الدكتور سليمان جاري: الانسجام الجنسيّ مفتاح السّعادة الزّوجيّة

الدكتور سليمان جاري: الانسجام الجنسيّ مفتاح السّعادة الزّوجيّة

hanady nassar by 10 Years Ago

الانسجام أو التّوافق الحميم، كثيرًا ما نستخدم هذه العبارة شرطًا من شروط نجاح العلاقة الحميمة. لكنّ قلّةً من يدركون معنى هذه الكلمة وما فحواها. فهل يمكن أن تعني مجرّد إقامة علاقة حميمة بين الشّريكين، أم ما نعنيه بها هو الاستمتاع المطلق أثناء هذه العلاقة؟ وما هي شروط تحقّق الانسجام الحميم، وهل هو ممكن دائمًا؟ الدّكتور سليمان جاري، الاختصاصيّ في الاضطرابات الجنسيّة والعقم والهرمونات يجيب عن
هذه الأسئلة.

بداية يشير الدكتور جاري إلى أنّ الحياة الزّوجية هي مؤسسّسة قائمة على علاقة بين شريكين. وهذه العلاقة يجب أن تدوم طوال الحياة، حيث يعيش كلّ طرف في سكينة وراحة. بالمقابل فإنّ تعثّرها يكون نتيجة مواجهتهما انزلاقات أو منعطفات معيّنة يعيشها الشريكان خلال حياتهما. وهذه العلاقة قبل كلّ شيء هي علاقة بين رجل وامرأة، فمن المفترض أن توجد بينهما عدّة أمور مهمّة مثل: الانجذاب والتواصل واكتشاف الأمور الجميلة في الآخر، وتحصين وتحسين نوعيّة الانجذاب الأوّل. إذًا يولد بينهما في هذه المرحلة حبّ مبنيّ على العاطفة المتبادلة، وقد يصل إلى حالة من التعلّق والعشق، لا سيّما إذا تحقّق الانسجام والتوافق الحميم.

وما هو الانسجام الحميم بين الشّريكين؟
التّوافق أو الانسجام الحميم، يعني أنّ كلّ طرف يستوفي حاجاته من الطّرف الآخر ويشبعها. ويمكن تفسير ذلك بأنّ كلّ إنسان رجلًا كان أو امرأة، يتمتّع بشخصيّة معيّنة في الحياة الحميمة وسلوك خاصّ به، فإذا وجد شريكان يتمتّعان بالشّخصيّة الجنسيّة التكامليّة والتناغميّة، وأظهراها كلّها بالإضافة طبعًا إلى العاطفة والسحر المبطّن، فإنّهما لا شكّ يصلان إلى تحقيق علاقة حميمة رائعة تؤمّن لهما ذروة المتعة. واستمراريّة هذا النّوع من العلاقات على مدى زمنيّ معيّن يخلق الانسجام الجنسيّ الكامل بينهما، بل أكثر من ذلك الانجذاب والتعلّق العاطفيّ بدرجة عالية جدًّا.

 وكمثال عن الانسجام الجنسيّ، هناك سيّدات يفضّلن المداعبة قبل العلاقة الحميمة، فإذا لم تحصل على ما تبتغيه لا يمكن أن تصل إلى المتعة. أو امرأة رومانسيّة وشريكها عكس ذلك من المؤكّد أنّ النتيجة ستكون سيّئة. فالعلاقة الحميمة هي مثل رقصة الفالس حيث تكون الخطوات فيها متناغمة لكي تبدو في أجمل صورة.

وإلى أيّ مدى يمكن أن يتحقّق هذا الانسجام بين الأزواج؟
درجة المتعة ترتبط في جزء كبير منها بأفعال وتفاعل الزّوجين خلال هذه العلاقة. ومن المعروف أنّ هذه المتعة لا تدوم كثيرًا مع الإنسان إذا كان يكرّر نفسه وأصبحت الأشياء عنده عادة، باستثناء أن تتغيّر وتختلف. والعلاقة الحميمة هي من الأمور التي يتعلّمها الإنسان ويكتسبها لا فطريّة. لكنّها سهلة التعلّم مع الممارسة والخبرة. وليس هناك من شريك مناسب فعلًا من دون ذلك. وكلّما كانت درجة الأنانيّة عالية عند الشخص، كانت العلاقة الحميمة أكثر صعوبة.

