجوم الدراما السورية أبرزهم سلوم حداد، بسام كوسا، كاريس بشار، نادين تحسين بك، فادي صبيح، وفاء موصللي، عبد الهادي الصباغ، قمر خلف، ميلاد يوسف، ريام كفارنة، نجاح سفكوني، يزن خليل.. وإشراف عام للأخوين الملاّ .
العمل سيتواصل عرضه على MBC في رمضان، فيما تُعرض كل حلقة على منصة "شاهد VIP" قبل 24 ساعة من عرضها على MBC.
بدايةً يوضح الأخوان بسام ومؤمن الملاّ أن سوق الحرير في جوهره يحمل طرحاً مختلفاً عن البيئة الشامية عموماً، ويضيف الأخوان: "يقدّم سوق الحرير دمشق في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، وما شهدته من ازدهار وانفتاح اجتماعي وثقافي وسياسي وفني واقتصادي، لذا فهو لا يشبه الأعمال الشامية التي قدمناها سابقاً مثل "أيام شامية" و"ليالي الصالحية" و"الخوالي" و"باب الحارة" و"الزعيم" إذ كان معظمها يدور في حقبة الاحتلال العثماني أو الفرنسي، أما اليوم فنتطرّق إلى الفترة التي أعقبت ذلك". يؤكد الأخوان بسام ومؤمن الملاّ أن الجزء الثاني من سوق الحرير سيشهد اختلافاً قد يكون نوعياً عن الجزء الأول، مع استمرار "الحدّوتة" ببنيتها الدرامية من الناحيتين الزمانية والمكانية، إلى جانب شخصياتها الرئيسة الفاعلة.
ويضيف الأخوان الملاّ: "مما لا شك فيه أن الجزء الأول تعرّض لكثير من التحديات والمطبّات أثناء التحضير والتصوير وكذلك المونتاج نتيجة ظروف الحجر. أما اليوم فسنشهد تغييرات نوعية سواءً في بناء الشخصيات التي سنراها هذا الجزء أكثر عمقاً وثقلاً، أو في الأحداث التي ستصبح أكثر تعقيداً وتشعّباً، مع دخول حكايا إضافية جديدة إلى جانب الكثير من التفاصل الآتية من ماضي بعض الشخصيات، وانعكاسات ذلك الماضي على واقع الأحداث وتعقيداتها".
وعن تولّي المثنى صبح الدفة الإخراجية في هذا الجزء، قال الأخوان الملاّ: "عندما طرحنا مشروع "سوق الحرير" طرحنا معه فكرة تداول الإخراج وورشة الكتابة عبر الأجزاء المتعاقبة من العمل، وذلك لإعطاء نكهة مختلفة مع كل جزء. وقع اختيارنا على المثنى في الجزء الثاني كونه مخرجاً متميزاً وموهوباً وفي جعبته قائمة طويلة من الأعمال الناجحة، ولديه بصمة خاصة ولمسة فريدة ورؤية إخراجية تتوافق مع شكل ونوعية التغييرات التي أردناها في هذا الجزء، إن كان ذلك لناحية بنية الشخصيات وتركيبتها والتطورات النفسية والسلوكية التي ستطرأ عليها، أو لناحية حيوية حركة الكاميرات والتغييرات التي ارتأيناها في طبيعة اللقطات والزوايا، خاصةً مع توسعة قاعدة المَشاهد الخارجية وبناء لوكيشينات جديدة وإضافة مزيد من الديكورات والتفاصيل المكانية الكثيفة التي تعكس بدقة حقبة الخمسينيات في دمشق.. كل تلك التفاصيل لم تكن ممكنة خلال السنة الفائتة بسبب صعوبات العمل الخارجي خلال فترة الحجر وانتشار الوباء، ما اضطرنا وقتها للاعتماد أكثر على المشاهد الداخلية مع ما تتطلّبه من نمط إخراجي مختلف".
