إذا كانت التغذية والرعاية الجيدة بنفسك من الأمور التي تعرفين أنه يجب أن تقومي بها ولكنك لا تفعلين إلّا إذا تعرّضت للمرض أو انهرت من كثرة التعب، فاسمعي جيدًا! إن العناية المنتظمة بالنفس ليست فقط مهمة لصحتك ورفاهيتك، بل إنها شديدة الأهمية لعلاقتك أيضًا.
ولعل السبب الوحيد القائم خلف إهمالك لنفسك هو إمضاء وقت فراغك كاملًا مع الشريك، ونحن بالتأكيد نتوافق وإياك لأن إمضاء الوقت المشترك بين الزوجين هو من الأساسيات التي يحتاج إليها أيّ ثنائي للاستمرار والنجاح في زواجهما، ولكن من المحتمل أن تتبخر قوة التواصل هذه حين تتجاهلين حاجتك إلى بعض الوقت الخاص بكِ وحدك، تعتنين فيه بنفسك وتسترخين قليلًا.
حين تشعرين بالحيرة بين حاجتك إلى إعادة شحن نفسك في وقت خاص بك ورغبتك في البقاء مع الحبيب، لن تشعري بالفائدة، لأنك ستمضين هذا الوقت وأنت تشعرين بالذنب من أن يشعر الشريك بالإهمال، وسيبدأ هو بدوره بالشعور بانقطاع التواصل بينكما. والحل؟
ثنائي يحب العناية الشخصية: يفهم الزوجان المتفاهمان أن العناية بالنفس ليست نوعًا من الترف، بل ضرورة لا بد منها، وأن العزلة المؤقتة ليست تهديدًا لعلاقتهما بل فائدة لها. فحين توسّعين وشريكك آفاقكما لتنفيذ العناية الشخصية لكل منكما، سيُترجم هذا الأمر لاحقًا ليصبح انفتاحًا بينكما، وستسهل الكثير من الأمور بينكما لتسود علاقتكما السعادة والتقدير.
أما عن النظام المتبع للعناية الشخصية، فإنه موضوع يجب مناقشته منذ أوائل علاقتكما الزوجية، عن الدرجة والمستوى للنظام الذي ترغبان في اتباعه. أعطي نفسك وشريكك الإذن لفعل ما تريدان لتجديد وإحياء نفسيكما. وتذكري دائمًا أن ما تريدين فعله لتحقيق هذه الغاية، قد يختلف عمّا يرغب فيه شريكك، ولهذا يجب أن تتفقي والحبيب على رؤية واضحة لما قد تقومان به في هذا الصدد كي لا يتعارض مع التزاماتكما الزوجية، وابتعدا عن إصدار الأحكام.
كذلك يمكنك أيضًا أن تخصّصا بعض الوقت في العناية الشخصية مع الشريك! حيث يمكنكما قضاء الوقت معًا للقيام بنشاطات تحبّانها كلاكما كالاستمتاع بالموسيقى على ضوء الشموع أو مشاهدة الأفلام، أو يمكنكما القيام بنشاطات أكثر حركة كممارسة الرياضة أو مشاهدتها أو القيام برحلة مثيرة.
في النهاية، من المهم أن تتذكري أنه ليس عليك التضحية برفاهيتك الشخصية ظنًا منك أنها ستفيد علاقتك، لأن ما سيحدث غالبًا هو العكس.