وهل يمكن أن يوجد الانسجام ومن ثمّ يموت نتيجة تأثيرات معيّنة؟
من الممكن أن يتحقّق الانسجام الجنسيّ مرّة أو مرّتين، لكنّ استمراريّة هذا الانسجام تحتاج إلى ذكاء، لماذا؟ لأنّه عندما يتحقّق الانسجام الجنسيّ لا بدّ من أن يكتشف أحدهما عناصر معيّنة تزيد انجذاب الآخر إليه. هنا على الشّريك ألّا يكشف أنّه أدرك العوامل التي تثير الطّرف الآخر، إنّما يجب أن يحتفظ بهذه المعلومات ويستخدمها في العلاقة الحميمة، ما يزيد الانسجام الجنسيّ. لأنّ الآخر يعتقد أنّ الأوّل يمنحه المتعة عفويًّا وتلقائيًّا. أمّا إذا شعر أيّ منهما بأنّ الآخر يقوم بذلك عن سابق تصميم وتخطيط، ولأنّه يدرك أنّ ذلك من مثيراته يمكن أن يعودا إلى العلاقة الجنسيّة الروتينيّة.

ما الذي يجعل الانسجام الجنسيّ صعبًا؟
أوّلًا السّلوك الجنسيّ غير المتناغم، الحياء، إخفاء كلّ طرف أهواءه أثناء العلاقة الحميمة، عدم وجود حوار وتواصل جنسيّ حميم وعاطفيّ سليم يعبّران من خلاله عن تفضيلاتهما في العلاقة الحميمة. في هذه الأحوال من الصّعب جدًّا الوصول إلى الانسجام الجنسيّ، فتتحوّل العلاقة إلى عمل روتينيّ وميكانيكيّ، وتصبح فعلًا متعبًا وغير مستحبّ يمكن أن يؤدّي إلى إطفاء شعلة الحبّ بينهما. هنا أيّ مشكلة تعترضهما نتيجة الصّعوبات اليوميّة يمكن أن تفجر المؤسّسة الزّوجية بسبب هشاشتها وعدم وجود الحبّ أو العشق أو التعلّق فيها.

ما هو الدّور الذي يؤدّيه عامل الوقت في ما يخصّ الانسجام الجنسيّ؟ وهل هو دائمًا سلبيّ بالنسبة للعلاقة الحميمة كما يصوّره البعض؟
الوقت سيف ذو حدّين، فهناك فئة وهي الغالبيّة العظمى من المؤسّسات الزّوجية، يتلاشى فيها الانسجام الجنسيّ والشّغف تحت تأثير هذا العامل ليصل إلى أدنى مستوياته. هنا نتساءل عن السبب، وإذا حلّلنا الواقع نجد الجواب الطّبيعيّ عن هذه التساؤلات أنّ هذين الشريكين لم يعيشا حياةً حميمة صحيحة وسليمة خلال زواجهما، وهذا يعود لعدّة أسباب:
- غياب الحوار العاطفيّ بينهما الذي يجعل الشريك يكتشف كلّ ما يؤمّن المتعة للآخر وبالعكس.
- تصلّب الفكر الجنسيّ عند الشريكين، بما يمنع حصول أيّ مبادرة إيجابيّة من أحدهما نحو اكتشاف الآخر.
- غياب الثقافة الجنسيّة الصحيحة والسليمة في مجتمعنا.

ممارسة العمليّة الجنسيّة كنمط حياتيّ رتيب أو فرض من فروض المؤسّسة الزّوجية، من دون التّفتيش عمّا يحسّن الأداء الجنسيّ أو التّوق إلى تحسين درجة المتعة بينهما.

النصائح:
- الثقافة الجنسيّة الصحيحة
- على الزّوجين أن يتعاملا كما كانا يتعاملان قبل الزواج في الفترة التي تلت أوّل نظرة ولّدت عندهما الانجذاب.
- مسؤوليّة المرأة كبيرة في الانسجام الجنسيّ ضمن المؤسسة الزّوجية، لأنّ الزّوجة هي التي تعدّ المائدة الجنسيّة.
- يجب أن يبقى الحوار العاطفيّ مستمرًّا بينهما بهدف تحسين العلاقة، وأن يُجري كلّ طرف نقدًا ذاتيًّا للعلاقة الجنسيّة.
- من الضّروري أن يحبّ كلّ طرف شريكه من دون أنانيّة، ويجب أن تكون لدى الاثنين رغبة في معرفة كيفيّة إرضاء الآخر وإشباع رغباته جسديًّا وعاطفيًا. فكلّ علاقة جسديّة بين شريكين هدفها إسعاد الشريك وإسعاد الأنا، حتى ولو تطلّب هذا الأمر بعض الوقت الكفيل بتحقيق الفائدة والمتعة.
 
 

 

 

إضافة التعليقات

.