وختم الأخوان الملاّ: "البيئة الشامية عموماً والدمشقية خصوصاً بيئة خصبة جداً وحبلى بالأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية، إلى جانب غناها بالتفاصيل البصرية الهائلة، لذا فإن إنتاج عمل عن هذه البيئة يستلزم كثيراً من الحرفية والخبرة والتأنّي في مختلف مفاصل العمل الإنتاجي من الديكور إلى الملابس والمكياج وصولاً إلى الإضاءة والتصوير وإدارة الإخراج.. والأهم طبعاً المحتوى أو الحدوتة، وهي ما نوليها أهمية خاصة، لذا عملنا يداً بيد على تطويرها في هذا الجزء مع ورشة من الكتاب المبدعين الذين انتقيناهم بدقة".
النجمة كاريس بشار تحفّظت على الحديث عن حيثيات شخصية قمر التي تؤدي دورها، إذ يبدو أنها ستكون مفتاحاً للعديد من الأحداث والمفاجآت التي يتضمنها العمل، غير أنها أكدت أن الجزء الثاني يتميز عن الأول بزخم شخصياته، وأضافت: "سنجد أن لكل شخصية صراعاً خاصاً ومختلفاً تخوضه إلى جانب النزاعات والتداخلات مع الشخصيات الأخرى، أما شخصية قمر التي أقدمها فستواجه حالةً من الإحباط تدفعها للعودة إلى الماضي وتذكّر حالة حب سابقة، لتكتشف سراً خطيراً كان أهلها قد أخفَوه عنها طوال تلك الفترة". وعن انطباعها عن الجزء الثاني، أوضحت كاريس أن العمل يشهد تغييراً في كيفية التعاطي مع المَشاهد الخارجية، فسنرى ديكورات متكاملة وسيارات قديمة حقيقية ترجع إلى حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، إلى جانب تفاصيل أخرى متنوعة تعكس واقع تلك المرحلة الزمنية". وشّددت كاريس على أن السبب الأساس في هذا التطور هو عامل الوقت الذي لم يكن متاحاً خلال الجزء الماضي نتيجة تنفيذه إبّان فترة الحظر في دمشق، ما انعكس على المَشاهد الخارجية، أما اليوم فقد امتلك مهندسو الديكور وفريق الإنتاج المزيد من الوقت تحت إشراف المخرج المثنى صبح، ما منح العمل مزيداً من الواقعية والحيوية".
أما فادي صبيح فأشار إلى أنه سيواصل تجسيد دور شخصية الشرير شحادة في المسلسل بنفس الزخم والقوة، خاصة أنه يملك طموحاً كبيراً في أن يكون أحد تجار السوق وكبارهم، الأمر الذي تمتدّ آثاره من الجزء الأول، وأضاف صبيح: "إلى جانب ذلك، نراه يحمل حقداً وثأراً على عبد الله (سلوم حداد) الذي يراه قاتل أبيه، لذا سيوجّه كل طاقته وإمكانياته للانتقام مستخدماً جميع الذرائع لتحقيق ذلك، كما سيلعب على وتر المتاجرة بين الأخوين عبد الله وعمران (بسام كوسا) – إن جاز التعبير- من خلال سعيه إلى ضربهما عبر فبركة وتشبيك القصص والمعطيات وتعقيدها لبثّ السموم". وأشار صبيح إلى أن شحادة سيواصل تعامله مع صابر (يزن خليل) لتحقيق هذه الغاية في الانتقام. بموازاة ذلك سيحاول شحادة من أجل الوصول إلى هدفه - في أن يكون أحد كبار التجار - الزواج من أمينة ابنة كبير التجار أبو طلال (نجاح سفكوني). ويوضح صبيح: "سنشهد في هذا الخط أحداثاً مهمة ومشوّقة وتصاعدية، تصل معها الحبكة الدرامية إلى ذروتها، بما في ذلك ما لا يتوقعه المشاهدون.. إذ قد يتمكن شحادة أخيراً عبر المكائد والمؤامرات من تحقيق نصف ما يصبو إليه!" وختم صبيح بالتشديد على أن العمل مع المخرج المثنى صبح له طابع خاص بالنسبة إليه، إذ تجمعه به علاقة صداقة قديمة تعود إلى نحو عشرين عاماً، متمنياً أن يكون هذا الموسم عند حسن ظن الجمهور.
