الحياة الحميمة التي تُرضي الشّريكين عنصر أساسي في نجاح العلاقة الزّوجية، ولطالما تأتي الشكوى من المرأة ومن شريكها أحيانًا بسبب عدم قدرتها على الاستمتاع الكامل.
وهذا الوضع يحملنا على ضرورة التعلّم والاكتشاف للوصول إلى قمّة اللّذة. لكن ما هي الطريقة المثلى؟ وهل هناك من خريطة يمكن أن تتّبعها المرأة لكي تحصل على متعتها الكاملة؟ أسئلة تجيب عنها الدكتورة منى صبرا الاختصاصيّة بالجراحة النسائية والصحّة الجنسية.
بدايةً تشير الدكتورة صبرا إلى أنّ هناك فكرة خاطئة أنّ المرأة تصل إلى النشوة تلقائيًا خلال العلاقة الحميمة وأنّ النشوة أمر بديهي ومحتّم، ويُعتَقد أنّه يكفي أن تكون المرأة على طبيعتها لكي تصل إلى الذّروة، لكنّ الحقيقة أنّ هذا ممكن بالنسبة للوظيفة الإنجابية لكن ليس للوصول إلى اللذة. وتضيف أنّ هناك فرقًا بين النساء والرجال في ما يتعلّق بالوصول إلى ذروة اللّذة، فمقابل 90 إلى 95% من الرجال يصلون إلى الذّروة، نجد أنّ ثلث النساء فقط يصلن إلى النشوة خلال العلاقة أكثر الأحيان أو دائمًا، وثلثًا مرّة كلّ اثنتين، وثلثًا لا يصلن أو قليلًا جدًا. وهذا يدلّ على أنّ النّشوة عند المرأة ليست أمرًا حتميًّا ومنهجيًا.
ما هي العوامل التي تعوق وصول المرأة إلى ذروة اللذة؟
لكي تصل المرأة إلى قمة اللذة تحتاج إلى تحفيز كامل، وإثارة الأعضاء الحميمة، وبعض النساء يحتجن إلى وقت أكثر من غيرهنّ للوصول إلى الإثارة الكاملة.
في بعض الأحيان تدور في رأس المرأة أفكار سلبيّة تعوق استمتاعها مثل خلافات العمل أو الشريك، ضمن العائلة، الواجبات المنزلية والأولاد بعد الإنجاب، مشاكل مادّية، وبعض النساء يشعرن بخوف من العلاقة الحميمة، وهناك نساء ذوات شخصية مسيطرة لديهنّ خوف من فقدان السيطرة في كلّ المواقف الحياتية.
في بعض الأحيان يكون سبب صعوبة المرأة في الوصول إلى اللذة القصوى، مشاكل عند الرجل وأبرزها عدم خبرته.
هل كلّ النساء عندما يولدن يكنّ متشابهات بالنسبة إلى قابلية الوصول إلى النشوة؟
بعض النساء يصلن إلى النشوة بسهولة والبعض الآخر يجدن صعوبة في ذلك أو لا يصلن أبدًا، وتعتقد الفئة الأخيرة بأنهنّ غير طبيعيّات، لكن بالممارسة والتمرين يمكن أن تختبر المرأة للمرة الأولى الأحاسيس التي يمكن أن تشعر بها عند تحفيز الأعضاء الحميمة، ويؤكّد اختصاصيّو الصّحة الجنسية أنّ العلاقة الحميمة هي تعلُّم دائم مثل تعلّم الآلة الموسيقية، عندما يبدأ الإنسان بممارستها فإنّ احتمالات الوصول إلى نتيجة جيدة جدًا من المحاولات الأولى ضئيلة جدًا، ولكن مع التنبّه إلى الأحاسيس الجسدية ومعرفة ما هي الأمور الخاصة التي تثير المرأة، واكتشاف ما تحبّه وتكراره، والتركيز على الأمور التي تثيرها بهذه الطريقة يمكن أن يوصل إلى ذروة العلاقة. كل امرأة بصحّة جيدة بإمكانها الوصول إلى قمة اللذة إذا ما استطاعت أن تتعرّف إلى جسدها أو تستكشفه مع شريكها، بهذه المعرفة بإمكانها أن تصل إلى الرعشة. وهنا من المهمّ جدًا أن يعرف الأزواج أنّ النساء يختلفن في كيفيّة إثارتهنّ.
لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل من الضروري أن تصل المرأة في كلّ علاقة جنسية إلى النشوة؟ وهل النشوة تضمن سعادتها في حياتها الزّوجية عمومًا؟
الوصول إلى ذروة اللذة من الأمور الجميلة في حياة المرأة، ومن الطبيعي أن تحبّ وأن تطمح كلّ واحدة إلى اختبار هذا الإحساس أثناء كلّ مجامعة، لكن للمرأة قدرة على الاستمتاع خلال العلاقة الحميمة عبر المداعبة والحنان الذي يمكن أن يمنحها إياه زوجها، لذلك لا يجب أن تكون الرعشة هدفًا، لأنّها بذلك ستنسى وتتجاوز وتخسر كلّ الأحاسيس التي تمرّ بها. لكن بالنسبة إلى النّساء اللواتي لم يصلن إلى ذروة اللذة ويكون هذا الموضوع مشكلة بالنسبة إليهنّ، فمن الأفضل أن يستشرن اختصاصيًّا بالاضطرابات الجنسية يمكن أن ينصحهنّ ويساعدهنّ في اكتشاف كيفيّة الاستمتاع أو معالجة المشكلة إذا وُجدت.