الحميمية هي أكثر من مجرد علاقة جسدية، لذا، فإن إلغاءها من حياتك الزوجية يكلف كثيراً. فالحياة الحميمة هي جزء كبير من هوية الأزواج و تؤدّي دون شك الى إحساسهم بالاكتفاء و الرضى. و حتى لو كان الوقت المسند لهذه العلاقة صغيراً في علاقتكما، إلا أنه جزء شديد الأهمية منها، و من ثقة بنفسك و ثقتك بالشريك.
و على الرغم من أهمية العلاقة الحميمة ، أثبت الباحثون أنه لدى الكثير من الأزواج، توضع الحميمية جانباً، و لا يُنظر إليها بعين الأهمية. و بحسب الإحصاءات، فإن 13% من الأزواج يؤكدون عدم حصول علاقة حميمة بينهم إلا بضع مرات في السنة.
و لكن، لماذا هذا القدر من الأزواج لا يبذلون جهداً في هذه الناحية من الزواج؟
تنطوي الحياة اليومية على الكثير من مصادر الإلهاء كالأطفال، و العمل، و التكنولوجيا، إلخ... و عندما يأخذ الأزواج استراحة، يقتصر الأمر على الاسترخاء و القيام بنشاطات لا تتطلب الكثير من الجهد الجسدي كمشاهدة التلفاز، فتكون الحميمية هي أول عوامل حياتنا التي تطالها سلبية هذا الأمر.
و حين يشعر كلا الطرفين بأن حياتهما الحميمة غير مرضية، يتفاعل كل منهما مع الأمر بطريقة مختلفة. و بدل أن يريا الحميمية كارتباط إيجابي و مفرح، يفيد روحهما و جسديهما، يرونه على أساس أنه عمل روتيني لا مكان له في يومهم المليء بالمشاكل و المشاغل. و لكن العلاقة الحميمة يمكنها أن تعيد للزوجين حيويتهما و أن تحيي طاقتهما. إنها شيء يجب أن يقدّره المتزوجون و أن يستخدموه للتواصل مع الشريك و لتبادل الحب. و على الرغم من هذا، يجد بعض الأزواج حججاً لعدم إقامة علاقة حميمة مع الشريك.
و إليك الأعذار الـ5 الأكثر شيوعاً، التي يجب أن تتخلصي منها لتتمكني من الحفاظ على التواصل الحميم مع الشريك:
1. "لا أشعر بأنني قريبة من زوجي"
أظهرت الدراسات أن الأزواج الذين يتمتعون بعلاقات حميمة متكررة يتمتعون بعلاقة أكثر استقراراً و خطراً أقل بالانفصال. و لكن لماذا يفقد هؤلاء الأزواج الذين اعتادوا أن يكونوا نشيطين حميمياً مسارهم؟ يعود هذا الأمر الى الخطأ الشائع الذي يرتكبه اغلب الأزواج. فبعد بعض الوقت من الزواج، يعتبران نفسيهما شخصاً واحداً، بدل شخصين منفصلين بالكامل. هذه الوحدة الوهمية تدفع كلاً منهما الى رؤية الشريك على أنه امتداد له، فيشعر بانجذاب أقل اتجاهه.
2. "لا أشعر بأنني مثيرة"
قد يكون ضعف الثقة بالنفس عائقاً أمام الحميمية. فقد رجحت دراسات أنه كلما شعرت النساء بثقة بأنفسهن و اكتفاء ذاتي لما هن عليه، تتحسّن حميميتهن ضمن العلاقة الزوجية.
يمكن للأصوات الصغيرة التي تجتاح رأسك دائماً أن تشكل عائقاً أيضاً. لذا، يجب عليك أن تبعدي أي أصوات قد تشتتك عن الأمر، و أن تستمعي لصوت واحد يدعوك الى الاهتمام بهذا الجانب من حياتك.
3. "أنا شديدة التعب و الانشغال"
إحدى النتائج السلبية للوحدة الوهمية أيضاً، هي أنك تبذلين جهداً كبيراً تجاه الكثير من الأشياء لا تجاه الشريك. امنحيه قبلة قبل أن يذهب الى عمله، و أرسلي له رسائل عاطفية خلال اليوم، و انظري في عينيه عندما تتكلمان. هذه الأشياء مجتمعة ستقرب بينكما و تحسّن الحميمية بينكما.
الحميمية ليست شيئاً يمكنكما أن تضعاه جانباً. يجب أن تصطحبيها معك أينما ذهبت، و أن تخصّصي الوقت من أجل الحميمية.
4. "لا أشعر بأنني بمزاج يسمح لي"
بالطبع، هناك أوقات تشعرين فيها بأنك متعبة و أنك لست بمزاج لألعاب الكبار. و لكن في بعض الأحيان، يجب لهذا الإحساس أن يُعتبر إنذاراً. يجب أن تأخذي الوقت لتفهمي لماذا لا تتمتعين بمزاج مناسب، و أن تحاولي حل الأمر كما يجب.
5. "اليوم ليس وقت الإباضة"
تتحول الكثير من العلاقات الحميمة بعد الزواج إلى واجب ووسيلة للإنجاب فقط، وهذا سببه التربية التي تنشأ عليها الفتاة في مجتمعاتنا، لذلك انتبهي من هذا الأمر ولا تجعلي علاقتك تقتصر على هدف تكوين العائلة بل وسيلة للاستمتاع وتقوية الروابط الحميمة مع زوجك.