وأوضحت وفاء موصللي أن النص في هذا الجزء مليء بالأحداث الغنية على كافة الأصعدة، إلى جانب المفاجآت المشوّقة من جهة والصادمة من جهة أخرى"، وشدّدت موصللي على أهمية عملية إدارة الإنتاج في العمل، مشبّهةً إياها بإدارة الأزمات في عالم السياسة، وذلك بسبب ظروف التباعد الاجتماعي والتعقيم وحظر التجول والتجمعات وغيرها من العقبات التي واجهت التصوير في دمشق خلال فترة حرجة جداً من تفشّي الوباء. من جانب آخر أشادت موصللي بتميّز ما أسمته بـ"النواحي الجمالية" للجزء الثاني، من الديكورات والأكسسوارات والألبسة وتسريحات الشعر، إلى جانب عمارة الحارة الدمشقية، وتوسعة استوديوهات التصوير الخارجي وغيرها من العناصر التي راعَتْ أدق تفاصيل المرحلة الزمنية التي يطرحها العمل، و"هنا تكمن أهمية الخبرة الإنتاجية عموماً، وأعمال البيئة الشامية خصوصاً، التي لطالما تميّز بها الأخوان بسام ومؤمن الملاّ". وعن جديد النَصّ في الجزء الثاني، قالت موصللي: "هناك غنى أكبر في بناء الشخصيات، حيث جرى الاهتمام بعمق بظروف وطبيعة ونمط حياة وعمل كل شخصية على حدة، دون الخروج عن المسار الدرامي العام لسير الأحداث والحبكة". وعن تولّي المثنى صبح إخراج الجزء الثاني، أثنت موصللي على الحرفية العالية للمثنى وخبرته، وأضافت: "وضَعَ المثنى رؤيته الخاصة وهو ما سنلمسه في كل مشهد من اختيار الزوايا ومساحة حركة الكاميرات إضافةً إلى إبراز النواحي الجمالية.. عدا عن قدرته على عكس واقع وحالة الحارة الدمشقية في الشكل والمضمون من حيث الحالة النفسية للشخصيات.. إلى غيرها من التفاصيل الإخراجية الدقيقة". وعن دورها في الجزء الثاني، قالت موصللي: "تطرأ تحوّلات معينة وتغييرات على ظروف العائلة التي أنتمي لها، ما سينعكس على طبيعة الشخصية التي أقدّمها. أبرز تلك التغييرات ستكون على شكل حدث إنساني مفاجئ وغريب في حياة ابنتي، إضافةً إلى تغييرات مادية سينجم عنها نوع من الثراء في حياتي، ما سينعكس في الحليّ الذهبية التي سأرتديها على نحوٍ علني قد يثير تساؤلات نساء الحارة، كما ستكون شخصيتي في المسلسل أكثر حضوراً وتأثيراً نتيجةً لتلك التغييرات التي ستمنحني القوة والتحكّم".
وهو ما أكده الفنان عبد الهادي الصباغ الجزء الأول من المسلسل شهد تكثيفاً في العمل وتصوير المَشاهد والشخصيات إضافة إلى حذف عدد كبير من المَشاهد والأحداث بسبب الظرف القاهر للإغلاق وتوقف العمل خلال فترة الحظر. وأضاف الصباغ: "اليوم كان الوقت في مصلحتنا، إذ تستمر الحكاية بمزيد من التفاصيل والأحداث والتنوّع الدرامي". وعن الشخصية التي يقدمها، قال الصباغ: "الخطّ الأساس لشخصية عزّو يرتكز على بخله الشديد، فهو يرى كل ما حوله من منظور مادي بحت، حتى في علاقته مع عائلته. في هذا الجزء سيتعرّض عزّو لحادث يُشرف فيه على الموت، ما يجعله يزهد في الدنيا والمال، ويتحوّل إلى شخص خيّر وكريم ومعطاء، الأمر الذي سينعكس على علاقاته مع عائلته كثيراً وكذلك مع التجّار في السوق". وختم الصباغ: "قدّمتُ شخصية عزّو مع المخرج الأستاذ مؤمن الملاّ في الجزء الأول بنحوٍ متميز، واليوم تستمر الحكاية مع المثنى صبح على نحو لا يقلّ تميزاً، فكلاهما يمتلك رؤية إخراجية خاصة ولديه بصمته في التعامل مع النص والشخصيات، وآمل أن نُوفّق في تقديم ما يليق بالمشاهد".
أما الفنانة قمر خلف فأوضحت أن العمق الذي طرأ على النص عموماً في الجزء الثاني سينعكس إيجاباً على شخصية خديجة التي تقدمها، وتضيف قمر: "ستشهد خديجة تحوّلاً في شخصيتها، إذ ستمرّ بحالة من التعب نتيجةً لكل ما واجهته من ظروف استثنائية أبرزها قصة الإنجاب إضافةً إلى حبّها لعمران الذي يدفعها للبقاء في المنزل إلى جانب الزوجات الأخريات". وتكشف قمر عن مفاجأة في أحد الخطوط الدرامية لشخصيتها وتحديداً ذاك المتعلّق بقدرتها على الإنجاب، إضافةً إلى عمق أكبر ستكتسبه خديجة التي ستواصل على حد وصفها حصد التعاطف الكبير معها من قِبَل المشاهدين". ختاماً، أثنت قمر على انضمام المثنى صبح وإدارته للدفة الإخراجية، معتبرةً أنه يضيف روحاً جديدة سواءً في رؤيته، أو في كيفية تعاطيه مع الشخصيات وتطويرها، أو في النواحي الجمالية للصورة، مؤكدةً على أن لكل مخرج رؤية وأسلوب وبصمة مختلفة عن الآخر، ما ينعكس في نهاية المطاف بصورة إيجابية على العمل".
على صعيد أخر أكّد ميلاد يوسف على التطور الذي سيشهده الجزء الثاني على جميع الأصعدة، إن كان ذلك في النص، أو في عمق الشخصيات، أو في الحبكة الدرامية وسَير الأحداث.
وفيما رحّب ميلاد بإدارة المثنى صبح للدفة الإخراجية، أوضح أن العمل سيشهد استمراراً للحرفية العالية في الإضاءة والتصوير عموماً والغرافيك خصوصاً "حيث سنشهد تفاصيل بصرية متنوعة حول دمشق في فترة الخمسينيات من القرن الماضي". وعن شخصية أسعد التي يؤديها، قال ميلاد: "في الجزء الأول كان أسعد مفجوعاً بأخته وأخيه.. أما في الجزء الثاني فسنرى جوانب أخرى من شخصيته على الصعيد الإنساني، إلى جانب استمرار صراعه مع كل من صابر وشحادة من جهة، وعلاقة حب يعيشها مع إحدى الشخصيات النسائية مِن الجزء الأول من جانب آخر". وختم يوسف: "سعينا جميعاً هذا الموسم إلى إضفاء بصمة متميزة على العمل، لا سيّما أننا نتطرّق إلى فترة زمنية يراها الكثيرون بمثابة الفترة الذهبية لمدينة دمشق التي كانت في تلك المرحلة قبلة للاقتصاد والسياسة والفن، ونأمل أن نُوفق في تقديم البيئة الدمشقية التي تحمل في جوانبها الكثير من العناصر والفضاءات القادرة على استيعاب المزيد من الشخصيات والأحداث".